أنس القاضي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
أنس القاضي
التهديدات العسكرية الأمريكية للجمهورية اليمنية
التهديدات العسكرية الأمريكية للجمهورية اليمنية
مشروع «ميناء غزة» الأمريكي .. طبيعته ومخاطره
العلاقات الصينية - «الإسرائيلية» وموقف بكين من القضية الفلسطينية
اتجاهات الرأي العام الأمريكي المساندة للقضية الفلسطينية
الإستراتيجية الصهيونية في البحر الأحمر، والموقف من اليمن
الإستراتيجية الصهيونية في البحر الأحمر، والموقف من اليمن
الممر الاقتصادي الهندي الخليجي الصهيوني الأوروبي
الأزمة الجذرية للكيان الصهيوني بعد «طوفان الأقصى»
العملية الصهيونية المحتملة في رفح طبيعتها وتداعياتها
تداعيات الحصار اليمني على كيان الاحتلال
مفهوم التحرّر الوطني في تجربة ثورة 14 أكتوبر
مفهوم التحرّر الوطني في تجربة ثورة 14 أكتوبر

بحث

  
إرث غير صالح
بقلم/ أنس القاضي
نشر منذ: 4 سنوات و 4 أشهر و 6 أيام
الثلاثاء 10 ديسمبر-كانون الأول 2019 12:08 ص



علي صالح وإن رحل شَخصاً إلا أن ما صنعهُ في اليمن لم ينتهي بموته، فقد أسس نهجاً فاسداً ما زال مُستمرا، وإن كان صالح قد قال من قُبيل السُخرية عن مُرتزقة العدوان هؤلاء “خُبزي وعجيني”، فهوَ لم يتحدث عَن بقية الخُبز والعجين الفاسد الذي يمتد من الاقتصاد إلى السياسة والجيش فالوعي والأخلاق.

ليس من التحامل القول بأن علي صالح يُعد أبرز الشخصيات الإجرامية والافسادية في التاريخ اليمني المعاصر، لا ينافسه فيها إلا شقيقة في الإجرام علي محسن الأحمر، ولو لم يكن شخصية ملموسة معروفة لظن البَعض انه شخصية خلقتها الاقاويل الشَعبية اليمنية، فهو بفداحة سيل العرم الذي ضرب سد مأرب العظيم ودمر الحياة الزراعية اليمنية!

إن أخطر ما أورثه علي صالح في الحقول الاجتماعية والمؤسسية العديدة الذي نخرها في الفساد هوَ الإفساد القيمي، فمع علي صالح أصبح الفساد والتشوه والرديء والبذيء والقميء هوَ الأساسي والراسخ والطبيعي، فيما ما هو خير وأخلاقي وقيمي وجمالي هو الشاذ والمرفوض، هذا التخريب الممنهج الذي قام به علي صالح سيظل مُعيقاً وممانعاً لكل توجه وطني وقيمي بناء تقوده أي قوى وطنية وثورية يمنية وأي توافق سياسي وطني يمني.

تعزيز قيم الفساد والتشوه والطفيلية والأنانية الذي قادها علي صالح في اليمن، لم يكن من أجل ذات هذه القيم أي حباً للشر والتبشير به في عالم الوعي والروح، بل كان في إطار صياغة الحياة الاجتماعية اليمنية في العالم الملموس بما تلبي مصالح القوى الطفيلية الاستغلالية الاستبدادية العميلة الحاكمة مع صالح وبه، وهذه القوى والثقافة مازالت مُستمرة بعد رحيل علي صالح. والفساد يؤدي الى المزيد من التهميش والاقصاء الاجتماعي والاقتصادي لطبقات المجتمعات الفقيرة الأوسع. جراء تحويل الموارد العامة في غير صالح الشعب، وكان من الممكن ان تستفيد منها في برامج مثل برامج الانفاق على الشرائح والطبقات العريضة من الفقراء والمهمشين، وقطاعات التعليم والصحة والإسكان والغذاء وتمكين المرأة، والخدمات الاجتماعية الأخرى.

مثل المؤتمر الشَعبي العام الجهاز الأساسي الذي نشر علي صالح عبره هذه القيم والسلوكيات الفاسدة وواجبه به كل توجه قيمي وخير؛ المؤتمر أحد أبرز آليات الفساد في اليمن، ولعب دوراً سلبياً عن طريق استخدام المال العام في الاستقطاب السياسي، وتوسيع دائرة الموالين للسلطة الحاكمة، وتوزيع العطايا والمكافئات المالية، والاعتمادات سواء للأفراد او للشخصيات العامة، او الاحزاب الصغيرة الديكورية، لإبقائهم في الحظيرة السياسية الفاسدة.

اضافة الى الدور الذي لعبه الحزب في تشويه الحقائق عبر وسائل إعلامه العديدة في اضعاف واستنساخ الصحف الأهلية والحزبية المعارضة وشقها، وتدمير التنظيمات السياسية، وإضعاف المجتمع المدني، بما يفضي الى مسح التعددية السياسية والعملية الديمقراطية الناشئة. فضلاً عن تسييس الوظيفة العامة والتعيينات والامتيازات الوظيفية والترقيات وحصرها فقط على المنتمين الى الحزب الحاكم.

كما ان الجمعيات الخيرية للمؤتمر الشعبي العام حين كان هو الحزب الحاكم، هذه الجمعيات تشكلت مصادر دخلها من الاعتمادات الكبيرة التي تأتيا من خزينة الدولة، بصورة غير مقننة، من التبرعات القسرية التي تفرضها أقطاب السلطة على رجال الأعمال، والمستثمرين بين الحين والآخر وخلال المحطات الانتخابية المختلفة.

أساطيل السيارات الحديثة، التي كان يستوردها نظام صالح بالمال العام ويوزعها بسخاء لشراء الذمم في المواسم الانتخابية والأزمات السياسية، لكسب الولاء استرضاء النخب العسكرية والمشيخية وحتى السياسة الحزبية. وفرض الاتاوات غير القانونية على البيوت والمؤسسات ألتجارية والاستثمارية في المواسم الانتخابية في كل أزمة تواجهها السُلطة، أو في حالات المعاقبة والانتقام.

تفشي الفساد الذي تربى في قصور وحكومات صالح زاد معدلات الفقر وشجع على بروز النعرات الفئوية والعشائرية والمناطقية، وزاد من موجات الفوضى والإرهاب. حيث أن احساس المواطن بالاضطهاد والمظلومية كثيرا من يتم تفسيرة كمظلومية مناطقية أو طائفية أو قبلية أو حزبية فتصبح هذه الفكرة جانباً عقائدياً في تمترسة خلف هذه العصبويات أو الجماعات الارهابية.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
د.شعفل علي عمير
تصاعُدُ المقاومة وتقهقُرُ محور الشر
د.شعفل علي عمير
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد حسن زيد
رد إيران.. هل كان قويا أو ضعيفا؟
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
بثينة شعبان
متلازمة غزة
بثينة شعبان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالعزيز البغدادي
المفسدون ومحاسن موتاهم
عبدالعزيز البغدادي
د.عبدالعزيز بن حبتور
خمس سنوات من العمالة في عدن.. زمن الاحتلال السعودي الإماراتي
د.عبدالعزيز بن حبتور
عبدالفتاح علي البنوس
عدن عاصمة الاغتيالات
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالمجيد التركي
طواحين هواء
عبدالمجيد التركي
عبدالفتاح علي البنوس
المسخ الجبير.. مسخرة العالم
عبدالفتاح علي البنوس
زيد الغرسي
الاغتيالات إنجازات الاحتلال في عدن
زيد الغرسي
المزيد