يحيى اليازلي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
يحيى اليازلي
كتاب سلطة المثقف والسياسي للدكتور محمدالحوثي
وقفة مع رياض الصايدي الشاعر الملتزم
مستويات الومضة المنظومة لدى أحمد بن زيد المحطوري
محمد العابد في هذا الغائب
قراءة في عناوين عبدالعزيز المقالح
قراءة في عناوين عبدالعزيز المقالح
الشاعر/ عبدالرحمن مراد ل « 26 سبتمبر » نحن في أشد الحاجة إلى تطوير أساليب تفكير العقل العربي
الشاعر/ عبدالرحمن مراد ل « 26 سبتمبر » نحن في أشد الحاجة إلى تطوير أساليب تفكير العقل العربي
قراءة ثانية لعناوين عبدالحفيظ الخزان
واحدية هنا أو هناك في قصيدة «ولكن بيتي معي» لابتسام المتوكل
المنظومة النصية الصمودية للشاعر باسم مساوى
«أبهى العرب» قصيدة في المديح النبوي للشاعر عبدالرحمن مراد

بحث

  
معاقل المعرفة وقباب التجديد في اليمن
بقلم/ يحيى اليازلي
نشر منذ: 3 سنوات و 5 أشهر و 15 يوماً
الإثنين 12 أكتوبر-تشرين الأول 2020 12:22 ص



أعتقد أنه ليس هناك فروق كبيرة بين رجل الدين والفيلسوف واللاهوتي والفقيه والمفكر الإسلامي والداعية والواعظ... إلا من حيث الشكل، وأنهم جميعهم يتحدث في الشأن نفسه، لكون كل صفة مما سبق تؤدي إلى الأخرى، فلا تفكير بلا دين ولا مجتمع بلا سياسة...

المرتضى بن زيد المحطوري جمع بين الأكاديمي والباحث ورجل الدين وعالم الكلام والفيلسوف والمفكر الإسلامي... وكذلك السيد حسين الحوثي يحمل كل تلك الصفات. محمد حسين فضل الله، محمد اليعقوبي، محمد المدرسي، أحمد الوائلي، محمد متولي الشعراوي، حسن فرحان المالكي، محمود البوطي... ويؤكد كثير من المفكرين أن الدين كل لا يتجزأ، فهو سياسة وفقه ومجتمع وكل جوانب الحياة في آن.

قرأت كتابا للسيد مجد الدين المؤيدي عنوانه «التحف في شرح الزلف». والزلف منظومة شعرية تحكي عن أئمة أهل البيت المجددين للإسلام الذين يبعثهم الله كمهديين كل فترة لتجديد دينه وهداية الأمة. الزلف ذكرتهم من عند الوصي إلى الإمام يحيى حميد الدين. والسيد مجد الدين المؤيدي يشرح مناقب كل منهم، وذكر من ضمنهم الأئمة الاثني عشر، الذين يعتبر الجعفرية الاثناعشرية أن الإمامة محصورة فيهم. وخلال شرحه تكلم في أشياء مهمة كثيرة، منها تبين جمال ونقاء فكر المعتزلة في اليمن. تكلم حتى عن تصور الزيدية للمهدي وأن ثمة إثناعشرية في الثقافة الزيدية من وجهة نظر مقنعة.

وفي هذا السياق وأثناء بحثي عن تصورات التيارات الفلسفية للمهدي والجنة والصراط وأشياء أخرى، فإن الإمام الحجة مجد الدين بن محمد بن منصور الحسني المؤيدي في كتابه «التحف في شرح الزلف»، قال: «وإن الله أخرج من ولد الحسن والحسين عليهما السلام اثني عشر سبطا»، ثم عد ذلك الاثني عشر من ولد الحسن والحسين عليهما السلام، فقال: «أما الحسن بن علي عليهم السلام فانتشر منه ستة أبطن، وهم: بنو الحسن بن زيد بن الحسن بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي عليهم السلام، وبنو الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو داوود بن الحسن بن الحسن بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام. فعقب الحسن بن علي عليهم السلام من هذه الستة الأبطن لا ينقطع عقبهم أبدا».

ثم عد ولد الحسين بن علي عليهم السلام، فقال: «بنو محمد بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو عبدالله بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو عمر بن علي بن الحسين علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو زيد بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو الحسين بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو علي بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام. فهؤلاء الستة أبطن من ولد الحسين عليهم السلام لا ينقطع عقبهم إلى انقطاع التكليف».

الغائب عند الشيعة مهدي وعند الوهابية دجال

وفي حين أن المهدي موجود وغائب منذ القرن الهجري الثالث في التراث الاثناعشري، كذلك فإن الدجال في ثقافة الوهابية يعيش منذ القرن الهجري الأول.

وتساءلت: لماذا يعتب الوهابية على الشيعة اعتبارهم ان الإمام المهدي المنتظر حي يرزق منذ أكثر من 1000 سنة، مستنكرين عليهم ذلك، وفي تراثهم ما يدل على أن الدجال حي من أيام النبي، وانه وكما تقول رواياتهم محبوس في جزيرة ومقيد بالسلاسل حتى وقت خروجه؟! يريدون ان يصدق العالم أن دجالهم حي منذ 1400 عام ولا يصدقون ما يعتقد الشيعة؟!

وعلى ذكر الدجال لاحظت أن الدجال في مخيلتهم بشع ومرعب وسيئ، وأنه أعور العين، في حين أن الروايات تصف صور دجالي وملوك بني أمية بالجميلة، وأولهم معاوية ويزيد ومروان، لكن لا يكون رموزهم دجالين. وعلى هذا أستطيع القول إن الدجال المزعوم أوسم من العريفي وأوسم من عمرو خالد وعيناه صحيحتان وأسنانه مثل اللبن وشعره مسبسب، على قولة المصريين.

قبل أن أقرأ وأسمع محاضرات السيد حسين الحوثي كنت أتابع -نظرا لشغفي بالفكر والفلسفة- على القنوات الفضائية العربية، لقاءات وخطب ومحاضرات بعض المفكرين العرب، مثل محمد حسين فضل الله ومحمود البوطي ومصطفى محمود ومحمد اليعقوبي المدرسي وأحمد الوائلي ومحمد متولي الشعراوي، وكنت أتساءل: لماذا لا يوجد في اليمن مفكرون وفلاسفة بهذه العقليات والسعة، حتى سمعت محاضرات السيد حسين الحوثي ووجدت أنه عقلية متفتحة ومتحررة من القيود المذهبية والخرافات، ومنطلق من القرآن، فسعدت كثيرا، ووجدت منه ما تمنيته من اليعقوبي، صاحب أكبر موسوعة في فقه المجتمع في العالم الإسلامي.

لم أكن أعرف أن السيد بدر الدين الحوثي بهذه العظمة حتى اطلعت على كتابه «التيسير في التفسير»، ووجدت تأليفه على أعلى مستوى من المنهجية العلمية. ومن أهم الفوائد التي قرأتها عنده شروط الطلاق الثلاثة التي يتفق بها مع الفران وفضل الله، وهي ألا تكون الزوجة حائض ولا حامل وألا يكون قد لمسها من الحيضة إلى الحيضة، وفي تلك الشروط حلول لكثير من مشاكل الطلاق في المجتمع. هذا ما دعاني للاطلاع بصورة أكبر على كتب بعض أئمة الزيدية كالإمام يحيى بن حمزة، فقد قرأت كتابه «الطراز» كأعظم ما ألف في البلاغة، وكذلك كتاب «الحسين بن القاسم العياني» كأعظم ما قرأته في علم الكلام..

أريد ان أقول إن لدى معتزلة أو زيدية اليمن أهم علوم الفلسفة وعلم الكلام واللغة والفقه والتأويل في العالم الإسلامي، وأن تاريخ وتراث اليمن مليء بالكنوز المدفونة، التي يجب أن تظهر للعالم عبر الطباعة الورقية ومواقع الإنترنت.
وفي «شرح الأزهار»، وهو من أربعة مجلدات، خرجت بملاحظات، منها قول المؤلف في ترجمته للإمام زيد، إن الإمام زيد التقى واصل بن عطاء، وكثير من الزيدية قالوا ذلك بمن فيهم المرتضى مؤلف «شرح الأزهار» نفسه الذي كرر مثل ذلك في شرحه لكتاب «الملل والنحل» للشهرستاني، وأنه (أي زيد) أخذ عنه الاعتزال والأصول الخمسة، وقد تقبل هذه الفكرة لأنه قيل إن واصل بن عطاء أخذ أصول الاعتزال عن البصري الذي بدوره أخذها عن محمد بن الحنفية. وهذا يفيد بأن هذه الأصول مأخوذة عن الإمام علي عليه السلام.

من ضمن هؤلاء الأعلام المرتضى بن زيد المحطوري. تابعت له عدة محاضرات ولقاءات في التلفزيون، وأعجبني كثيراً تفكيره وأسلوبه في الطرح والإقناع. أعجبني رفضه أن يبقى اليمنيون وكلاء للخارج، أيا كان ذلك الخارج. ومن أهم ما أعجبني في فكره مناصرته لقضايا المرأة، واستياؤه من نظرة المسلمين اليوم للمرأة، التي فيها نوع من الجمود. كما أن لديه بحثاً حول دية المرأة، فعنده أن دية المرأة مثل دية الرجل، لأنها نفس، مثلها مثل الرجل، من ناحية إنسانية، ومن ناحية شرعية فهو لم يجد لفتوى نصف الدية أصلا في التشريع الإسلامي. وتساءل: «لو كانت المرأة ناقصة عقل لما تفوقت في الدراسة على الرجل في عدة مجالات، ولو كانت ناقصة دين لما امتثلت للصلاة بعد انقضاء العادة».

كنت أتساءل: ما سر تغييب السلطة محاضرات المفكرين الأكاديميين في الجامعات عن الجمهور، فلا تسمح بتسجيلها لحفظها صوتيا أو تسجيل فيديو بصفة رسمية لمكتبات الجامعة كمراجع، ولا تسمح ببثها على جماهير الشعب في حلقات تلفزيونية مبرمجة أو في بث مباشر؟!

إن أفضل ما قام به حسين الحوثي والمرتضى المحطوري وعبدالكريم جدبان وأحمد شرف الدين هو أنهم نقلوا الأبحاث والدراسات والمحاضرات الأكاديمية العلمية المنهجية من القاعة المغلقة المصمتة الممنوعة حتى من مكبرات الصوت داخل القاعة للطلاب فضلا عن البث، للمكتبات وجماهير المجتمع والعالم عبر وسائل الإعلام المتاحة. إذا أردت إحداث ثورة فكرية حقيقية وتغيير حضاري متقدم فاجعل خطبة الجامع ومحاضرة الجامعة وبرنامج التلفزيون وبيانات الساحات منهجية علمية.

خطب الدكتور عبدالكريم جدبان مفعمة بالهوامش التي كان يؤكدها بقائمة المراجع والمصادر في كل صفحة. كل خطبة بحوث علمية منهجية. منهجية السيد بدر الدين الحوثي في التفسير حيث يشير في كل موضع إلى أكثر من مرجع في التفسير على مستوى العالم الإسلامي. فلسفة فقيه الدولة المدنية البروفيسور أحمد شرف الدين في فهم القانون واستطاعته التأثير على كل أطراف الحوار الوطني وخلاصة دعوته الدين للشعب، الدولة دينها القانون، لولا أن السعودية والإخوان اغتالوه. لاهوتية الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري وتمكنه من طرح وشرح عناوين مهمة في التوحيد. عبقرية السيد حسين بدر الدين الحوثي وبعد نظره الديني والسياسي والثوري.

ما حصل في مصر من نهضة فكرية في القرن العشرين هو أنها تركت للجامع الأزهر سلطته المستقلة ولم تفرض هيمنتها عليه، في حين أنه تبنى تدريس كل المذاهب الإسلامية تقريبا، فكان العلم فيه أشبه بالمهرجان العلمي الدائم، وبتعبير أدق يكاد يكون مفهوم الجامع منطبقا عليه إلى عهد قريب.

الدكتور المحطوري كان دقيقا في إطلاقه على الزيدية صفة البرلمان، فقد شهدت مدارسها العلمية على امتداد 1000 سنة تنوعاً علمياً إسلامياً شاملاً بديعاً في صنعاء وذمار وتهامة وصعدة وتعز... وفعلا كانت الزيدية مجمع البحرين من الشيعة والسنة إذا جاز التعبير، وهي كذلك برلمان الأمة الإسلامية. ولا ننسى أن أغلب أعلام الزيدية توفوا شهداء دفاعا عن مبادئهم.

* نقلا عن :لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد محسن الجوهري
دروس العاشر من رمضان تؤسس لنقلة نوعية في واقع الأمَّة
محمد محسن الجوهري
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طه العامري
حكاية صمود وطن وشعب..!!
طه العامري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
دينا الرميمة
تراتيلُ النصر والصمود.. على عتبات عام عاشر
دينا الرميمة
مقالات ضدّ العدوان
حمدي دوبلة
ثورة أكتوبر .. دلالات ورسائل
حمدي دوبلة
طالب الحسني
السفير السعودي ينوب عن “رئاسة”و“حكومة” هادي في الرياض
طالب الحسني
عبدالباري عطوان
نِقاشٌ “هادئ” لتصريحات الأمير بندر بن سلطان..
عبدالباري عطوان
عبدالمجيد التركي
فيروس ترامب
عبدالمجيد التركي
د.عبدالستار قاسم
مسلمون مأزومون وليس الإسلام
د.عبدالستار قاسم
محمد الصفي الشامي
تخيل .!
محمد الصفي الشامي
المزيد