تقول أمريكا بمِلْءِ فمِها وعبرَ مبعوثها: “إن صرف مرتبات الشعب اليمني مسألةٌ معقَّدةٌ، وإن مطالب صنعاء بها أمر مستحيل تنفيذه”، في المقابل يقوم بتحريك سفنه نحو سواحلنا ومياهنا ويتسلل إلى حدودنا في انتهاك صارخ لسيادة البلد، يا ترى ما هو الأمرُ الذي يعقّد إحلال السّلام ووقف العدوان ورفع الحصار، أصرف المرتبات التي تعتبر حقاً مشروعاً وبإمْكَانهم صرفها عبر موارد بلدنا من النفط والغاز دون أي تفضّلٍ أَو منّةٍ تحسب لهم، أم خطواته العدوانية التي يسلكها من تحت طاولة الوهم التي يسميها بـ”الهُدنة”؟!
يبدو أن الأمريكي هذه المرة يريدها معركةً عسكريةً بَحرية بعد أن تلقت أدواته ومرتزِقته في الجبهات البرّية أشدَّ تنكيل وشكّلت حاجزاً منيعاً أعاقها عن التقدم وتدنيس المحافظات الحرّة، التي ما زالت تتنشق عبق الحرية والسيادة، واستقلال الموقع والقرار، متناسياً أن القوات المسلحة اليمنية التي تمكّنت من صناعة السلاح المسيَّر والصواريخ الباليستية قادرة على تقديم أعجوبة العصر عبر البحر، وما تم عرضه خلال العروض العسكرية من أسلحة بحرية كالألغام وغيرها ليست إلا نموذجٌ مصغَّرٌ وصورة عابرة لما خفي من بأس الحديد، ولن تستوعب أمريكا وحلفاؤها حجمَ القدرة والقوة النوعية التي باتت تمتلكُها قواتُنا المسلحة بمختلف أقسامها إلا حينما تجرّبها وتتذوق طعمها الحار وتشم رائحة بارودها، الذي سيسهم في إعادتهم إلى جادة صوابهم، لو كانوا يعقلون ويحرصون على مصلحة أمنهم، و”ما كذّب من جرّب”.
المجهولُ هو ما ينتظر قوى العدوان حال تماديها، بحسب تصريح وزير الدفاع العاطفي، المجهول بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولا يعقب التحذير إلا تنفيذ الوعيد، وبين يدَي القيادة البحرية اليمنية بنك أهداف يتجددُ على مدار السّاعة؛ فهل يدركون سوء عاقبة المجازفة أمام قومٍ ألفوا الحرب وتفننوا فيها وسطّروا انتصاراتٍ شهدها العالَمُ بعين الحقيقة والمظلومية والدفاع المقدّس، والعاقبةُ للمتّقين.