عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
خاطرة بين يدي العيد
فشلُ التحالف في تطويع اليمن
جدلية الصراع بين المسلمين واليهود
الصراعُ بين اليهودية والإسلام
العام العاشر من الصمود
التفاعل مع المستوى الحضاري
اليمنُ والحضورُ الفاعل
البحث عن الامتلاء الحضاري
عن نسيان التاريخ وقبر مصادر الوعي
معركةُ الوجود والكرامة

بحث

  
الوعي بالمتغير الثقافي والحضاري
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: 4 سنوات و 4 أشهر و 23 يوماً
الإثنين 25 نوفمبر-تشرين الثاني 2019 11:17 ص


أصبحنا نعيش زمناً جديداً تعدد فيه الواحد ليصبح أكثر من واحد, وتعددت فيه الكليات لتصبح أكثر من كيان, وتبعاً لذلك التعدد في الواحد تعدد المفهوم ليصبح أكثر شمولاً وأكثر اتساعاً, فضيق المفهوم والحضارة لم يعد مقبولاً في واقع يعيش تموجاً ثقافيا منفتحاً على الكون المعرفي وعلى الأبعاد الفلسفية للعولمة, لذلك فالقول بالبقاء في النقاط المضيئة للماضي فناء وفناء مضاعف, والذين هم واقعون تحت تأثير المتغيرات الجديدة لن يسعفهم هول اللحظة ودهشتها من التقاط الأنفاس والدخول في دائرة الوعي بالمتغير, فالإيقاع أكثر سرعة ويسير بسرعة البرق ومواكبة ذلك الايقاع لن يكون إلا بالتهيئة النفسية والثقافية والأخلاقية لضرورات الزمن المتسارع الجديد, وحين يتعلق الفرد أو الجماعة أو الحزب في المحددات الثقافية والاخلاقية التي أنتجها الماضي فتلك المقدمة المنطقية ستكون هي الشعور بالاغتراب والشعور بالغياب كنتيجة منطقية في الزمن الآتي من بين غيوم الغيب.


فالثورات تحدث تبدلاً في شكل العلاقة بين الدولة والمؤسسات الاجتماعية والثقافية وبين فرق وطوائف المجتمع, فالتبدل والتغيير, من خاصية الثورات والهزات الاجتماعية العنيفة التي حدثت في دول ما يسمى بالربيع العربي ولذلك لا تكف الأخبار في تناولاتها اليومية عن الحديث عن دول الربيع العربي, فالتدافع الذي يحدث هو صراع بين ماضٍ يتشبث بالوجود وحاضر متبدل يرغب في الوجود, ومثل ذلك التدافع من سنن الله في كونه, ويحدث خوف الفساد وخوف الثبات وتبعاً لذلك التدافع تتمايز الناس إلى جماعات وأحزاب ويحدث أن يطغى الأقوى ويستبد, والطغيان والاستبداد من طبائع المنتصر في أي تجمع بشري ولن تحد منه إلا الفنون التي تجهد في تكثيف موضوعها في صناعة حيوات وبحيث تجعل من فردية الفرد كلية, فهي عن طريق الفن تعمل على زيادة الوعي باللحظة والوعي بالذات في إطار المجموع الوطني أو الاقليمي أو العالمي.


وبرز في الآونة الأخيرة الحديث عن التطورات الاجتماعية والثقافية وجدلية الاندماج الاجتماعي والاندماج السياسي للجماعات والأحزاب والطوائف, وما يزال العقل الاجتماعي والعقل الفلسفي يخوض في تفاصيل الحركة الاجتماعية التي تعيد إنتاج نفسها من خلال الاشتغال على التفكيك في البنى التقليدية وذلك بحثا عن وسائل مثلى لدعم التسامح وقبول الآخر والاعتراف بوجوده والتعايش معه واحترام معتقداته وثقافته, ولعل البحث عن تلك العلاقات الشكلية بين مكونات المجتمع المختلفة والدولة وفق المفهوم الجديد الذي أفرزته وتفرزه حركة المجتمع يقود إلى الحديث عن دمج كل الفرق والجماعات والأحزاب في إطار المفهوم الجامع الشامل الذي الذي تستظله عبارة “المواطنة المتساوية”. .


ولعل إشباع مفهوم “المواطنة” تنظيراً وجدلاً وتكثيفاً وتشريعاً وممارسة هو الباب الذي نلج منه إلى البناء الصحيح في توطيد الروابط الاجتماعية والمشاركة في النشاط الاجتماعية المتنوع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وبحيث نصل إلى حقيقة الاستقرار والشعور بالوجود لكل أطياف المجتمع ومكونه العام, فالتعدد ظاهرة محمودة تمنع الاستبداد وتحد من الطغيان من خلال التدافع الصامت الذي يحدث بين مؤسسات الدولة المختلفة وبين المؤسسات المدنية والذي يحدث بشكل غير مباشر وبصورة بينية, فالفصل, بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية يعمل على تفعيل خاصية التدافع الصامت من خلال المواجهة والاحتكاك بين السلطات فالسلطات الثلاث تحتك وتتضاد مع الأخرى وبما يفضي إلى القول أن الدولة من خلال تعدد سلطاتها ستحد الدولة.


ذلك أن السلطة في ظل التعدد والتنوع وفي ظل الأنظمة الديمقراطية الحديثة لها شكلان, شكل داخل الدولة والآخر خارجها, فالسلطة داخل الدولة كما يرى ذلك فقهاء القانون هي للقانون, فالدولة تكون طرفاً دستورياً محايداً ومسؤولو الصف الأول لن يكونوا إلا موظفين ترتبط سلطتهم بالقانون وبالفترة الزمنية التي ينص عليها الدستور وبحيث لن يكون بوسع أي جماعة أو حزب أو طائفة أن يتجاوزوا ذلك السقف الزمني.


أما الشكل الذي خارج الدولة فيتمثل في إعادة توزيع السلطة النفوذ بالطريقة التي تحفظ التوازن بين المجتمع الرسمي أي مجتمع الدولة وبين المجتمع المدني من أحزاب ونقابات ومراكز ومراجع دينية وهذا الشكل يخلق لحظته المتفاعلة مع الزمن ويجد من الصراع ويقلل من ظواهر الطغيان والاستبداد والفساد وبما يتوافق مع المصالح المرسلة للجماعات والكتل التاريخية التي تعمل حركة المجتمع على خلقها في لحظات التحول والتبدل.


وكما قلنا آنفاً في السياق إن المفهوم يتغير تبعا لما هو كائن من حركة وتغير وتبدل وتعدد, فالوعي الاجتماعي كان في زمن ما قبل 2011م ضحية تعسف رسمي متعدد الجوانب والآليات عمل على إخضاع مشاعر الناس وعقولهم على التصور بأن مفهوم الدولة لا يتجاوز الهيمنة السياسية ومجموعة الرموز التي يخضعون لها كالرئيس والوزير والمحافظ والشيخ, ولكنه ومن خلال ما يشهده من حركة بدأ يعي وبدأ يقرأ الفروق اللازمة بين مفهوم سلطة الدولة ودولة السلطة فسلطة الدولة تعني أن جميع أجهزة الحكم فيها من مؤسسات ودستور وقوانين وقيادات تعمل في منظومة متكاملة لتحقيق الغايات الوطنية, ودولة السلطة تعني أن أجهزة الدولة ومؤسساتها وأدواتها القانونية والدستورية تعمل في منظومة واحدة لتحقيق مصالح السلطة الحاكمة ويصبح الوطن وثرواته ومواطنيه ملكاً لها.


وطبقاً لما سبق نذهب إلى القول أن ما يحدث في واقعنا هو عملية انتقالية وتبدل في المفهوم, ومثل ذلك يضعنا في مواجهة زمن جديد يتوجب التفاعل مع متغيراته ومظاهره العامة.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد حسن زيد
رد إيران.. هل كان قويا أو ضعيفا؟
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالعزيز الحزي
الرد الإيراني على الكيان الصهيوني.. تغيير موازين القوى لصالح محور المقاومة
عبدالعزيز الحزي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالعزيز البغدادي
ثقافة السلام.. حاجة أم ضرورة؟
عبدالعزيز البغدادي
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
إحاطات غريفيث محلك سر
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالعزيز البغدادي
في الفرق بين الثورة والفوضى
عبدالعزيز البغدادي
زيد البعوه
عملية تحذير باليستية للعدوان
زيد البعوه
عبدالله علي صبري
المهرولون
عبدالله علي صبري
عبدالفتاح علي البنوس
اللصوص الناهبون للثروات النفطية
عبدالفتاح علي البنوس
حسن الوريث
رسائل من مواطن يمني
حسن الوريث
المزيد