تجددت الهدنة الأممية لشهرين إضافيين ، ولا جديد فيما يتعلق بتنفيذ مضامينها ، فالرحلات الجوية المتفق عليها ما تزال متوقفة ، والسفن المحملة بالمشتقات النفطية ما تزال تتعرض للقرصنة والاحتجاز من قبل تحالف البغي والعدوان والإجرام والتوحش ، وما تزال الخروقات العسكرية قائمة من قبل قوى العدوان ومرتزقتهم في مختلف الجبهات ، ولا يزال المرتزقة يرفضون الاستجابة لمبادرة الطرف الوطني بشأن فتح الطرق المغلقة في تعز وبقية المحافظات اليمنية، ويصرون على وضع العقدة في المنشار ، من خلال تمسكهم بطلب فتح طريق الحوبان المؤدي إلى داخل المدينة ، الذي يقع على نقطة التماس ومنطقة اشتباكات ، حيث يتطلب فتح هذا الطريق القيام بسلسلة خطوات تسبق فتح الطريق وفي طبيعتها سحب المسلحين ورفع النقاط والمواقع العسكرية والتراجع إلى الوراء لمسافة محددة ، وذلك لضمان عدم استغلال هذا الطريق لتنفيذ عمليات هجومية تستهدف المواطنين وأبطال الجيش واللجان الشعبية في المناطق الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى .
وهو ما يفرغ هذه الهدنة من محتواها ، ويجعل منها مجرد استراحة محارب ، وفرصة لترتيب أوضاع المرتزقة وتعزيز صفوفهم بالمزيد من المغرر بهم وتزويدهم بالأسلحة والذخائر ، رحلة واحدة فقط التي غادرت مطار صنعاء إلى القاهرة ، وعادت إيابا في نفس اليوم إلى مطار صنعاء ، ومعها سبع رحلات من وإلى مطار صنعاء ومطار الملكة علياء بالأردن ، فيما بقية الرحلات التي تم التوافق عليها ما تزال متوقفة دون إبداء أي أسباب أو مبررات لذلك وهو ما يتسبب في إلحاق الضرر بالمواطنين الذين كان من المقرر أن تشملهم قائمة المسافرين فيها ، وفي مقدمتهم أصحاب الحالات المرضية الحرجة التي تستدعي سفرهم للعلاج في الخارج ، والعالقين من المرضى الذين تقطعت بهم السبل في الخارج ، ولم يتمكنوا من العودة عبر مطاري عدن وسيئون نتيجة الفوضى والانفلات الأمني الذي تعاني منه المحافظات المحتلة ، التي باتت وكرا لعصابات الإجرام والنهب والتقطع والتي يذهب ضحيتها الأبرياء من المواطنين العائدين من السفر .
كل ذلك في الوقت الذي تواصل قوى العدوان الاستعداد والتحضير لمعركة عسكرية من خلال عمليات التحشيد والتسليح ، حيث كشف مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية الرسمية، عبدالله آل هتيلة، والذي يعد من الإعلاميين المقربين من محمد بن سلمان عن ما أسماها ترتيبات عسكرية ضخمة لبلاده، والتي قال بأنها تمهد لتصعيد عسكري واسع في اليمن خلال الأيام المقبلة ، وتحدث عن تقديم بلاده لأسلحة نوعية لفصائل المرتزقة الموالين لها ، بالتزامن مع تصريحات مماثلة لعدد من المسؤولين السعوديين والمحللين السياسيين والعسكريين التابعين للعدوان والتي تتحدث عن معركة قادمة ، وتصعيد قادم ، وإعلان مرتقب لفشل الهدنة وتفجير الأوضاع عسكريا ، في الوقت الذي يقوم فيه مرتزقة السعودية بعمليات تجنيد وتحشيد في صفوف الشباب في أبين ، حيث تم فتح مراكز للتدريب والتأهيل تضم عناصر تكفيرية متطرفة ، يتم تحضيرها لخوض مواجهات عسكرية مرتقبة مع أبطال الجيش واللجان الشعبية ، وهو ما يؤكد عدم وجود أي نوايا جادة لقوى العدوان في إحلال السلام في اليمن ، وأن الهدنة عبارة عن ملهاة ومخطط يهدف إلى خدمة العدوان ومرتزقته ورفع الروح المعنوية لديهم بعد سلسلة الهزائم والانتكاسات التي يتعرضون لها منذ بداية العدوان وحتى اليوم .
بالمختصر المفيد، هدنة الأمم المتحدة مجرد حبر على ورق ، ولا يمكن للعدوان ومرتزقته أن يمرروا خلالها مالم يمرروه طيلة سبع سنوات من العدوان والحصار ، كل تحركات ومخططات قوى العدوان ومرتزقته تحت الرصد ، الكرة اليوم في مرماهم ، وعليهم أن يتحملوا تبعات أي تصرفات حمقاء قد يقدمون عليها ، كل خيارات الرد والردع متاحة أمام أبطال القوات المسلحة اليمنية ، وعلى العدوان أن يحسب حسابه ، فما بعد خرق الهدنة لن يكون كما قبله ، وقد أعذر من أنذر و على الباغي تدور الدوائر .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .