عبدالحافظ معجب
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالحافظ معجب
دولة الأنصار والتصرفات الفردية
اليمن بندقية فلسطينية
اليمن يدشن معركة عالمية لكسر الحصار على غزة
شيطنة إيران والمقاومة مستمرة
أكذوبة الحضارة الغربية بين الاستمرار والسقوط
التغيير الجذري ومسارات السلام
الحزب والأنصار معادلة رعب في «تل أبيب»
جبهة الشمال من الناقورة إلى البصرة
التغيير الذي نريد
من قتل البحرينيين الأربعة؟

بحث

  
التطبيع الثقافي
بقلم/ عبدالحافظ معجب
نشر منذ: 3 سنوات و 9 أشهر و 12 يوماً
الإثنين 06 يوليو-تموز 2020 08:26 م


 

بات من الضروري جداً الحديث عن التطبيع الثقافي مع الكيان الإسرائيلي بنسختيه العربية والعبرية، لاسيما مع تزايد إشارات التقارب بين السعودية وإسرائيل، وهرولة مزيد من الدول الخليجية والعربية إلى توطيد علاقاتها العلنية مع الكيان الصهيوني، وعند حديثنا عن التطبيع لا بد من الانطلاق من لفظة تطبيع التي جاءت في اللغة على وزن «تفعيل»، وهي عملية مستمرة لتحقيق غاية، والتطبيع نهج وأداء هدفه كسر حاجز العداء مع العدو الصهيوني بأشكال مختلفة، سواء كانت ثقافية أو إعلامية أو سياسية أو اقتصادية أو سياحية أو دينية.

وأياً يكن الشكل أو العنوان فإن فحوى التطبيع مع العدو الصهيوني يبقى واحداً وهو إيصالك إلى قناعة مفادها أن الوجود اليهودي في فلسطين أمر طبيعي، وبالتالي فإن أي عمل أو قول أو صمت أو تقاعس يؤدي إلى التعامل مع الوجود اليهودي في فلسطين كأمر طبيعي يحمل في طياته معنىً تطبيعياً.

وعند الحديث عن الكيان الصهيوني فهو ذاته الحديث عن الكيان السعودي لأن الارتباط بين الكيانين قديم منذ نشأتهما، والعلاقات بينهما هي علاقات بنيوية في أصل بنية النظامين، تبرر السعودية عدوانها على بلادنا كي لا نكون نسخة أخرى من حزب الله على حدودها، لأنها فعلاً هي النسخة الأخرى من «إسرائيل»، ولكن على حدودنا.

قطار التطبيع في اليمن يتخذ مسارين متوازيين، تطبيعاً ثقافياً مباشراً مع الكيان الصهيوني بدأ بدعوة من وزارة الخارجية الإسرائيلية لمثقفين وأكاديميين يمنيين لزيارة الكيان الإسرائيلي، وتم رفض هذه الدعوة باستثناء «مسخ» واحد قبل بها وذهب مع مجموعة من المسوخ العرب في العام 2018، ليلتقطوا الصور التذكارية في الأرض المحتلة، ومر هذا المسار بخطوات أخرى مكثفة من خلال حديث نشطاء يمنيين عن الكيان بمواقع التواصل الاجتماعي وإنكار حالة العداء له، واشتراك فنانين يمنيين في إحياء حفلات غنائية مع فنانين يهود من أصول يمنية كما حدث في إحدى حفلات الزفاف اليمنية بالأردن وصولاً إلى تقارير تلفزيونية تصورها القناة الإسرائيلية من داخل صنعاء في ظل صمت رهيب لكل الجهات المعنية، وظهور يمنيين من موالي العدوان على وسائل الإعلام الصهيوني للحديث عن الوضع في بلادنا.

أما المسار الثاني وهو غير مباشر من خلال عمل وجهد متواصل تقوم به وسائل إعلامية ممولة من دول العدوان تنفذ أعمالها الدرامية والفنية داخل صنعاء ومديرياتها بتسهيلات من وزارتي الإعلام والثقافة بصنعاء، ووصل الأمر بتلك القنوات التي تبرر وتروج لقتل الأبرياء في اليمن وتسيء لثورتنا وقيادتها في كل برامجها، أن توجه كلمات شكر لوزيري الإعلام والثقافة بحكومة الإنقاذ على مساعدتها في إنجاز أعمالها وتسهيل مهمتها، دول العدوان رصدت مبالغ طائلة لشراء الفنانين والممثلين اليمنيين ومنحتهم إقامات في الأردن والقاهرة والرياض وإسطنبول لخدمة أجندتها وبرامجها التطبيعية، وبكل بجاحة اعتلى عدد من الفنانين الذين أحببناهم لفترة من الزمن منصات المسارح السعودية ليقدموا أغانيهم من داخل الرياض التي تسير طائراتها لشن الغارات على أطفال ونساء اليمن، بالإضافة إلى الدعم المخصص لعدد كبير من الفنانين الموجودين في صنعاء وقلوبهم في الرياض، وشاهدت بنفسي قبل عدة أسابيع أحدهم ضيفاً على قناة اليمن المزورة في الرياض للحديث عن دور الفن والأعمال الفنية في مواجهة كورونا، وجمهورنا مع الأسف ينقاد وراء تلك الأعمال ويتابع منفذيها بشغف أيضاً.

المشكلة أننا حتى اللحظة لم نستوعب خطورة اهتمامنا ومتابعتنا لما تقدمه قنوات العدوان من مسلسلات وأعمال فنية بطابع يمني، ولم نقم بأية خطوة باتجاه مقاطعة الفنانين الذين انضموا لجبهات العدوان الثقافية، مع العلم أنهم أخطر من انضمام سياسي أو مسؤول لجبهة العدوان، فالثقافة أمر حساس، والمثقفون هم المعبرون عن ضمير الأمة، لذلك لا بد من تحصين الحياة الثقافية اليمنية ضد التطبيع مع الكيان الصهيوسعودي، والمطلوب الاستمرار في اتجاه أقصى درجات الاحتياط ضد التطبيع وشبهاته لكي نحافظ على إنجازات الأبطال في الجبهات، وعلى صمود الشعب في وجه العدوان.


* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد حسن زيد
رد إيران.. هل كان قويا أو ضعيفا؟
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالعزيز الحزي
الرد الإيراني على الكيان الصهيوني.. تغيير موازين القوى لصالح محور المقاومة
عبدالعزيز الحزي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالفتاح علي البنوس
سلاح المقاطعة والوعي المجتمعي
عبدالفتاح علي البنوس
مقالات ضدّ العدوان
عبدالملك سام
الإصلاح .. عنوان العمالة والانبطاح
عبدالملك سام
عبدالفتاح علي البنوس
الردع اليمني وعمليات تأديب السعودية
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالعزيز البغدادي
عن الفرص الضائعة وفيروس التسلط!
عبدالعزيز البغدادي
د.حمود عبدالله الأهنومي
على أعتاب الذكرى المئوية الأولى لمجزرة تنومة " 2- 3"
د.حمود عبدالله الأهنومي
أنس القاضي
المحرومون في تجارب الثورة العالمية
أنس القاضي
عبدالله علي صبري
سلام اليمن واللاعب البريطاني
عبدالله علي صبري
المزيد