عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
سيناريو الشرق الجديد
عن عملية الوعد الصادق الإيرانية.. “رؤية”
الحدث وأثره في صناعة الحياة
خاطرة بين يدي العيد
فشلُ التحالف في تطويع اليمن
جدلية الصراع بين المسلمين واليهود
الصراعُ بين اليهودية والإسلام
العام العاشر من الصمود
التفاعل مع المستوى الحضاري
اليمنُ والحضورُ الفاعل

بحث

  
التأمل والتدبر وصناعة الغد
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: سنتين و 6 أشهر و 18 يوماً
الثلاثاء 05 أكتوبر-تشرين الأول 2021 07:13 م


نحن ندرك اليوم أن العالم أصبح قرية صغيرة لا بُـدَّ أن نتلقى أفكاراً ونعطي أفكاراً؛ لأَنَّ من يعرف يحب المعرفة في غيره، والمهم حسن الاختيار، وبعد حسن الاختيار حسن الاستخدام، والمهم أن نكتشف على ضوء الفكر مكامن قوتنا ومواطن ضعفنا، وبمعرفتنا نفوسنا نعرف من أين نبدأ؟ وكيف؟ فالواقع يتحَرّك من حولنا ومن تحتنا، ولا نقدر على تسييره إلا بالفكر المثقف والاستزادة من التثقف والتفكير؛ لأَنَّ الواقع لا يبدو في أحلامنا وإنما يتحَرّك من خارجنا ويمتد منه إلينا.

ولعل الواقع أخصب مادة للفكر؛ لأَنَّ للفكر موارد كما له منابع، وَليست المعرفة الفكرية مقصورة على الكتب ومناهج الدراسة وإنما كُـلّ قضية وكل شيء يعطي فكرةً ويلهم رأياً، وقديماً كانت العرب لا تصدر عن أصحاب الحكمة والتجربة والرأي.

ومن يحب معرفة نفسه يعرفها من تجارب غيره ومن وقائع تجربته، فوراءنا طريق طويل من التجارب، فإذا كان الماضي من العصر قد هجم علينا قبل الاستعداد له، فَـإنَّ علينا أن نواجه الحاضر بنفس روح العصر وآلاته، فطول احتماءنا بالماضي أَو حفاظنا على الحاضر لا يدفعان عنا هجوم الغد، ولكي لا يهاجمنا الغد كالأمس علينا أن نهاجم الغد من أوسع أبوابه؛ لأَنَّ أمسنا من صنع غيرنا أما الغد فهو من صنعنا أَو صنع حاضرنا.

وتحَرّك الجماهير دليل على رفضها للواقع ورغبتها في الأفضل الذي يحظى فيه الإنسان اليمني بإنسانيته ليعيش الحياة لا ليكابدها، واليوم وقد رفضت الجماهير واقعاً وحل محله واقع أجدّ نسبيا، فمن الممكن إبداله بواقع أكثر جدة، وأكثر نظافة وأكثر إمْكَانا لتجديد كُـلّ واقع، فالسلطة مدينة بوجودها للمواطن العادي الذي ينكر كُـلّ سلطة سيئة، ويبحث عن سلطة أفضل؛ لأَنَّ كُـلّ زعامة سياسية أَو قيادة عسكرية لا بُـدَّ أن تكونَ وليدة ظروف، لكن هذه الظروف من خلق المواطنين العاديين لكثرتهم وحرارة تجاربهم مع محترق السياسة، والتاريخ يتحدث أن الذين ترفعهم أحداث تسقطهم أحداث، والذين تخلقهم فرص تعدمهم فرص أُخرى، والوسيلة الوحيدة لبقاء أية زعامة هو النزول عند رأي الشعب مفجر الأحداث وصانع الحدث كما دلت الأحداث والوقائع.

وطالما وقد تحمل أنصار الله مسؤولية القيادة والريادة في هذه المرحلة فلا بد لهم من التجدّد والأخذ بمبدأ المبادرة وصفات الرائد والقائد، ليقودوا شبعهم بكل دراية ووعي واقتدار إلى مرحلة التعامل مع التغيرات.. أية مرحلة الانتقال من عقلية عصر الصناعة إلى عقلية عصر المعلومات، والفرق بينهما أنه في عصر الصناعة كان يتم الحصول على المعلومات كلما كانت هناك حاجة إليها في حين تتواجد المعلومات في عصر المعلومات بشكل دائم وهي تدور في حيز التشغيل، وكما كان الحال في عصر الصناعة يتصرف القادة فيه وكأنهم أصحاب القرار، ولا بُـدَّ من إدراك الحقيقة التي نحن عليها أن هذا المبدأ قد تغير بتغير الأحوال والمستويات الحضارية والمعرفية، إذ فقدَ القادة في عصر التكنولوجيا خاصية صنع القرار بل أصبحت مهامهم أكثر يسراً وأكثر تفاعلاً مع الحدث من خلال العمل على تشغيل المعلومات المتوفرة، وهذا هو الحال الذي نحن عليه في عصر التكنولوجيا ولا بُـدَّ من الوعي به، والاشتغال على الخطط الاستراتيجية التي تصنع المستقبل وليس انتظار المستقبل حتى يأتي، والاشتغال على الخطط لا يمكن أن يكون عفو الخاطر بل برؤى وأفكار قادرة على التحَرّك والتفاعل مع واقعها من خلال بنية تنظيمية وبنية توجيهية وبنية رقابية، ترصد الحالات المنحرفة لتعمل على تعديلها حتى تتسق مع البناءات المختلفة.

فاحتفالنا بالثورة لا يعني الثبات بل يعني أن ثورتنا مُستمرّة -كما قال قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي- واستمرار الثورة لا يعني الحصول على الاستقلال والحرية والسيادة فقط بل يعني التجدد والتفاعل وإحداث متغير حقيقي في حياة المجتمع لا يشبه ما كان في سالف الأيّام بل يبدع ما سوف يكون في قابل أيامنا من خلال الصناعة والوعي وتجديد المفاهيم وإعادة تعريف مفاهيم الوطن والهُــوِيَّة والحرية والاستقلال والسيادة بعد أن فسد هذا المفهوم وتبدل بفعل الخطاب الإعلامي المكثّـف للخونة ومرتزِقة العدوان.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
معركة «صامتة» في المحيط الهندي: صنعاء تتعقّب سفن الكيان
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طه العامري
مرة أخرى عن العرب و"فوبيا إيران"..!
طه العامري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
هاشم الأهنومي
الدورات الصيفية وفرحة الأشبال…!
هاشم الأهنومي
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
معادلة السلام في اليمن
عبدالفتاح علي البنوس
يحيى المحطوري
المولدُ النبوي.. دوافعُ الاحتفال وأسبابُ الفرحة
يحيى المحطوري
عدنان الجنيد
الاحتفال بالمولد ليس من البدع بل هو حقيقة التقوى والورع
عدنان الجنيد
عبدالعزيز البغدادي
بأي منطق تبقى جرائم العدوان المستمر موضوعاً للتفاوض؟!
عبدالعزيز البغدادي
محمد أمين الحميري
قبائلُ مأرب والانحيازُ للموقف الصحيح
محمد أمين الحميري
عدنان الجنيد
دعوة للتهيؤ والاستعداد لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف
عدنان الجنيد
المزيد