الحروب المشتعلة بين فصائل وعصابات الارتزاق والعمالة في شبوة هي انعكاس لواقع التحالف الذي تشكَّل للحرب الإجرامية على الشعب اليمني ، وأطلق على نفسه «تحالف دعم الشرعية»، بينما هو في واقعه تحالف غير متجانس من الغزاة والإرهابيين والعملاء والمأجورين المحليين والمرتزقة الأجانب، الذين جلبوا وحشدوا بإشراف وإدارة أمريكية لشن الحرب العدوانية والإجرامية على الشعب اليمني، واحتلال المحافظات والجزر والممرات والسواحل والمناطق والعاصمة وللسيطرة على الثروات ولإخضاع اليمن ولتدميره إلى غيرها من الأهداف التي جمعت تحالف العدوان.
اليوم تشتعل الحروب الدموية بين تحالف العدوان وفصائل العمالة والارتزاق التي تجندت في حربه العدوانية على الشعب اليمني، وتنخره الخلافات والصراعات والاحتراب، وتلك نهاية حتمية لتحالفات الخطيئة والإجرام التي جمعها اللهاث وراء المصالح والمنافع والمكاسب غير المشروعة وفرقتها أيضاً حينما فشلت في تحقيقها.
ما نشهد اليوم من ملاحقات وقتل لفلول الإخوان الذين تجندوا منذ اليوم الأول في صفوف تحالف العدوان، هي نهاية حتمية لكل من تجند في صفوف تحالف العدوان والغزاة على اليمن، مقاتلاً مأجوراً ضد بلده وأهله وشعبه ووطنه، ما يحدث هي عملية تصفية وجودية للأدوات التي استخدمتها دول العدوان بعدما صارت تشعر بأن هذه الأدوات عبء عليها.
تستخدم دويلة الإمارات مليشيات ما يسمى المجلس الانتقالي وغيرهم من المجندين المأجورين ضمن ما أسمته قوات دفاع شبوة وألوية العمالقة السلفية، في حرب التصفية ضد مليشيات الإخوان التي قاتلت هي الأخرى وقتل الآلاف من مقاتليها في صفوف تحالف العدوان منذ سبعة أعوام، كما تستخدم دويلة الإمارات طائراتها الجوية لقتل هؤلاء المرتزقة الذين قاتلوا تحت غطاء هذه الطائرات طيلة سبعة أعوام ضد الشعب اليمني وفي جبهات عدة، وقدموا لها الإحداثيات وأرسلوا لها المعلومات لتقتل اليمنيين وتدمر بناهم وتستهدف مصالحهم.
قال المحسوبون على الإخوان أن الغارات الإماراتية التي شنت على مقاتليهم في شبوة هو انتهاك إماراتي لسيادة اليمن وهي جريمة إبادة جماعية ارتكبتها دويلة الإمارات، ولا شك في ذلك، لكن هل الغارات التي شنتها طائرات عاصفة الحزم السعودية الإماراتية خلال سبعة أعوام على المواطنين المدنيين وعلى المصالح اليمنية واستهدفت طرقاً ومستشفيات وأسواقاً وأعراساً وغيرها، لم تكن استباحة للسيادة ولم يكن القتل الرهيب الذي فعلته تلك الغارات بحق الشعب اليمني جريمة إبادة جماعية ، فقط لأن ذلك كان في مصلحة الإخوان المرتزقة الذين تجندوا في صفوف العاصفة الإجرامية الهوجاء؟
ما تتعرض له جماعة الإخوان هو ثمن لخيانتها، من يجند نفسه في صفوف أعداء بلاده كعميل أجير مرتزق ستكويه نار الخيانة وتحرقه نيران الأعداء، وأكبر الخاسرين هم من خسروا أنفسهم وباعوا كرامتهم للمعتدين وقاتلوا في صفوفهم ضد شعبهم ، واليوم يتعرضون للقتل والتصفية والملاحقات والمطاردات من أدوات أسيادهم ومشغليهم.
قلناها مراراً وتكراراً أن من انخرطوا في صفوف العدوان من المرتزقة سيكونون هم أول ضحايا هذا العدوان ، وما نشهده اليوم يجسد هذه الحقيقة.
اليمن هو حِصْنُنا جميعاً، وكل من ينتمي لهذه البلاد ويحمل هذه الهوية عليه البحث عن مصالحه ووجوده في هذا الحصن العظيم، إذ لا الرهان على السعودية ولا التجند مع دويلة الإمارات سيجعل منك قوة سياسية فاعلة، ولا حزباً قوياً، ولا جيشاً وطنياً ولا شرعية جمهورية، بل الانتماء لليمن والالتحام بشعبه والدفاع عنه وعن أرضه هو ما سيمنحك الانتماء والقوة والوطنية.
لم تعد الصورة ملتبسة على أحد، هذه الإمارات جاءت لتقتل وتدمر وتحتل اليمن وتنهب ثرواته والواقع القائم اليوم يشهد بذلك ، وأن إعادة الشرعية كذبة اشهرت كعنوان للحرب الإجرامية انقلبت عليها دول تحالف العدوان ونصبت مجلس العار لتمرر عبره شكلياً ما تريد، فعودوا إلى وطنكم قبل أن تموتوا ضحايا بائسين لمن تجندتم في معركتهم ضد الشعب اليمني، بعدما مات الآلاف من المحسوبين عليكم في معركة هؤلاء المعتدين ضد الشعب اليمني.