مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط
مسألة وقت
مشروع الإعلاميين الجدد
العميد الكبير

بحث

  
عدم الغرور بالقوة المادية
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و 3 أشهر و 17 يوماً
السبت 01 يناير-كانون الثاني 2022 07:14 م


عندما يقوم الواحد منا بقراءة الآيات القرآنية التي تتضمن نصوصها الحديث عن حركة الاتباع للرسل والأنبياء عليهم السلام، يصل إلى قناعة تامة بأن الباطل يستحيل عليه هزيمة الحق مهما كان لدى ذلك الباطل من عوامل تجعله أكثر تفوقاً على أهل الحق من حيث القوة المادية في العديد والعتاد، وإنما تحصل الهزيمة ويحدث التراجع والانكفاء في الواقع أمام تحركات الكفر والبغي من قبل الرساليين كنتيجة طبيعية لانصرافهم عن المشروع الإلهي إلى الأهواء النفسية فتستيقظ المطامع وتظهر الأنانية وتسود، وتستعر نار الشهوة وتتحرك بواعث الغريزة، وهكذا يكون السقوط أولاً من الداخل ليصبح السقوط الثاني في واقع الحياة صورة معبرة عن التركيبة الداخلية للذات وكاشفة لمكنوناتها، فالتغيير نحو السلب أو الإيجاب يبدأ من الأنفس، وما يخرج إلى الواقع هو فقط الأثر المعبر عن قيمة أو مبدأ فقط لا غير.
وقد تمر أي حركة رسالية بالكثير من المنعطفات وتشهد الكثير من المصاعب والآلام، وتخرج من كل ذلك أكثر تماسكاً وأعظم إيماناً، لكن ما إن يتحقق لها التقدم والنجاح حتى تبدأ مرحلة الاطمئنان إلى ما تم تحقيقه من أهداف، ويبدأ الاعتداد بالقوة المادية يفرض نفسه كإحساس ومشاعر وإيحاءات لدى تلك الطليعة كمقدمة لتكوين قناعات وأفكار مخالفة لما قام عليه تحرك هؤلاء الرساليين في زمن الاستضعاف والغربة، إذ كان مصدر قوتهم وملاذهم ومحل اطمئنانهم هو الله، الذي سرعان ما ابتعدوا عنه وراهنوا على قوتهم التي تتكون من عدة عوامل أبرزها النفوذ والسلطة وامتلاك المال وتوسع القاعدة الجماهيرية، فتحل هذه العوامل في النفوس كبديل عن الله، ليتم بموجبها تغيير الخطاب بالكلية، إذ لم يعد الحديث عن العدل والصدق والنزاهة وغيرها من القيم الإيمانية حاضراً إلا بما يتوافق وتوجهات السلطة التي باتت تركن إلى المدح والثناء وتراهن على المكانة التي وصلت إليها، فتكثر بذلك الأخطاء وتتسع دائرة السلبيات وينشط الفساد من جديد.
وهكذا تفرغ الحركة من مضامينها القيمية ومبادئها الإيمانية والرسالية ولا يتم الحديث عنها إلا من باب المزايدة والاستهلاك الفارغ، كما أن إثارة مثل هكذا حديث لا يعني أننا ننشد المثالية والطوباوية المطلقة الخالية من الأخطاء والتجاوزات والسليمة من العيوب، ولكننا نهدف إلى ألا تصبح الماديات هي المقياس لتفوقنا والحاكم لنظرتنا، لكون ذلك سيجعلنا نتعامل مع كل ما يخالف التعاليم الرسالية كثقافة نتداولها ونسعى لتعميمها وحمايتها فتصبح هي الثقافة المهيمنة على الواقع، وهكذا يصبح الخطأ مقبولاً والفساد مرحباً به دون أن يكون لدينا أدنى رغبة في معالجة ذلك الخطأ ومحاربة الجهة التي ينبعث منها الفساد.
* نقلا عن : لا ميديا
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد حسن زيد
رد إيران.. هل كان قويا أو ضعيفا؟
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالفتاح علي البنوس
سلاح المقاطعة والوعي المجتمعي
عبدالفتاح علي البنوس
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد محسن الجوهري
هل خسرت السعوديةُ مكانتَها الإقليمية لصالح إيران؟!
محمد محسن الجوهري
مقالات ضدّ العدوان
محمد محمد السادة
أوراق صنعاء الرابحة لإنهاء عدوان تحالف الرياض
محمد محمد السادة
عبدالرحمن الأهنومي
تصعيد عدواني محكوم بالفشل.. قطعان الارتزاق في محارق الموت والبروباغندا لا تمنح الخائبين نصراً
عبدالرحمن الأهنومي
عبدالباري عطوان
لماذا كان اغتيال سليماني خسارةً كُبرى يَصعُبُ تعويضها؟
عبدالباري عطوان
د.سامي عطا
الكذب الإخوانجي كامل الدسم!!
د.سامي عطا
يحيى صلاح الدين
الشهداء أكثر الناس إحساناً
يحيى صلاح الدين
د.عبدالعزيز بن حبتور
المُثقَّف البدر بامحرز الذي افتقدنا سناه في ليلٍ يمانيٍ حالك السواد
د.عبدالعزيز بن حبتور
المزيد