إيهاب شوقي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
إيهاب شوقي
العدو بين سندان وحدة الساحات ومطرقة اليمن
هل يرتكب العدوّ حماقة توسعة الحرب مع لبنان؟
المرحلة النهائية للصراع مع الصهاينة ومنظومة الاستعمار
دلالات الخطوة الأميركية بإعلان بايدن شخصيا لمقترح الهدنة
القمة العربية الأولى بعد "طوفان الأقصى" هل تكون الأخيرة؟
المقاومة فضحت العدوان الصهيوني المبيّت على رفح.. وأربكت رعاته
يوم القدس وطوفان الأقصى والمسار الاستراتيجي للتحرير
اليمن يعمّق حصار العدوّ في المتوسط بعد البحر الأحمر
أمريكا نمرٌ ورقيٌ يستند إلى ظهور المتخاذلين
أمريكا تفضح المتواطئين العرب وتفضل اللعب على المكشوف

بحث

  
من النيجر إلى سورية.. التحرر من أمريكا ووكلائها وشيك
بقلم/ إيهاب شوقي
نشر منذ: سنة و 3 أشهر و 17 يوماً
الإثنين 07 أغسطس-آب 2023 08:11 م


مع تصاعد حدة المعركة الدولية في أوكرانيا، بين روسيا من جهة والولايات المتحدة والناتو من جهة أخرى، والتي ترتدي الغطاء الأوكراني، عوضاً عن المواجهة المباشرة بين قوات الطرفين، بدأت الانزلاقات تحدث في ساحات أخرى، وهو ما ينذر بأن المعركة تتسع أفقياً بدلاً من المسار الرأسي الذي ينذر بحرب مباشرة لا يمكن توقع مدى عواقبها الكارثية.
هذا الاتساع الأفقي نرى ظلاله في العديد من الساحات، فبالإضافة إلى المحيط الروسي، والتوتر بين بولندا وبيلاروسيا، والانزلاق التدريجي لدول شرق أوروبا المحيطة بأوكرانيا، نرى أن الساحة الأفريقية بدت فيها تغيرات وصراعات واستجدت بها حروب ليست بعيدة عن الصراع الدولي، مثل السودان، وبدأت الانقلابات العسكرية تطل برأسها مرة أخرى، مثل الانقلاب الأخير في النيجر.
وهنا يجب إلقاء الضوء على متغيرين كبيرين يلخصان اتساع رقعة الصراع الدولي، والذي دخلت فيه الصين أيضاً إلى جانب روسيا:
1 - فيما يخص انقلاب النيجر: لوحظت مظاهر لافتة داخل البلاد، حيث نزل السكان المحليون إلى الشوارع حاملين الأعلام الروسية والشعارات المؤيدة لروسيا.
كما أعلنت محطة "فرانس 24" التلفزيونية و"إذاعة فرنسا الدولية" أن بثهما أوقف في النيجر، وهو ما يعني أن الانقلاب موجه صراحة ضد فرنسا والغرب، وأنه محسوب على التوجه شرقاً نحو روسيا، وفقاً لما تؤيده الشواهد الشعبية.
ما يعزز ذلك أيضاً أن جمهورية أفريقيا الوسطى، الصديقة لروسيا ومالي وبوركينا فاسو، أعلنت بالفعل عزمها دعم النيجر في حالة شن عدوان غربي عليها.
ويعتقد المراقبون للوضع أن الأوضاع خطيرة ومتوترة، وقد يبدأ هجوم غربي على النيجر انطلاقاً من أراضي نيجيريا، ومن هبوط برمائي في مطار نيامي عاصمة النيجر.
ويُجمع هؤلاء على أن الهدف الرئيسي للتدخل المحتمل هو السيطرة على مناجم اليورانيوم والمصنع الرئيسي الذي ينتمي إلى شركة "أورانو" الفرنسية، وتستخدم منتجاته في المقام الأول لتوفير الطاقة لأوروبا، وأن أوروبا، على ما يبدو، مستعدة لاتخاذ أي إجراءات للحفاظ على نفوذها في مستعمراتها السابقة، حتى لو أدى ذلك إلى الفوضى والفتنة.
2 - فيما يتعلق بالصين: تعرضت طموحات الصين في أوروبا لانتكاسة كبيرة بعد إشارة إيطاليا إلى خطط لترك مبادرة "الحزام والطريق"، وهو وضع وصفته "فورين بوليسي" بأنه يؤكد تحولاً واسعاً في أوروبا بعد تزايد قلق الحكومات من اعتمادها الاقتصادي على بكين.
وكانت الاقتصادات الأوروبية الكبرى قد رفضت التوقيع على المبادرة، وكانت إيطاليا هي العضو الأول والوحيد في مبادرة "الحزام والطريق" منذ 2019، في خطوة أغضبت واشنطن ومثلت انتصاراً سياسياً كبيراً للصين.
ومن خلال هذا الخروج ستوجه روما ضربة محرجة لبكين في الذكرى العاشرة للمبادرة، وهو ما يعكس تفكيراً يتجاوز أوروبا، حيث تخلفت أوروبا عن نهج المواجهة الذي تتبعه واشنطن مع الصين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتكامل الاقتصادي؛ لكن يبدو أن هذا الأمر تغير.
3 - المواقف التركية الأخيرة تشبه الموقف الإيطالي المتحول، حيث شكلت المواقف انحيازاً وميلاً صريحاً نحو الولايات المتحدة، على حساب الكثير من التوازنات الحساسة مع روسيا، مثل إعادة قادة أزوف لأوكرانيا، والموافقة على انضمام السويد وفنلندا للناتو، وعودة التصريحات العدائية للنظام السوري، وهو ما يشي بضغوط أمريكية وغربية تصل حد التخيير بين التحالف أو العداء وبأن المعارك دخلت مرحلة الصفرية بشكل معلن.
هنا قد نكون إزاء ساحات محتملة في منطقتنا، حيث التوتر الراهن في سورية بين أمريكا وروسيا، وتزايد نذر الاشتباك وعودة عمليات داعش الخادمة دوماً للمعسكر الصهيو أمريكي.
ولا شك أن استمرار وتعميق الحصار على سورية ولبنان لا يبتعد عن هذا الصراع، حيث المطلوب أمريكياً انفجار الأوضاع الداخلية والفوضى والانهيار في الساحات التي لا تستطيع السيطرة عليها بشكل كامل.
وهنا جاء الدور التاريخي للمقاومة التي انبرت للتحذير من أي حماقات وأعلنت استعدادها وجهوزيتها للمواجهة ولكل الاحتمالات، ووضعت إصبعها على الجرح وأشارت به إلى المسؤول الرئيسي، وهو الولايات المتحدة، التي لا تبالي بالفوضى والفتن وتدمير الشعوب خدمة لمصلحتها في الصراع الدولي.
ولكن الولايات المتحدة تجازف هذه المرة بربيبتها: "إسرائيل"؛ لأن المعارك لو اندلعت فستكون ضد الوجود الأمريكي كله بالأصالة والوكالة، وعلى رأس هؤلاء الوكلاء يأتي الكيان الصهيوني وعملاؤه.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالملك سام
«اليانكي» إذا دخل بلداً...!
عبدالملك سام
عبدالرحمن مراد
البُعدُ الأخلاقي في زمن ما بعد الحداثة
عبدالرحمن مراد
عبدالحافظ معجب
دروس من التجربة الاجتماعية لحزب الله.. «القرض الحسن»
عبدالحافظ معجب
مجاهد الصريمي
مأساة الإمام
مجاهد الصريمي
إبراهيم الوشلي
المشاعر تغيرت
إبراهيم الوشلي
د.أشرف الكبسي
لحن السلطة!
د.أشرف الكبسي
المزيد