طالب الحسني
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
طالب الحسني
حول تفكيك دعاية “السلاح الإيراني المُهرَّب إلى اليمن”
أمريكا تحَرّك أيزن هاور إلى البحرَين العربي والأحمر.. هل تحمي السفنَ الإسرائيلية أم تزيدُ الوضعَ سُوءًا؟
القبولُ بنتائج الحرب.. عُقدةُ المفاوضات السعوديّة اليمنية
اليمن والسعودية.. احتواء المخاوف.. اجواء ايجابية دون خطوات ايجابية
خُذُوها من قائد اليمن: ما بعدُ “لن نسكتَ”
انهيار عدن.. الحصاد المر لاستراتيجية العدوان
دولة حضرموت.. فيدرالية ام استقلال؟
مخيمات النازحين في مارب.. من الاستخدام السياسي إلى المأساة
ازدواج أوروبي في التعامل مع الوحدة اليمنية ومشروع الانفصالات
التدخّل الخارجي.. يُهدّد وحدة اليمن أم يُقوّي شوكة صنعاء؟

بحث

  
الجنوب اليمني “بغينا” الحوثي: انعدام الخدمات وصراع سعودي إماراتي يحرك الشارع
بقلم/ طالب الحسني
نشر منذ: سنتين و 6 أشهر و 8 أيام
السبت 18 سبتمبر-أيلول 2021 09:26 م


كتبت عن الجنوب اليمني خلال السنوات الماضية ما يقارب 50 مقالا معظمها نشرت في هذه الصحيفة رأي اليوم ، العنصر المشترك الذي كنت أضطر للاشارة إليه في كل مرة ، هو الوضع الاقتصادي المتردي وانعدام الخدمات وسقوط الادارات في المحافظات الجنوبية اليمنية التي دخلها التحالف السعودي الامريكي وصولا إلى الصراع العسكري المسلح بين الإخوان ” المسلمين ” والانتقالي المدعوم اماراتيا خلال السنوات الـ 4 الماضية .

نحن الآن أمام حالة جديدة جاءت من تراكمات الفشل الاقتصادي والإداري والسياسي والانهيار المعيشي الذي سقطت فيه المحافظات الجنوبية اليمنية بعد أن انعدمت الخدمات بشكل شبه كلي وهي نتيجة طبيعية وحتمية بسبب غياب الدولة ، اذ من الصعب والقفز على الواقع القول بوجود حتى شبه دولة في كل هذه المحافظات ، الموجود هي مجموعة من الموظفين المحسوب على هذا الطرف أو ذلك في بعض المؤسسات .

الاحتجاجات التي تشهدها المدن الجنوبية من عدن وصولا إلى جزيرة سقطرى وترفع شعارات من بينها ، ” بغينا ” الحوثي ، ما ” بغينا ” التحالف ، بمعنى نريد الحوثي يأتي إلى محافظاتنا لإدارتها لم نعد نريد التحالف ، هي بمثابة ثورة ، نعم ، قد تغيب مؤقتا نتيجة كثيرا من المعطيات من بينها أنها ضمن دوائر كثيرة من المحتجين والتظاهرات والتوجهات ، وسط صراع سعودي إماراتي يستخدم الشارع وسيتم السيطرة عليها رغم اتساع رقعتها خلال الأيام الماضية ، لكنها هذه الثورة ستعود في المستقبل القريب بشعار ” بغينا ” الحوثي وستكون أكثر اتساعا ، والسبب بسيط جدا ، أنه ليس هناك أي مؤشرات لنجاح السعودية او الامارات ، معا أو منفردتان الخروج من الأزمة والوصول إلى تسوية بين ضدين متصارعين بالضرورة ، الانتقالي المدعوم من الإمارات ويتبنى فكرة الانفصال وفك الارتباط عن الشمال اليمني ، والإصلاح (اخوان ) ومجموعة هادي المحسوبين على السعودية الذين يريدون التمكن من الوجود في هذه المحافظات والاستمرار في معركة خاسرة مع العاصمة صنعاء ، وبالتالي بقاء الازمة الاقتصادية والمعيشية والادارية والسياسية وبقاء أسبابها .

اذا عدنا إلى التظاهرات التي تشهدها المدن الجنوبية بسبب انعدام الخدمات وانهيار المعيشية ووصول قيمة الدولار الواحد إلى ألف ومئة ريال بالعملة المحلية ، فإننا سنرى بوضوح أنه ليس هناك من بيده إعلان حلول للازمة الاقتصادية وامتصاص غضب الشارع ، بل ما ظهر هي بوادر صراع أكبر حتى باستخدام الشارع ، هذا مستوى جديد من الاشتباك بين الانتقالي والاخوان ، وكلا الطرفان يستخدمان الشارع ، فالمتظاهرون في عدن يهاجمون مقرات الانتقالي والمتظاهرون في مدن حضرموت يهاجمون مقرات الاخوان ، وهذا لا ينفي ان المشاركين في التظاهرات بشكل عام وفي كل المدن أغلبهم لا علاقة لهم بالصراع ، واستجابوا للشارع للمطالبة بتوفير الخدمات وانتشالهم من الازمة الاقتصادية المتفاقمة .

هذا الشكل الثلاثي في الأزمة ووجود متظاهرين يحرقون مقرات الانتقالي في مناطق سيطرته كعدن وسقطرى ، ووجود متظاهرين يهاجمون مقرات الاخوان في مناطق سيطرتهم مثلما حصل في شبوة وحضرموت ، ووجود متظاهرين ليس لهم أي علاقة بهذا الصراع وشعاراتهم اسقاط الجميع ، سيؤدي بالضرورة إلى أمرين :

الاول .. لن تحقق هذه التظاهرات نتائج ولن تسقط أحد من الاطراف

الثاني .. لن يستجيب لها أي طرف وبالتالي لا تغييرات في الازمة الاقتصادية والمعيشية .

خطاب عيدروس الزبيدي الذي يقود الانتقالي وإعلانه حالة الطوارئ ، علما انه ليس هناك أي قانون دستوري يخوله بإعلان حالة الطوارئ ، وهو من حق رئيس الجمهورية ، ( لا وجود لرئيس جمهورية ولا سلطة في هذه المناطق والمحافظات ) لن يؤدي إلى أي نتيجة ولن تطبق حالة الطوارئ وهو أيضا لا يسيطر على كامل المحافظات ، وهو من زاوية اخرى خطأ فادح يرتكبه الانتقالي لأنه وضع نفسه في وجه التظاهرات وكأنه المعني بتوفير الخدمات وإنهاء الازمة المعيشية ، فهل سيعلن حكومة ؟! ان فعل ذلك وهذا أمر مستبعد ، ولكن في حالة أعلن فسيكون قد أدخل الازمة والمحافظات إلى نفق مجهول ونسف التسوية الهشة القائمة على اتفاق الرياض وتجهز لعودة النزاع العسكري في مناطق التماس بين محافظتي أبين وشبوة الجنوبية .

ليس هناك أي ” ذكاء ” في مهاجمة الزبيدي في خطابه أيضا ” للحوثيين ” واعتبار التظاهرات ” غزو ” كما يقول للجنوب ، اذ أن التظاهرات وخروج الشارع يأتي في المحصلة النهائية جراء الانهيار الاقتصادي والمعيشي وإذا كان قد تم تحريكها من العاصمة صنعاء فهذا سيكون انتصار جديد لهم ، خاصة ان السائد الآن أن حكومة العاصمة صنعاء نجحت اقتصاديا وحافظت على قيمة العملة المحلية عند 600 ريال مقابل الدولار بينما قيمة الدولار في عدن تخطت حاجز الـ 1000ريال ، على الرغم من أن حكومة العاصمة صنعاء تواجه حصارا خانقا وحربا اقتصادية شديدة التعقيد وليس لديها موارد ، وهذه احدى المفارقات وعلى خلفية هذا ونجاح العاصمة صنعاء التي يقودها أنصار الله الحوثيين والحلفاء السياسيين والقبليين معهم ، العسكري والسياسي والإداري ، تردد شعار ” بغينا ” الحوثي ، ما بغينا التحالف ، وهو شعار سيتكرر في المستقبل بثورة أوسع .

* نقلا عن : رأي اليوم

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد محسن الجوهري
دروس العاشر من رمضان تؤسس لنقلة نوعية في واقع الأمَّة
محمد محسن الجوهري
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طه العامري
حكاية صمود وطن وشعب..!!
طه العامري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
دينا الرميمة
تراتيلُ النصر والصمود.. على عتبات عام عاشر
دينا الرميمة
مقالات ضدّ العدوان
علي الدرواني
الحادي والعشرون من سبتمبر.. إنقاذ حاضر ومستقبل اليمن
علي الدرواني
عبدالملك سام
خيانة «ماب»
عبدالملك سام
د.أشرف الكبسي
مخاطر لقب!
د.أشرف الكبسي
عبدالرحمن مراد
صناعة ملامح المستقبل في اليمن
عبدالرحمن مراد
عبدالفتاح علي البنوس
لا للاحتلال والوصاية
عبدالفتاح علي البنوس
عدنان باوزير
احتجاجات المحافظات الجنوبية.. صراع الأدوات القديمة أم أدوات جديدة للصراع؟
عدنان باوزير
المزيد