شارل أبي نادر
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
شارل أبي نادر
اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة
هل خسر الأمريكيون معركتهم ضدّ اليمن في البحر الأحمر؟
كيف أثّرت المناورة اليمنية لدعم غزّة في فرض التراجع الأمريكي؟
لماذا يكشف حزب الله الآن عن بعض أسلحته النوعية؟
عمليات المقاومة العراقية تتصاعد.. ما هي تأثيراتها؟
ماذا يتنظر "إسرائيل" في اليوم التالي؟
خسائر العدو في غزة فاقت التوقعات.. هل يستطيع الصمود أكثر؟
"إسرائيل" بعد طوفان الأقصى: أقرب إلى الزوال
العدو يُستنزف في غزة.. هل فقد القدرة على متابعة عدوانه؟
صمود أسطوري في غزة ولا تفاوض تحت النار

بحث

  
محور المقاومة في مواجهة جبهة التطبيع.. لمن الغلبة؟
بقلم/ شارل أبي نادر
نشر منذ: 3 سنوات و 6 أشهر و 24 يوماً
الخميس 03 سبتمبر-أيلول 2020 07:29 م


حتى نتمكَّن من الإجابة على السؤال يمكننا أن نلقي نظرة بسيطة على عناصر هذا الصراع وجغرافيّته من جهة، وعلى أطرافه ومستوى المواجهات التي يخوضها كلّ منهم من جهة أخرى.


لا شكّ في أنّ عناصر الصراع الأساسية في المنطقة بدأت تتضح بما لا يقبل الشك أبداً؛ جبهة طويلة عريضة من الدول الإقليمية والغربية تدعم التطبيع مع العدو الإسرائيلي (بعضها جهاراً وبالعلن، وبعضها سرّاً وبالخفاء)، في مواجهة جبهة محور المقاومة الحاضنة للمثلث الجغرافي المتساوي الأضلاع (طهران – صنعاء – بيروت)، والتي ما زالت ثابتة وصامدة في وجه كمّ هائل من إجراءات الضّغط والتهديد ومقترحات الوعيد والإغراء.
من ناحية أخرى، أصبح واضحاً أيضاً ارتفاع منسوب حرارة المواجهة والاقتراب أكثر فأكثر نحو الصدام. وعلى الرغم من أن الأخير ما زال بعيداً، وهناك الكثير من الاعتبارات الاستراتيجية التي تؤخره، إنما، كما يبدو، تتلاشى يوماً بعد يوم تلك الاعتبارات، وبالتالي تتضاءل فرص استبعاده، فلمن ستكون الغلبة في النهاية؟ وما هي قدرات كل من جبهة التطبيع من جهة وجبهة محور المقاومة من جهة أخرى، والتي ستؤدي دوراً رئيساً في حسم هذه المواجهة لمصلحة أحد أطرافها المذكورين؟


جبهة التطبيع


نتكلّم هنا عن جبهة طويلة من الدول الإقليميّة القادرة والغنيّة بثرواتها وبجغرافيا وديمغرافيا كبيرة وواسعة، والجاهزة لدعم أي إجراء إعلامي أو سياسي أو عسكري أو مالي يمكن أن يساهم في تقدّم خيار التطبيع مع «إسرائيل»، بمعزل عن الوضعية القانونية والتاريخية والإنسانية الخاطئة لهذا الخيار، الذي يقوم على تجاوز الحقوق المدنية والدينية العربية بشكل عام، والفلسطينية بشكل خاص.


تقود هذه الدول أنظمة مرتهنة، خُلقت أساساً من دون أية حيثية شعبية، ودُعمت للوصول إلى الحكم والثبات على كراسيها، لأنها فقط مستعدة للسير بأيّ خيار ضد قناعة شعوبها؛ هذا الخيار الذي كان في البداية التهرب من مواجهة «إسرائيل» واللاعداء لها، واليوم انكشف، وأصبح خيار التطبيع والسلام معها.


هذه الجبهة من الدول، والتي هي عربية بأغلبها، لم تتنازل فقط عن تلك الحقوق، بل تناستها وتجاوزتها، وكما يبدو، فإنها مستعدة وجاهزة لمواجهة من بقي صادقاً وصامداً مع تلك الحقوق من العرب والمسلمين، وذلك بالسياسة والإعلام والتخوين والضغوط الاقتصادية الجارحة التي تطال الإنسان بحياته، وحتى بالنار والحرب ربما، وهي اليوم، وبالنيابة عن «إسرائيل» والولايات المتحدة الأميركية، تقود معركة التطبيع بشراسة، وكأنها أم الصبي والوكيل التاريخي للكيان الصهيوني، ومن يتابع إعلامها وسياستها ومواقف وتصريحات مسؤوليها، يكتشف مدى الانغماس والارتهان للعدو ولداعميه ضد إيران وحلفائها، من الرئيس الأسد وما يمثل، إلى الحشد الشعبي في العراق، إلى حزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن.


محور المقاومة


يمثل هذا المحور الّذي تقوده إيران الجبهة المناهضة لجبهة التطبيع مع «إسرائيل»، وتدور جميع معارك ومواجهات أطراف هذا المحور في هذا الإطار، بدءاً من إيران التي تتعرض لسيل واسع وضخم من العقوبات الاقتصادية والسياسية، ومن كل أشكال الضغوط التي يمكن أن تتعرّض لها دولة وشعب في العالم، ومفتاح هذه الضغوط والعقوبات ينحصر بموضوع واحد، وهو العداء لـ”إسرائيل” أو التطبيع معها ومهادنتها، واختيار أي من هذين الخيارين هو المعيار الذي يزيد من هذه الضغوط ويفعّلها أو يلغيها ويستبدل بها علاقات مفتوحة مع كل الغرب ومكتسبات مالية واقتصادية وسياسية ضخمة.


المعادلة ذاتها المتعلقة بالعداء لـ”إسرائيل” أو بمهادنتها تنطبق بشكل كامل على باقي أطراف هذا المحور، فالعراق عانى ويعاني الويلات بهدف إخضاعه وإخضاع مكوناته، وخصوصاً تلك التي ما زالت ثابتة في مواجهة التطبيع ومهادنة «إسرائيل»، وما تعرّضت له سوريا حتى اليوم، وما عانته من دمار واستهداف وخسائر، كجيش ودولة وشعب ونظام، كان بسبب موقفها المبدئي والعملي ضد التطبيع مع «إسرائيل».


أيضاً، نجد أنَّ حزب الله أو المقاومة اللبنانية ضد «إسرائيل» تعرَّضت لسلسة طويلة لم تنتهِ حتى الآن من الاعتداءات والاستهدافات التي دفعت فيها أثماناً وتضحيات غالية وهائلة، وما زالت تتعرَّض يومياً لضغوط ضخمة تطال بيئتها ومجتمعها في لقمة عيشه، وفي أمانه واستقراره، ومفتاح وقف ذلك هو التخلّي عن العداء لـ”إسرائيل”، والسير في مسار التطبيع والمهادنة والسلام معها.


ويبقى الطّرف اليمنيّ الوطنيّ، والمتمثّل بالجيش واللجان الشعبية وأنصار الله، والذي يُصنّف ضمن محور المقاومة، الطرف الأكثر تعرضاً للاعتداءات الإقليميّة والغربيّة، والطرف الأكثر تعرضاً لشتى أنواع الضغوط والحصار والدمار والاستهداف القاسي على مدى 6 سنوات، إذ كانت أهداف هذا العدوان عليه غامضة بعض الشيء في البداية، واليوم، ومع الاتفاق الإماراتيّ – الإسرائيليّ، ومع الحراك الخليجي والإماراتي بالتحديد على سواحله (سواحل اليمن) وفي موانئه وجزره، يتبيَّن أنَّ الهدف الرئيس من هذا العدوان على اليمن يدور حول خلق الأرضية الجغرافية والاستراتيجية المناسبة لدعم التطبيع مع العدوّ، من خلال آمال وتقوية هلال التطبيع البحريّ، بدءاً من مضيق هرمز وسواحل الإمارات، مروراً بسواحل اليمن الجنوبية وجزيرة سوقطرة وباب المندب، وصولاً إلى سواحل اليمن الغربية على البحر الأحمر؛ بوابة حماية «إسرائيل» من الشرق وحماية التطبيع معها.


وأخيراً، وحتى نتمكَّن من الإجابة على سؤال: «لمن ستكون الغلبة؟ لمحور المقاومة أو لجبهة التطبيع؟»، يمكننا أن نلقي نظرة بسيطة على عناصر هذا الصراع وجغرافيّته من جهة، وعلى أطرافه ومستوى المواجهات التي يخوضها كلّ منهم من جهة أخرى، وكيف أن اليمنيين (الجيش واللجان وأنصار الله) يخوضون اليوم، وبعد ثباتهم دفاعاً، معركة هجومية كاسحة ورابحة، بمواجهة تحالف من عدة دول هي نفسها الدول التي تمثل اليوم الأطراف الرئيسة في جبهة التطبيع، وكيف أنَّ حزب الله اليوم، ومن دون أي إجراء عملي على الأرض، وحتى الآن بكلمة من أمينه العام فقط، أوقف «إسرائيل» وجيشها الَّذي كان لا يقهر على «إجر ونص»، بانتظار الردّ على استشهاد أحد عناصره.


ربما يكون هذا كافياً، وبشكل لا يقبل التأويل، للإجابة على السؤال المطروح: لمن الغلبة في هذه المواجهة؟ لمحور المقاومة أو لجبهة التطبيع؟

  
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
إسماعيل المحاقري
خيبة أمل صهيونية من فشل التحالف الأميركي في البحر الأحمر
إسماعيل المحاقري
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طه العامري
حكاية صمود وطن وشعب..!!
طه العامري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
فضل فارس
شرف عظيم لنا أن قصفنا كما قصفت غزة
فضل فارس
مقالات ضدّ العدوان
نبيل جبل
وسام الفضيلة للقبيلة فضح قوى الإرتزاق
نبيل جبل
عبدالفتاح علي البنوس
ماكرون وكوشنر ومهمة التطبيع
عبدالفتاح علي البنوس
حسن حمود شرف الدين
الأمم المتحدة شريكة أمريكا في قتل الشعب اليمني
حسن حمود شرف الدين
عبدالفتاح علي البنوس
مكافحة الفساد ..الواقع والطموح
عبدالفتاح علي البنوس
زيد البعوه
تنكيل بالأعداء وانتصارات لا تهدأ
زيد البعوه
د.مصطفى يوسف اللداوي
أفراحٌ إسرائيليةٌ ومكاسبٌ أمريكيةٌ وخيباتٌ عربيةٌ
د.مصطفى يوسف اللداوي
المزيد