|
المثقف اليمني في مواجهة العدوان
بقلم/ خليل المعلمي
نشر منذ: 3 سنوات و 6 أشهر و 21 يوماً الأربعاء 24 مارس - آذار 2021 07:40 م
لقد أثبت المثقف اليمني وطنيته ونزاهته ووفاءه وتضحياته في سبيل بلده ووطنه وأهله وشعبه، وكان له الدور المشهود في الدفاع عن وطنه والوقوف مع صف الحق والكرامة والاستقلالية لم تثنه المغريات أو تخفه الأعاصير عن مواجهة الأخطار التي تحيق بأبناء جلدته في هذه الأيام الصعبة التي تمر بها الأمة اليمنية.
وقد سعى في ذلك من خلال إبداعه وفكره ودوره الهام في نشر الوعي بين طبقات المجتمع المختلفة، وتصدره للمشهد الثقافي التنويري بمستقبل الأمة وتبنيه قضاياها والعمل على الحشد من أجل نصرتها وعزتها وكرامتها.
إن العدد الكبير من الأنشطة الثقافية المتنوعة التي تتزايد يوماً بعد آخر تدل على أن هناك مواجهة ومناهضة حقيقية وفاعلة للعدوان، فالأديب والمبدع والمثقف لم يغب يوماً عن قلب الحدث، دائماً ما يعبر عن مواقفه الرافضة والمستنكرة لكل جريمة ترتكب في حق أبناء الشعب، فضلاً عن السعي في تشكيل وعي المجموع وتوحيد الصف، في ظل واقع مضطرب نحو تنمية مشاعر الولاء والانتماء للوطن، من خلال العديد من المساهمات المتمثلة في جملة من الكتابات المتنوعة، وتكثيف الأنشطة والإصدارات التي تؤكد استمرار المواجهة والتفاعل مع القضايا الوطنية العامة بوعي حقيقي.
إن كل ما يقوم به المثقف والمبدع أثناء الأزمات التي تمر بها بلده يأتي في سياق أشكال المقاومة الثقافية، وهي بتعدد أنواعها تهدف كما ينبغي أن تكون عليه إلى السلام والترويج له، والمبدع له دور أساسي في الترويج لذلك السلام والحوار بين أبناء وطنه أولاً وقبل كل شيء، لأن المبدع يرفض الحروب بكل أنواعها وليس له سلاح يحمله لأنه يفهم أن السلام والدعوة إليه دليل على الرقي والتحضر، حتى لو فهم الآخرون أن موقفه مشبوه لكن الغاية النبيلة لا تعمى على ذوي البصيرة.
نفس الموقف هذا سيتخذه المثقف الحقيقي حين يمارس وطنه فعل العدوان على أي بلد آخر مهما كانت أسبابه بمعنى أوضح يصبح المبدع في كل الأحوال العين التي تطل على العالم من فوق لا ينتمي إلاّ إلى السلام والمحبة والإنسان ويدعو إلى كل ذلك دائماً.
ولا شك أن الأدباء والمثقفين والمبدعين خلال ستة أعوام قد لعبوا دوراً بارزاً في مواجهة العدوان الهمجي الغاشم سواء من خلال القصائد الشعرية الوطنية الفصحى أو العامية أو الشعبية أو من خلال الزوامل التي لعبت أيضاً دوراً كبيراً في شحذ الهمم وتحفيز أبطال الجيش واللجان الشعبية والمواطنين على الصمود ومجابهة العدوان.
لقد أشهر الأدباء والمثقفون أقلامهم ضد العدوان، حتى أصبح شعارهم “القلم الذي لا يقارع العدوان عار على الكتابة”، فالمثقف أول الأنساق التي يجب أن يكون لها موقف من العدوان.. موقف تجريمي.. موقف إدانة.. موقف يدعم وجوده كواحد من أبناء المجتمع الذي يتعرض لأبشع عدوان عرفه التاريخ.. ذلك الوجود الذي يختزل بقية الشرائح والفئات البشرية.. فهو من يعبر عنهم حيال قضايا الظلم والتعسف والعنجهية كما هي قضية العدوان على بلادنا ومن هنا يظل إبراز دور المثقف الواضح بمثابة دفعة حقيقية للعوام الذين يعانون من ارتباك وربما عدم وعي بخطورة العدوان، ويضحون ضحية لتلك الأبواق الساقطة التي تخلط بين المفاهيم وتضع أطار تبريري للعدوان.
ويبرز دور المثقف في التصدي لهؤلاء المطعونين في انتمائهم وهم يسعون لتضليل العامة من أبناء اليمن.. وهم في حقيقة الأمر مؤيدون لهذا الاعتداء الغاشم وهذا الظلم الفاجر.. فعلى المثقف حماية الناس وأبناء المجتمع من أضرار ودناسة مروجي التبريرات التي تحدثنا عنها وصد هذه الحملات المظللة والبقاء على الدوام في متارس فضح العدوان وأزلامه في كل الصيغ والأشكال. |
|
|