أنس القاضي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
أنس القاضي
التهديدات العسكرية الأمريكية للجمهورية اليمنية
التهديدات العسكرية الأمريكية للجمهورية اليمنية
مشروع «ميناء غزة» الأمريكي .. طبيعته ومخاطره
العلاقات الصينية - «الإسرائيلية» وموقف بكين من القضية الفلسطينية
اتجاهات الرأي العام الأمريكي المساندة للقضية الفلسطينية
الإستراتيجية الصهيونية في البحر الأحمر، والموقف من اليمن
الإستراتيجية الصهيونية في البحر الأحمر، والموقف من اليمن
الممر الاقتصادي الهندي الخليجي الصهيوني الأوروبي
الأزمة الجذرية للكيان الصهيوني بعد «طوفان الأقصى»
العملية الصهيونية المحتملة في رفح طبيعتها وتداعياتها
تداعيات الحصار اليمني على كيان الاحتلال
مفهوم التحرّر الوطني في تجربة ثورة 14 أكتوبر
مفهوم التحرّر الوطني في تجربة ثورة 14 أكتوبر

بحث

  
النضال من أجل عروبة عدن ويمنية الجنوب
بقلم/ أنس القاضي
نشر منذ: 4 سنوات و شهرين و 4 أيام
الجمعة 14 فبراير-شباط 2020 05:10 م


تعرضت مكتسبات الحركة الوطنية اليمنية للعديد من الانتكاسات بفعل العدوانات الأجنبية وأنساق الحكم الاستبدادية المحلية، وتبقى الهوية اليمنية هي ما تبقى من مكتسبات الحركة الوطنية وهي الأهم.
ونحن إذ نتغنى اليوم بيمنيتنا، ونتحدث عن يمنية الهوية كأمر مُسلم بهِ، فإن هذا الأمر لم يكن بهذه السهولة فيما مضى، وخاصة في المحافظات الجنوبية، فقد اجترح المناضلون الأوائل عظيم المعجزات وقدموا قوافل الشهداء حتى غدت يمنية اليمن، أمر لا شك فيه، وهوية وطنية تعلو على ما دونها من الهويات.
قبل أكثر من سبعة عقود مضت كانت عدن ساحة لأعظم معركة وطنية تصدى لها اليمنيون في مواجهة الاستعمار البريطاني والتجزئة الإقطاعية السلاطينية، ألا وهي معركة الدفاع عن عروبة عدن وعن يمنية الجنوب.
نشطت مشاريع الاستعمار في تلك الحقبة إلى تكريس التجزئة السياسية، وطمس الهوية اليمنية وتلفيق هويات دون وطنية، أبرزها ما تسمى بهوية «الجنوب العربي» التي عادت اليوم لتبرز في المحافظات اليمنية الجنوبية، كردة سياسية ضالة ومضادة للتاريخ وأحد التداعيات الخطيرة لحرب صيف 94 المؤسفة.
لكنها دعوة سبق أن قضى عليها اليمنيون في ثورة الرابع عشر من أكتوبر، وإلى ما قبل عام 90 ، فالهوية السياسية في المحافظات الجنوبية هوية اليمن الديمقراطية الشعبية، وهي هوية وطنية، لا صنيعة استعمارية.
دافع اليمنيون بكل جسارة عن عروبة عدن، ففي ثلاثينيات القرن الماضي كان العرب قد أصبحوا أقلية في محمية عدن، بفعل السياسة البريطانية الاستيطانية حيث دعمت هجرة الهنود والفرس والإنجليز واليهود الى عدن، وقامت بتوطينهم ليعملوا في خدمة الإدارة الاستعمارية. فكانت الطبقة العاملة اليمنية القادمة من المناطق الوسطى والمرتفعات الشمالية، تلك الطبقة المبدعة التي قامت على سواعدها عدن الحديثة، كانت هي الحامي الأول لعروبة عدن، والمدافع الأساسي عن يمنية الجنوب، وعن قضية الوحدة اليمنية فقد تشكلت الطبقة العمُالية في موانئ ومصافي عدن من كل أرجاء اليمن السعيد.
لم يتوقف اليمنيون في جنوب الوطن يوماً عن مقاومة الاستعمار البريطاني، بمختلف الوسائل، وحين عمل الاستعمار البريطاني على مشروع توطين المهاجرين من بلدان الاتحاد البريطاني، صدح صوت الشعب اليمني في غناء الفنان اليمني الكبير محمد مرشد ناجي:  امنعوا الهجرة .. انها خطرة   امنعوا الاجنبي من دخول الوطن  يا شباب .. يا شباب  اعلنوا الاضراب .. واغلقوا كل باب  في سبيل الوطن
وفق نظرية فرق تسد، اعتمدت الاستراتيجية الاستعمارية البريطانية على تكريس تجزئة الجنوب اليمني المحتل، إلى أكثر من 22 سلطنة وامارة، كان لكل امارة وسلطنة هويتها الخاصة وإدارتها الخاصة التابعة المرتبطة مع الإدارة الاستعمارية بمعاهدات الحماية، ولولا ثورة الرابع عشر من أكتوبر، لكانت ترسمت هذه السلطنات ككيانات هزيلة على غرار دويلات الخليج في العصر الراهن.
أسهم الرواد الأوائل من القادة السياسيين للحركة الوطنية اليمنية الحديثة، من حركة القوميين العرب والماركسيين والبعثيين، ومناضلي النقابات العمالية والمثقفين الثوريين والصحافيين والأدباء والفنانين، في معركة الدفاع عن الهوية اليمنية، ناضل الجميع بإيمان عميق بهذا الانتماء الوطني، والتعويل عليه كحامل تقدمي لهموم الشعب اليمني وتطلعاته، وفي مقدمتها الاستقلال والوحدة والديمقراطية. وفي هذا المضمار الثوري دفع الرواد الأوائل ثمنا باهظاً لتمسكهم بالمشروع الوطني، حيث رُمِيَ بهم في عتمة السجون وتعرضوا للنفي والاضطهاد.
ونجد الثبات على الموقف اليمني في فكر المناضل التقدمي عبد الله عبد الرزاق باذيب مؤسس حزب الاتحاد الشعبي الديمقراطي، يقول باذيب في مقاله المعنون “دفاعاً عن الوحدة اليمنية”، والذي كتبه في خمسينيات القرن الماضي:
«إن دعوتنا إلى الوحدة اليمنية ليست نزوة مؤقتة أو عاطفة غامضة ولكنها دعوة وطنية صادقة عميقة يؤكدها منطق التاريخ والمفهوم العلمي للشعب الواحد، وتفرضها الروابط الأصيلة المشتركة وضرورات الكفاح المشترك. إن الضمان الوحيد لإنجاز أهدافنا الوطنية في التحرر الوطني الكامل والوحدة هو ربط قضيتنا الوطنية باليمن الأم!…. ولإن كانت هناك أوضاع متخلفة في الشمال فهي ليست خالدة، ولا بد لها أن تتطور وتتقدم، أما الشيء الثابت والأساسي والخالد فهو وحدة شعبنا اليمني في الجنوب والشمال!…. ليس هناك يمنان، ولا جنوب ولا شمال بل يمن واحد، وشعب يمني واحد.. عاش كفاح الشعب اليمني من أجل التحرر الوطني والوحدة اليمنية، عاشت الوحدة اليمنية طريق الوحدة العربية”.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد حسن زيد
رد إيران.. هل كان قويا أو ضعيفا؟
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالفتاح علي البنوس
سلاح المقاطعة والوعي المجتمعي
عبدالفتاح علي البنوس
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد محسن الجوهري
هل خسرت السعوديةُ مكانتَها الإقليمية لصالح إيران؟!
محمد محسن الجوهري
مقالات ضدّ العدوان
عبدالملك سام
لا نقرأ.. والنتيجة معروفة سلفاً
عبدالملك سام
مياء العتيبي
” البنيان المرصوص” مشاهد تنتزعك من المكان وتزيد في روحك الإيمان
مياء العتيبي
عبدالرحمن مراد
تركيا والدور المشبوه
عبدالرحمن مراد
عبدالفتاح علي البنوس
كيف تستثمر موتك؟
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالرحمن الأهنومي
حروب الوعي
عبدالرحمن الأهنومي
عبدالرحمن مراد
التكفير .. الأهداف والدوافع
عبدالرحمن مراد
المزيد