عبدالمجيد التركي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالمجيد التركي
عن الشعر الحميني
شياطين رمضان
شهر مبارك
غراب قابيل
هذا هو الخزي المبين
اليمن الشامخ منذ الأزل
اليمن.. عود الثقاب الأخير في ليل العرب
أمهات غزة..
اليمن يواجه منفرداً
«ويثبّت أقدامكم»

بحث

  
صدقات مؤذية
بقلم/ عبدالمجيد التركي
نشر منذ: 3 سنوات و 11 شهراً و 25 يوماً
الإثنين 27 إبريل-نيسان 2020 10:48 م


 

ما تفعله قناة السعيدة عبر مذيعها عبدالملك السماوي، في برنامج «تراحموا»، لا علاقة له بالرحمة ولا بالإحسان، بقدر ما هو برنامج تشهيري تم إعداده لكشف الناس المستورين طوال العام.

هذا المذيع السماوي، الذي لا يهضمه الكثير من المشاهدين، يدخل البيوت والكاميرا تسبقه، ليصور شخصاً مستوراً، ويصور بيته من الداخل والخارج، ويصور حارته، ويكشفه أمام العالم، مقابل ظرف فيه مبلغ سخيف لا يساوي ماء وجه المسكين، الذي قام السماوي بإراقته على الملأ. وهو في الوقت نفسه يقوم بإعلان وترويج للشركة أو الجهة التي قامت بإعطاء هذا الظرف لهذا الرجل المحتاج، دون أن يأخذوا في الاعتبار أن هذا التشهير والإذلال سيلاحق هذا المسكين وأولاده لسنوات طويلة.

في رمضان خصوصاً تنشط القنوات والمنظمات، وتبحث عن الأحاديث التي تحضُّ على الصدقة في بطون الكتب، لتملأ بطون أعضائها والقائمين عليها.. حتى يخيَّل إليك أنه ليس بينك وبين الجنة سوى هذه الصدقة التي ستدفعها لحساب هذه الجمعية أو تلك.

بالتأكيد هناك جمعيات ومنظمات تتلقَّى دعماً لإشباع الجياع، لكن هناك أموراً كثيرة في ما يخص فعل الخير ينبغي توفُّرها، وأهمها السرِّية، فالصدقة كما جاء في الحديث الشريف «ألا تعلم شمالك ما أنفقت يمينك».

ذات يوم طرق سائلٌ بابَ الإمام الحسين بن علي، فأخرج الحسين يده من الباب، وأخفى وجهه عن السائل، فلما أخذ السائل حاجته من يد الإمام الحسين قال له ابن عباس: ما لك أشحت بوجهك عن السائل يا ابن رسول الله؟ فقال الحسين: لا أحب أن أرى ذلَّ السؤال في وجهه.

هل يعي هؤلاء معنى كلمة الحسين بن علي!

تدأب كثير من المنظمات والجمعيات على التشهير بالمساكين وتصويرهم ونشر صورهم في بروشورات ليستخرجوا بها مزيداً من الدعم.. إضافة إلى القطمة السُّكر أو الرز التي يلتقطون لها صوراً متعددة وأحد المساكين يحتضنها، ولا بد أن يذكِّروه بألَّا يبتسم أمام الكاميرا، لكي تظهر على وجهه مسحة الحزن.

الصدقة هي فعلٌ إنساني.. فإن خرجت عن مقاصدها فإنها تكون قد خرجت عن دائرة الإنسانية، وصارت فعلاً بشعاً وقذراً. وهذا ما تفعله قناة السعيدة ومذيعها السماوي الذي يموِّل برنامجه بقدر ما يسفكه من ماء الوجوه المستورة طوال العام.


* نقلا عن موقع لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالعزيز الحزي
الرد الإيراني على الكيان الصهيوني.. تغيير موازين القوى لصالح محور المقاومة
عبدالعزيز الحزي
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
رشيد الحداد
معركة «صامتة» في المحيط الهندي: صنعاء تتعقّب سفن الكيان
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
يحيى المحطوري
معركةُ الفكر والهُوِيَّة
يحيى المحطوري
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
مخطط فصل الجنوب.. بين المنفذ والمستفيد
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالعزيز البغدادي
من وحي مدرسة الصوم"1"
عبدالعزيز البغدادي
زيد البعوه
العدوان ومرتزقته على حافة الهاوية
زيد البعوه
صلاح الشامي
أوكار القاعدة.. وتساقط أقنعة شرعنة العمالة
صلاح الشامي
شارل أبي نادر
كيف يفهم تحالف العدوان على اليمن مصطلح «وقف إطلاق النار»؟
شارل أبي نادر
حمدي دوبلة
وضوح اليمن ومراوغات سلمان
حمدي دوبلة
المزيد