أرى تجلّى على ميلادِكَ الفَجْرُ
للشعبِ ياخير مَن يزهو بهِ القَدرُ

محمّدٌ أيّ مَولودٍ بهِ رُزُقَت
على الهدى أُمّةٌ صلّى بها الذِّكْرُ

أنتَ الهواءُ الذي بالعَيشِ يُسعفنا
مِن دونِهِ مالنا عَيشٌ ولا ذِكْرُ

مِن شوقِنا فيكَ والأشواقُ منكَ على
توافِدٍ ما احتواها العامُ والشّهْرُ

العِشقُ ينسابُ مِن أعماقنا شَغَفاً
وكَم بنا فيكَ يَهمِي المدحُ والفَخْرُ

لأنّكَ النّورُ يجتاحُ الوجودَ هُدَىً
وقد تَجَلَّى بهِ للعالَمِ الصَّدرُ

نَزَلتَ صُبْحاً على رَفدِ الحياةِ بما
يأتي على كَفِّكَ الإحسانُ والأجرُ

فانصاعَ صُبْحٌ توارى عند مطلَعِهِ
ليلٌ بَهِيمٌ وفُضَّ الشّركُ والكُفْرُ

خُضناكَ مسرىً بَنَاهُ اللهُ مِن شَرَفٍ
وما بَنَتْهُ الورى يوماً ولا الدَّهرُ

مَن لم يكن مَولِدُ المختارِ وُجْهَتَهُم
وشرُّ قومٍ بهِ اغتاضوا وما سُرُّوا

هُم مَن هَجَى اللهُ فيمَن ما إليهِ سروا
ماعنهُ حادوا كَمَن حادوا ولم يَسروا

مِن بين كَفّيكَ مَا انسابَ الرّجا كَرَماً
يكاد أن يُنجَبَ الإيمانُ والطُّهْرُ

وأنتَ في كلّ شيئٍ للإلهِ على
كلّ اتِّجاهٍ على هذي الثَّرَى سِرُّ

ونحن في خير ذِكْرَى كَم تَطِيرُ بنا
عزماً تداعى بهِ التّعظيمُ والفخرُ

إلى الحبيبِ الذي مامَسَّ منطِقِنَا
في مدحِهِ مُرسلاً رَيبٌ ولا نُكْرُ

وقد أتى مِن مخاضٍ كَم سمى وَلَدَاً
لمن لها الطُّهْرُ وَفَّى وانتهى القَدرُ

مِن والِدٍ جئتَ ياطه ووالِدَةٍ
وهُم هُمُ قُدسُنا للفخرِ والذِّخْرُ

عليهمُ اللهُ صلَّى والتُّقَى ولهم
فضائلٌ ليس يُحصي عدّها حَصْرُ

ماقِيمَةُ العَيشِ مِن دون الوفاءِ لمن
لنا اصطفى اللهُ بِئسَ العَيِشُ والعُمْرُ

هذا الرّسولُ وهذا مايشيرُ لنا
إليهِ....ماصَحَّ شِركٌ فيهِ أو وُزرُ

ماكان تَعظيمُهُ شِرْكاً نضلُّ بهِ
كما ادّعى الوزْغُ في الأبواقِ والغِرُّ

حتى نرى عاد في تَكفِيرِنا لَقِنٌ
فيما نرى عاد يهجو النّهيُ والأمرُ

مِن فَرْجِ فتواه هذا المَسْخُ جاء على
ماجاء فيما أتى التَّرفِيهُ والعُهْرُ

فاللهُ يدعو لِتَعظيمِ الرّسولِ وكَم
نادى الهُدَى ودعانا الشَّفْعُ والوتْرُ

إن كان تَعظِيمُهُ شِركاً فعنهُ مدى
ماعِشتُ لن ينثني بي ما انثَنَى حِبْرُ

تَعزيرُهُ باتَ فرضاً جاءَ فيهِ على
أوامِرِ اللهِ قرآنٌ ولم يَدروا

وهُم هُمُ الصمُّ أشباهاً وشرّ وَرَىً
لَكَم بهم جاءَ في تكفيرِنا نُكْرُ
كَم جاءَ في الدّهر مِن أفواهِهِم نُكْر

لاتُصغ ماكَفّرونا ما نُعَظّمهُ
فما قَلَى الشّركُ مَن في سَمْعِهِم وَقْرُ

وأنتمُ يابني الإسلامِ مَوكِبُهُ
بِرّوا بهِ مَولِدَاً وافى الورى بِرّوا

مِن كلّ فَجٍ عميقٍ طابَ محشَرُهُ
لَبَّاهُ منكم على إحيائهِ حَشْرُ

فرّوا على الوَصلِ نحو المصطفى نَفَسَاً
مِن كلّ عزمٍ إلى تَعظِيمِهِ فِرّوا

هذا الذي ماتَجَلَّى مَولِدَاً وأتى
عليهِ ماجاءَ جاءَ الفَتحُ والنَّصرُ

تكادُ ألبَابُنا مِن هديهِ قِيَماً
أن تُنجِبَ الوعيَ أو يرقى بها الفِكْرُ

محمّدٌ مُرسلٌ تُعزى الحلولُ لهُ
وَيُنسَبُ العَدلُ والإيثارُ والبِرُّ

إذا ذَكَرناهُ مختاراً عَلَا شَرَفاً
يكادُ مِن ذِكْرِهِ أن يُولَدَ العِطْرُ

مِن أيّ بابٍ على الدّنيا وَفَدتَ على
ذِكْرى مخاضٍ يُسَرُّ الجَوُّ والبَرُّ

إنّا سُرُرنا بِمِيلادٍ يَحِلُّ على
محمّدٍ مابهِ شكٌّ ولاضرُّ

ياسيّدي يارسول اللهِ كُن حدثاً
بهِ عظيماً فقد شاءت لَكَ الصُّبْرُ

نحن اليمانون مِن حيث اصطفاكَ لهم
ربٌّ على العَزمِ كَم صاغوا وكَم جَرُّوا

إذا تَوَلَّوكَ عن سَبْقٍ فأنت لهم
أعزّ مسرىً لنا والمُلْكُ والتِّبْرُ

لهم مع الآلِ تسليمٌ تخرُّ لهُ
على الوغى حيث خاضوا بأسَها الزّهرُ

لقد وعيناكَ ذِكْرى كم نقيمُ لها
حفلاً وكم قام مِن إيماننا أزرُ

عليكَ أيماننا صلّت على نَفَسٍ
كم منهُ وفَّى على حسمِ الوغى خُبْرُ

واليوم بالآلِ مِن حيث المخاض أتى
ونحن مَن نحن مانُودوا وما اضطَرّوا

سَيُحيي المَولِدَ التَّحشيدُ فيكَ ومِن
منابِرِ صاغها الإشهارُ والحَشْرُ

بما أقَمْناهُ يُلقى فيكَ مؤتمَرَاً
على الورى مامضى التّبجيلُ والشِّعْرُ

أتَيتَ مِن مَولِدٍ مِن حيث حلّ هُدَىً
وأنتَ مَولَى وَعاهُ الصّدعُ والجَهْرُ

بهِ دنَى وهو آتٍ مادَنى وأتى
دنى على وَصلِهِ التّحريرُ والنّصْرُ

وأنتَ بابٌ علينا في مهابتِهِ
يحلُّ مِن حيث حَلَّ المَولِدُ اليُسْرُ

وحيثما عادَ عُدنا مِن ولايَةِ مَن
إليهِ فينا يعودُ النّهيُ والأمرُ

مِن حيثما عدتَ مَولوداً على قَدَرٍ
وقد مضى فيكَ عنّا الوَقتُ والأجرُ

رُدَّت لنا الشّمسُ مِن وَجهٍ سَطَعتَ بهِ
فعاد وَقتٌ وتَمّ الظّهْرُ والعَصْرُ

سَلْ سيّدي حيث بتنا فيهِ في خَطَرٍ
بنا على الحالِ ماذا يفعلُ الكِبْرُ

قد عَمَّقَ الكِبْرُ ياطه تَفَرُّقَنا
وكَم هجى اللهُ مَن بالنّفْسِ يِغتَرُّ

فغادَرَت حالَنَا الألبابُ واحتضرت
عِذَابُنا وتَشظّى الشّملُ والصَّبْرُ

وأنتَ بابٌ لِرَأبِ الصَّدعِ منهُ إلى
هدايةِ اللهِ كَم طاروا وكَم جُرُّوا

 

لكنْ بكَ اللهُ والمَولَى فتىً وهُدَىً
في خير آلٍ سَيُهدى الشّملُ والأزرُ

وحيث باتوا على تركيعِنا وغدوا
بما استماتوا قوىً مَن مَسَّهُم سُكْرُ

سيلقفُ السّبطُ بالأنصار إفكَهُمُ
وليس يغني أذىً أو يجدي السّحْرُ

لبّيكَ مولَىً بنا عادت ولايتُهُ
حتى تُفَضَّ بنا العشرون والعَشْرُ

لَبّيكَ مِن كلّ ما صاغت ملاحمُنا
ونحن بالبأسِ أمضى مَن دعى كَرُّ

لَبَّيكَ يامَن لهُ انحازَت مواقِفُنا
وأنتَ هذا الهدى والشّمسُ والبَدرُ

لَبَّيكَ مِن كلّ جِدٍّ شَدَّ وُجهَتَنا
لكلّ جِدٍّ يراهُ البَردُ والحَرُّ

حتى يثورَ على المستكبرين بنا
برٌّ وَجَوٌّ وهذا العَصرُ والبَحرُ

هُنا اليمانون صاغوا منكَ عِزَّتَهُم
وهُم بكَ اليوم هذا الشأنُ والقَدرُ

عنهم سيأتيكَ ماهُم ما أتى خَبَرٌ
بما سيَلقى الأذى والغزوُ والحَضْرُ....!!!!

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين
#المولد_النبوي_الشريف