ناشطات وإعلاميات في الذكرى السنوية للشهيد:
الشهداء.. دماء رسمت مسار نهج الحق والانتصار
الدولة تسعى للاهتمام بأسر الشهداء وتوفير متطلباتها تلبية لأوامر الله وتوجيهات السيد عبدالملك -يحفظه الله-
رسخوا قيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ورفض الظلم
تمثل الذكرى السنوية للشهيد محطة عظيمة في حياة اليمنيين، فهي ليست مجرد يوم أو مناسبة يتذكرون فيها الشهداء، فهم لم يكونوا يوما من المنسيين ولا يغيب ذكرهم من الألسن والقلوب إنما هم الأحياء في قلوب الجميع والأحياء عند ربهم يرزقون، إنما يمثل إحياء هذه الذكرى أولا للتذكير بعظمة الشهادة ومقامها الذي به استحق أصحابها به أن يحيون بجوار الأنبياء والصديقين في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
وكما نقف فيها على سيرة الشهداء ومحطات حياتهم المليئة بالإيمان التي جعلتهم ينطلقون دون أدنى خوف أو شك لإعلاء كلمة الله ونصرة لوطنهم وشعبهم،
ومثل هذه الذكرى هي تكريم لأسر بذلت وضحت بأغلى ما عندها في سبيل اليمن التي تتعرض لعدوان غاشم، وبالتالي فإن علينا جميعا مجتمعاً وحكومة الاهتمام بها وتلمس احتياجاتها ومقابلة وفاء ذويها الشهداء بالوفاء ولو بالشيء البسيط الذي لن يكون شيئا مقابل عظمة ما قدموه لنا جميعا في سبيل عزتنا وكرامتنا وتحرير أرض اليمن من الغزاة والمحتلين.. بالمناسبة التقى «ملحق الأسرة» عددا من الإعلاميات وحرائر اليمن عبر المركز الإعلامي بالهيئة النسائية _مكتب أمانة العاصمة صنعاء للحديث حول الذكرى السنوية للشهيد وأهمية إحيائها والواجب علينا تجاه اسر الشهداء.. نتابع:
الأسرة/ خاص
البداية كانت مع الناشطة الإعلامية ابتهال محمد أبوطالب والتي تقول: إن لإحياء ذكرى الشهيد أهمية كبيرة، فبهذا الإحياء تتجدد القيم وتتعمق المبادئ الأصيلة، ففي هذه الذكرى تتحقق عدة أهداف منها:
التأكيد على أن الشهادة عطاء ومنحة إلهية يهبها الله لخاصة أوليائه، فهي مرتبة عظيمة لا يصلها إلا المتقون الذين يرون الجهاد طريقاً أمثل لمكافحة الفساد والفاسدين، وترسيخ مبدأ الشهادة والاستشهاد لدى أبناء الوطن، وتوضيح المكانة التي وصل لها الشهيد، توضيح ينهل من القرآن الكريم، فالشهادة حياة أبدية خالدة، قال تعالى: ﴿ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللَّهِ أمْواتًا بَلْ أحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ويَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِن خَلْفِهِمْ ألّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هم يَحْزَنُونَ﴾)، وتعزيز مبدأ الهوية الإيمانية، والمؤمنون، فالشهادة في سبيل الله ماهي إلا مرآة للهوية الإيمانية.
وفي سياق حديثها ذكرت أبو طالب اهم ما تركه الشهداء فينا من أثر حيث قالت: لقد ترك الشهداء فينا عدة مبادئ ودروس ترسخت في أعماق قلوبنا منها: قيمُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فبهذا الأمر وبذلك النهي يكون التوفيق والفلاح للأمة وتكون من خير الأمم، قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونََ)، ويكون الصلاح للأمة قال تعالى: (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)، فبالأمر والنهي تتحقق الرحمة من الله، قال تعالى:(والمُؤْمِنُونَ والمُؤْمِناتُ بَعْضُهم أوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ ويُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ ويُطِيعُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، وبالأمر والنهي تكون العاقبة الحسنة،قال تعالى:(الَّذِينَ إنْ مَكَّنّاهم في الأرْضِ أقامُوا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ وأمَرُوا بِالمَعْرُوفِ ونَهَوْا عَنِ المُنْكَرِِ)، ومبدأ الولاء لله ورسوله والمؤمنين،قال تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونََ):
وتابعت: الجهاد هو الطريق الأمثل، فحريٌ بنا أن نضعه نصب أعيننا، فبجهاد المعتدين الظالمين الفاسدين يكون الفلاح ويصبح الواقع أمثل وأحسن في جميع المجالات، قال تعالى: (يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وابْتَغُوا إلَيْهِ الوَسِيلَةَ وجاهِدُوا في سَبِيلِهِ لَعَلَّكم تُفْلِحُونََ)، وبالجهاد يكون الخير لنا، قال تعالى:(انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونََ)، وبالجهاد تكون الهداية لنا، قال تعالى:(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)، والشهادة أعلى درجات التضحية والإحسان، فالله عز وجل قد جمع الشهداء مع الأنبياء في موقف عظيم، قال تعالى:(وأشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّها ووُضِعَ الكِتابُ وجِيءَ بِالنَّبِيئِينَ والشُّهَداءِ ).
وعن واجبنا تجاه أسر الشهداء، أشارت ابتهال أبو طالب إلى أن واجبنا كبير تجاه أسر بذل أولادها أرواحهم رخيصة في سبيل الله وفي سبيل هذا الوطن؛ لتتحقق العزة والكرامة والنصر الأكيد، قال تعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)، فواجبنا هو الاهتمام بها ورعايتها والسعي لتهيئة كل وسائل الأمن لها، فكل أسرة قدمت شهيد فإنها بنت لبنة في صرح الإسلام العالي وبنيانه العظيم، وهبت لأمتها عزةً وكرامةً كما قال السيد عبدالملك-يحفظه الله-.
وأكدت ابتهال أبو طالب أنه يجب علينا أن نرد الجميل بالجميل ولو أن ما نرده لهذه الأسر سيكون قليلاً وقليلاً جدًا تجاه ما قدمه ذووها.
ونوهت بأن الدولة تسعى جاهدة للاهتمام بأسر الشهداء وتوفير متطالباتهم، كل ذلك تلبية لأوامر الله وتوجيهات السيد عبدالملك- يحفظه الله-.
ذكراهم تُحيينا
أما الإعلامية أفنان السلطان فبدأت حديثها بتعريف الشهادة بأنها عطاء قابله الله بعطاء وهي التجارة الرابحة التي عقدها الله مع رجال صدقوا ما عاهدوه عليه فاشترى منهم أنفسهم وكان الثمن هو الجنة، وما أعظم من يبيع نفسه ابتغاء مرضاة الله ويقتل في سبيله ليكون بعد ذلك شهيدًا من الخالدين الذين لا ينتمون إلى عداد الموتى بل أحياء عند ربهم يرزقون.
وأشارت أفنان إلى أن ذكرى الشهيد هي التي تحيينا وتبعث في مُحيانا القيم والمبادئ التي سار عليها هؤلاء الثلة الأخيار كالجهاد والإحسان والعطاء الذي لا يضاهيه أي عطاء فهم من جادوا بأرواحهم الزكية الطاهرة في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن الأرض والعرض، ولذا فكل فعالية أو إحياء لذكرى الشهيد إنما هي محطة نتزود منها الإيمان والولاء والعشق لما عند الله من خير، لنتحرك على أثر ذكرى هؤلاء العظماء ونخوض التجارة التي خاضوا فيها التي لا تكسد بل تجارة رابحة مع الله لا خسارة فيها ولا بوار.
وتضيف السلطان: فالإنسان ميت لامحالة إلا من استثمر موته وجعله في سبيل الله ليخُلد في حياة أبدية لا تعب فيها ولا مشقة، ولا يقتصر أثر الشهيد عند استشهاده فقط؛ بل يظل أثره حياً فينا وفي وجداننا أثراً لا يمحى برصاصة أو صاروخ أو حتى قنبلةٍ ذرية، لأنه أثر يُعانق عقيدتنا التي لا نساوم بها ولا نسمح بالمساس بها، لأنها تختص بحريتنا وكرامتنا لأن الشهيد علمنا أن عزتنا تكمن في أن نجند أنفسنا لله وأن دفاعنا عن وطننا يجب أن يكون أولا في سبيل الله حتى لا نُهزم ويكون التأييد حليفنا.
وتابعت بالقول: إن ما تركه الشهداء فينا من إثر هو عظيم حيث انهم تركوا فينا عزيمة وجهاد لا يخمدها عدو ولا ينال منها غازٍ، كما تركوا فينا أثر الإخلاص والإيمان الذي يجب أن نرتقي بنفوسنا به إلى أعلى المراتب من رضى رب العالمين ولا نضع لأنفسنا خط معين كما فعلوا هم حتى أرتقوا بإيمانهم مكانًا عليا بجانب الأنبياء والصديقين وحُسن أولئك رفيقا.
وشددت أفنان السلطان في حديثها على أهمية استشعار المسؤولية التي تقع على عاتق الجميع تجاه أُسر الشهداء وأكدت أنها لا تقتصر على الدولة فقط، بل هي واجب علينا جميعا كما وهبوا أبناءهم الذين دافعوا وضحوا بدمائهم من أجل الجميع، ولا يكون جزاء الإحسان إلا الإحسان فوفاءً لتضحياتهم علينا الاهتمام بأسرهم وتفقد أحوالها حتى وإن لم نكن نملك إلا الكلمة الطيبة فلا نبخل بها عليهم لعل وقعها على قلوبهم يكون عظيما.
بدورها تقول الناشطة الثقافية فايزة: إن كل أسرة قدمت شهيدا في سبيل الله بنت لبنة في صرح الإسلام ووهبت لأمتها عزاً وكرامة يريد العدو سلبها منها،
وأضافت: من هنا يبرز الدور المجتمعي والحكومي في رعاية أسرهم والاهتمام بهم فهي الأمانة التي تركها الشهداء في أعناقنا جميعاً كمجتمع مسلم وبالتالي يجب أن نتحمل المسؤولية أمام الله تجاه هذه الأسر في رعايتها في مساعدتها على المستوى الشعبي الاهتمام بهم على المستوى المادي خاصة الأسر ذات الظروف الصعبة وكذلك الاهتمام بحل المشاكل الاجتماعية التي قد تطرأ عليهم والعناية بأبناء الشهداء على المستوى التربوي ليتربوا تربية مباركة، ونوهت فائزة في سياق حديثها بأن كذلك على المستوى الرسمي في كل مؤسسات الدولة يجب أن يكون هناك اهتمام أكثر بأسر الشهداء فنحن بتضحياتهم أحياء ونحن بسبب ما بذلوه في سبيل الله ولأجل اليمن نحيا حياة ملؤها العزة والكرامة وحققنا النصر على الأعداء،
وأشارت إلى أن إحياء هذه الذكرى هو أولا يأتي في سياق التذكير بقضيتنا وبالشهادة ومقامها العظيم كما هو تذكير بواجبنا جميعا تجاه الشهداء وأسرهم وهو قليل من كثير من عظيم حقهم وما يجب علينا تجاههم وفيها نذكر الجميع بأنهم مدرسة متكاملة نعرف من خلالهم الإيمان وقيم الإسلام من عزة وإباء وصمود وثبات وتضحية وصبر وبذل وعطاء وسخاء وشجاعة، وهكذا هم شهداء الحق وحملة المشروع القرآني، فهم بالنسبة لنا رواد في مدرسة العطاء والعزة والشموخ.
لا مقام يضاهي مقامهم
فيما ذكرت الناشطة الثقافية عُلاء الشامي في بداية حديثها أنه لا مقام يضاهي مقام الشهداء ولا تضحية اسمى واقدس من تضحياتهم، حين باعوا من الله انفسهم التي اشتراها الله منهم بثمن مضمون وهو الجنة بجوار الأنبياء والصديقين حيث يقول الله تعالى( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة).
وأوضحت عُلاء انه لولا تضحيات الشهداء وانطلاقهم للجبهات وعدم تخاذلهم أمام معاناة بلدهم لما كنا اليوم ننعم بالأمن والحرية والكرامة ولكانت أرضنا اليوم يدنسها السعودي والصهيوني والأمريكي ولكانت اليمن اليوم منزوعة القرار والسيادة.
وأكدت الشامي على ضرورة إحياء ذكرى الشهيد السنوية كونها من أعظم المناسبات التي نستلهم منها الدروس ونأخذ منها العبر ونمضي على المنهاج والطريقة بكل قوة وعزيمة وصبر وثبات وبصيرة.
ونوهت بأن هذه المناسبة هي أيضا تكريم لأسرهم الصابرة الحامدة الشاكرة المحتسبة الثواب والأجر من ربهاـ وواجب علينا تجاه من قدموا فلذات أكبادهم وأعز الناس لديهم أن نبادل الوفاء بالوفاء ويكون هذا من جميع أفراد المجتمع، وشددت علاء الشامي على ضرورة أن تكون نظرتنا لهذه الأسر على أنها من أعظم الأسر وأشرفها وأكرمها، وما يقدم لها يجب أن يكون تقديماً معنوياً قبل أن يكون مادياً وإن كان مادياً فهو حق لهم لأنها لم تبخل بتقديم ما لديها..
فهنيئا لكل أم شهيد وبنت شهيد وزوجة شهيد وأخت شهيد ولكل أسرة كرمها الله واصطفى منها نور لكي تقتبس أثره.
دروس وعبر
وذكرت الأستاذة شيماء الوجيه أن لهذه الذكرى العظيمة والعزيزة على قلوبنا «ذكرى الشهيد» أهمية كبرى في استلهام العبر من هؤلاء العظماء الذين تاجروا مع الله التجارة الرابحة ولم يبخلوا علينا وعلى أرضهم ودينهم بدمائهم بتضحياتهم واستبسالهم وأرواحهم كي نحيا أعزاء وكرماء ولا يطالنا العدو ومرتزقته بأي سوء.
وأوضحت أن تلك التضحيات العظيمة كان ولا يزال لها الأثر العظيم في حفظ الدين وصون الأعراض والحياة في أوطاننا بأمن وإيمان وسلام، وكان لها الأثر العظيم في استشعار مسؤوليتنا تجاه ديننا وأمتنا ووطننا وأيضا لنؤدي تلك المسؤولية على أكمل وجه وبكل إخلاص كما كانوا هم سلام الله عليهم.
وأكدت شيماء الوجيه أن تضحيات الشهداء علمتنا أن من ارتقى إيمانه وزادت التقوى في قلبه لن يتخاذل في الانطلاق لإعلاء كلمة الله وفي سبيل الله ونصرة المستضعفين والدحر والتنكيل بأعداء الله الظالمين ومرتزقتهم ومن تولاهم.
وأكدت الوجيه انه من واجبنا جميعا نحوهم أولا استكمال ما بدأوه حتى تحقيق النصر المبين وثانيا أن نهتم باسرهم ونعوضهم عمن فقدوهم ولو بالشيء البسيط مع أن ذلك لن يكون فهم قد بذلوا من هم أغلي من أرواحهم وسلموا لله ولا ينتظروا رد الدين من أحد ولكن كأقل القليل علينا كمجتمع وحكومة أن نتكفل باحتياجاتهم وتلمس هموهم.
وأشارت الوجيه إلى أن هذا الواجب ليس مقتصرا على الدولة فقط، بل على الجميع كذلك: لأننا جميعا شملتنا آثار تضحياتهم التي بها نحن اليوم ننعم بالأمن والعزة والكرامة، وأن لا ننسى تضحياتهم العظيمة من أجلنا وأن نسير على خطاهم و في نهجهم لإتمام رسالتهم العظيمة التي بادروا بها .
ونوهت شيماء بأنه أيضا يجب علينا حتى على مستوى تسمية أبنائهم ألا نسميهم أيتاما لأن الشهداء أحياء كما قال عنهم الله في كتابه الكريم (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون) ، فهم ليسوا أيتاما بل هم أبناء الشهداء الأحياء من نالوا شرف الحياة بجوار ربهم، فواجبنا أن نعزز الفخر في نفوس أسرهم بعظمة العطاء الذي قدموه لنا عظمة العطاء الذي قابله الله تعالى بأعظم عطاء.
الناشطة الثقافية ابتسام الآنسي، تشير في بداية حديثها إلى قول الله سبحانه وتعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة).
وتضيف: في هذه الأيام تقترب منا مناسبة الوفاء مناسبة العطاء ممن باعوا أنفسهم لله ابتغوا تجارة مع الله فصدقوا وصدق الله فربحت تجارتهم وارتفع مقامهم وعلا شأنهم فقط انهم صدقوا ببيعتهم.
وتابعت ابتسام: مع اقتراب هذه المناسبة، مناسبة ذكرى الشهيد، تتجه أرواحنا إليهم وتشكو فقدهم وتشكر عطاءهم وتحاول أن تسمو إلى قربهم والى نيل ولو قليل من كراماتهم، فكل ما نرجوه هو أن نسلك نفس طريقهم وننتهج منهجهم ونواصل مشوار جهادهم لنصل إلى مرافئ السعادة هناك حيث عالمهم الأبدي الذي لا موت فيه في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
وأكدت الآنسي أننا عندما نحيي ذكراهم إنما نحييها لتجدد أرواحنا وتكسبها معاني العطاء الصادق والبذل اللا محدود نحو طريق اختاروها وترجموا ذلك بأرواحهم ليسكنوا بذلك في نعيم الكريم وفيها أيضا تأكيد وفائنا لهم بأن أسرهم هي ارثهم الذي نحمله على عاتقنا فنكون لها العون والسند وندعمها بكل ما تحتاجه ونزيل من طريقها وحياتها مرارة الفقد مع أنها عندما بذلت أولادها لم تكن تنتظر عوضا من أحد فما بذلته هو لله والثواب منه، إنما ذلك هو عرفانٍ منا ووفاء للشهداء وهنيئا لمن قبل الله بيعته.
واختتمت ابتسام الآنسي حديثها بالقول: يجب أن نجسد حياة الشهداء والقضية التي ضحوا بأرواحهم لأجلها وعلينا العهد والميثاق المعمد بالدم أن ننتصر لليمن ولدين الله ونرتقي بدماء الشهداء إلى أعلى مراتب العزة والكرامة وسلام الله على الشهداء ما بقي الليل والنهار وبقينا.