آخر الأخبار
د.حمود عبدالله الأهنومي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
د.حمود عبدالله الأهنومي
حكومتنا «المسرطنة»
نصيحتي للسعوديين .. في ذكرى يوم الصمود التاسعة
‏يخبرنا عن الآخرة كأنه عائد منها للتو
الصمّاد حُجة علينا قبل غيرنا
من غزوة تبوك إلى غزوات البحر الأحمر
خطاب إشارة المرور اليمني إلى الاستحقاق الحضاري
الملثّم والمبطلون المستكبرون
مطلقو النار على أقدامهم والطاعنون لظهورهم
علاقة يوم ساباط بيوم كربلاء
عشرة دروس .. من عاشوراء
عشرة دروس .. من عاشوراء

بحث

  
حين نتذكر كربلاء
بقلم/ د.حمود عبدالله الأهنومي
نشر منذ: 3 سنوات و 7 أشهر و 26 يوماً
السبت 29 أغسطس-آب 2020 06:58 م


نتذكر كربلاء، إذ وقف فيها الحسين عليه السلام وحيداً مع قلة من أهل بيته وأنصاره يواجهون الموت في شرف وعزة وشوق إلى الله وكرامة، في أمة كان فهم كثير من أبنائها للإسلام هو التقرب إلى الله بتنفيذ أوامر السلطان حتى ولو كانت ضد من بشَّره الله بسيادة أهل الجنة، لقد كان لديهم حجية أوامر يزيد وابن زياد أقوى من حجية الآيات والأحاديث، وسرعان ما صارت تلك الأوامر والمواقف السياسية المناقضة للإسلام والمنافية للقرآن دينا يدان به، وكُتِب تاريخ الظالمين وهو يدين الحسين الشهيد ويقدس الحاكم القاتل، ولهذا لا زالت الأمة الإسلامية تعاني من هذا التمرد على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

نتذكر الحسين شهيدا بطلا مدافعا عن الحق والفضيلة، وهم يتذكرونه متمردا متهورا أهلك نفسه، نرى في الحسين ويزيد امتدادا لابني آدم ولإبراهيم وقومه وهو يرمى إلى النار وليحيى بن زكريا ورأسه يُقدَّم هدية لبغيٍّ (زانية)، ونتذكر أن ذلك ليس تمردا ولا إلقاء للنفس إلى التهلكة، وإنما هو إحياء الأمة والتضحية الواعية والفداء المزلزل، هو ما يمكن أن نسميه خطأ الشهداء.

نحن اليمنيين نتذكر الحسين عليه السلام، كربلاء ليس بلطم الخدود ولا بشق الجيوب ولا بنوح النساء ولا بتفريغ شحنات الحزن والأسى في طي بكاء وجداني طويل، ولا بمواكب العزاء التي قد لا تصمد للواقع، بل يجب أن نتذكر كربلاء الثورة بالمواقف الصادقة في نصرة المظلومين والثورة على الظالمين في أي مكان وفي أي زمان.

نتذكر الحسين وكربلاء على أنها قيم الحق والعدالة والكرامة والإباء وعنفوان الشهادة الصادقة ومجد الانتصار للحق، على أنها سبيل إصلاح أمر أمتنا الإسلامية العظيمة التي خرج الحسين بن علي على أن يصلح أمرها، نتذكر الحسين المطلول دمه في كربلاء فنجده اليوم في أربعين جبهة ومعركة تحيط بهذا الوطن، نتذكر الحسين الذي خرج ثائرا ضد الظلم والاستبداد والأثرة وإحياء السنة وإماتة البدعة فنجده في ربوع اليمن الحبيب وأنحاء هذا الوطن الكريم المفضال، نتذكر الحسين الأبي الثائر فنجده في شبابنا الثوار الأبرار، ومجاهدينا الكرماء، ونتذكر الحسين الكريم – وخير ما جاد به المرء نفسه – فنجده في شهدائنا الأطهار، نتذكر الحسين الحريص على الأمة وصلاحها وإحياء روحها التي أريد لها الموت فنراه في مصلحين كُثْر بذلوا أنفسهم ونفيسهم من أجل إحياء معالم الإسلام وأحكامه الغراء.

نتذكر الحسين على أنه قيمة حضارية ونفحة ربانية وإلهية ليس لأهل البيت ولا للزيدية بل هو للمسلمين جميعاً وللبشرية جمعاء، فمن من الناس يحب الظلم ويدمن على الضغينة والدماء؟ ليسوا سوى تلك الفئات المنحرفة عن الفطرة الإنسانية التي ثار عليها الحسين، ولا أحد يستطيع الادعاء بملكية الحسين والاختصاص به، فهو ملك الجميع وسيد أهل الجنة، ومن الأهمية أن يتحرى المسلمون طريقة الحسين إذا أرادوا تحرير وعيهم وأفكارهم وقيمهم وأنفسهم وبلدانهم من التبعية والاستبداد والظلم والأثرة، يجب أن يستيقظ الحسين في قلوبنا وعقولنا وأفكارنا ومواقفنا، ويجب أن يذهب يزيد وعلماؤه وفكره وجيوشه وخيله ورجله من عقول هذه الأمة وأفكارها ومواقفها وإلى غير رجعة، لا يمكن أن يجتمع حب الحسين مع كراهة طريقته، ولا حب الحسين والتشبع بروح الظلم اليزيدية، لا يمكن أن تكون ثائراً على مستبد وأنت تدين بالولاء لمستبد آخر.

وأخيراً يجب أن نتذكر الحسين في كربلاء ونتذكر أولئك الذين لبسوا ثياب التقوى وتقمصوا سرابيل الفتوى يعظون الحسين أن لا يخرج على يزيد حتى لا يتعرض للقتل، فنجدهم بذات الشكل والملبس والفهم يطبلون للظالمين ويفتونه بقتل المخالفين لهم، فمن أفتى بقتل أبناء الجنوب وصعدة ومن أفتى بقتل ثوار ثورة التغيير السلمية ومن يفتي بقتل اليمنيين أو المسلمين، ومن أفتى مبرراً هذا العدوان الغاشم على بلدنا الحبيب أياً كان لا يمكن أن يكون حسيني الأفكار ولا محمدي التصور ولا إسلامي الفهم، إنه إلى يزيد أقرب منه إلى الحسين، وإلى الظلم أقرب منه إلى العدل، وإلى الخراب والدمار أقرب منه إلى العمران والبناء.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
معركة «صامتة» في المحيط الهندي: صنعاء تتعقّب سفن الكيان
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
هاشم الأهنومي
الدورات الصيفية وفرحة الأشبال…!
هاشم الأهنومي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد محسن الجوهري
نصيحة للمرتزقة.. "أنصار الله" أكبر بكثير مما تظنون
محمد محسن الجوهري
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
سفيه بريطانيا ومعركة تحرير مارب
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالرحمن الأهنومي
بين زمنين وتاريخين «كربلاء» الدرس و«كربلاء» الواقعة
عبدالرحمن الأهنومي
عبدالفتاح علي البنوس
كربلاء العراق وكربلاء اليمن
عبدالفتاح علي البنوس
شارل أبي نادر
كيف يساهم صمود اليمنيين في عرقلة هلال التطبيع مع "إسرائيل"؟
شارل أبي نادر
عبدالرحمن مراد
بهلوانية الإخوان في التعاطي مع الأحداث
عبدالرحمن مراد
محمد صالح حاتم
صناعة الجوع
محمد صالح حاتم
المزيد