طاهر علوان الزريقي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
طاهر علوان الزريقي
أنظمة في نسيج العنكبوت
أنظمة في عنق الزجاجة
سقوط الأسطورة
طوفان يجرف الكيان
البديل القادم
لا رقابة ولا محاسبة
«عبقرية» قصير العمر!
الثورات لا تهزم
السعودية هي أمريكا
وداعاً للدولار

بحث

  
الميثاق المشؤوم
بقلم/ طاهر علوان الزريقي
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 10 أيام
الجمعة 02 يونيو-حزيران 2023 08:32 م


لا تقدم اللوحة القائمة والمشهد الكابوسي الذي يلاحقنا ويطاردنا ليلاً ونهاراً منذ إعلان العدوان وحتى إعلان الهدنة الزائفة وما بعد ذلك من سلسلة اعتداءات متلاحقة ومطردة منهجياً وبصفة منتظمة ومستمرة، لا تقدم تلك اللوحة لأي مراقب سياسي أكثر من مشهد التفسخ والخراب والفساد والدمار والعنف المنفلت من أي عقال.
إن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في جنوبنا الحبيب تعبر عن نفسها بصورة مشكلات ومعضلات غير قابلة للحل يدفع ثمنها المغلوبون على أمرهم والمقهورون دائماً من أبناء شعبنا اليمني المظلوم، حيث أصبح المفهوم الجديد للعبودية هو امتلاك وظيفة العبد لا العبد ذاته، وتحويل السياق التاريخي للصراع إلى أحداث دموية ساخنة ودماء ضائعة وأرواح مهدورة في الحروب المناطقية الأهلية داخل كل ساحة من ساحات وطننا الحبيب وإلى المحاولات البائسة في تثبيت مشروع الانفصال.
ولا شك أن النظام الاستعماري الإماراتي والعدواني الشرس، وبمساعدة أمريكا وبريطانيا، يسعى بكل الإمكانيات وبكل جهد سياسي وإعلامي إلى إجهاض الوحدة اليمنية والثورة وحريتها، وإقامة نظام انفصالي في الجنوب اليمني. وذلك نتيجة منطقية لطبيعة النظام الإماراتي الاستعماري المتخلف لخلق نمط من التبعية السياسية والاقتصادية والثقافية، وأيضاً خلق قاعدة اجتماعية سياسية يرتكز عليها، وخلق قوى يمانية عميلة وهامشية أداة له.
إن القوى التي وقعت في مطلع أيار/ مايو ما سمي بـ»الميثاق الوطني الجنوبي» لا يجد المرء صعوبة في اكتشاف الدلالات والرموز اللازمة للتأكد من صحة اللاوطنية التي تطبع أسس ذلك المسمى بـ»الميثاق الوطني الجنوبي»، والتي تمثل بدرجة أساسية مصالح الغرب الاحتكارية والإمارات، فهي مجرد أداة وواجهة تخفي وراءها علاقات الماضي الاستعماري بكل أبعادها وتفاصيلها.
الميثاق المشؤوم لا صلة له بالوطن والوطنية، وهدفه تفجير لحمتنا الوطنية إلى شظايا مبعثرة بين الأنانيات وفراغ الانتماء، بين الوعود والأوهام، بين الانكفاء والرغبة في الموت البطيء، حيث انتهى المطاف بالبعض خطوة خطوة وشيئاً فشيئاً لانتهاج وتبني سياسة المحتل الإماراتي، السياسة التي تسعى بكل الإمكانيات المتوفرة لديها لفصل الجنوب عن الشمال وإيصال جنوبنا الحبيب إلى مفترق الطرق، إلى الحد الفاصل بين الحياة والموت، بين الوحدة والتقسيم.
جنوبنا الحبيب يعيش بؤساً لا حدود له بتلك الأوهام والأزمات الاقتصادية والأمنية والاقتتالات المناطقية والسياسات الإماراتية التي تريد تسويق الجنوب وثرواته وترابه لمصالح الاحتكارات الاستعمارية، ويجب ألا تخدعنا تلك السياسات وأهدافها، فليس كل الطرق تؤدي إلى وطن ذي سيادة وحرية وعدالة.
إن الصراع الدائر في جنوبنا الحبيب وفي هذه المرحلة الصعبة له دلالات أخرى ونوع من تشريع نفي الذات. ومع كل ذلك يجب أن نشير إلى نقطة هامة يجب أن يستوعبها المحتل الإماراتي البغيض، وهي أن العوامل التاريخية التي أمدت الإمارات بعناصر القوة والبقاء في جنوبنا الحبيب لم تعد تفعل فعلها، لأن الظروف الموضوعية والذاتية والدولية قد تغيرت ما بين الحروب الأوكرانية - الروسية وازدياد المد الثوري الوطني وقوى المقاومة العربية الإسلامية، ولم تعد أمريكا القوة التي تستطيع أن تضمن وتحمي مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة. كما أن رفع الشعارات والحماس للانفصال ليس سبباً كافياً لنجاح مشروع الانفصال، ولا أدام الله بقاءهم.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالرحمن العابد
متى يستفيد اليمن من موقعه الاستراتيجي؟!
عبدالرحمن العابد
عبدالرحمن مراد
الخصوصية والبنى التفاعلية للدولة
عبدالرحمن مراد
عبدالحافظ معجب
ابن سلمان يقتل المعارضين باسم الله
عبدالحافظ معجب
مجاهد الصريمي
كيف نميز بين التيارين؟
مجاهد الصريمي
رشيد الحداد
موسم الأمطار يُكمل ما بدأه القصف: من ينقذ صنعاء القديمة؟
رشيد الحداد
أحمد يحيى الديلمي
مؤسسة الرحمة
أحمد يحيى الديلمي
المزيد