عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
سيناريو الشرق الجديد
عن عملية الوعد الصادق الإيرانية.. “رؤية”
الحدث وأثره في صناعة الحياة
خاطرة بين يدي العيد
فشلُ التحالف في تطويع اليمن
جدلية الصراع بين المسلمين واليهود
الصراعُ بين اليهودية والإسلام
العام العاشر من الصمود
التفاعل مع المستوى الحضاري
اليمنُ والحضورُ الفاعل

بحث

  
السقوط المدوي للمرتزقة
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: سنتين و شهرين و 3 أيام
الجمعة 18 فبراير-شباط 2022 07:17 م


أعلن ناطق الجيش واللجان الشعبية – خلال سوالف الأيام – عن استهداف منشأة عسكرية في مطار أبها، فسارع مرتزقة العدوان – وعلى رأسهم رئيس حكومتهم إلى للتقرب إلى الرياض من خلال حساباتهم الرسمية على منصات التواصل، يدينون العملية العسكرية على أبها ويرونها عملا إرهابيا مدانا في كل القوانين والأعراف الدولية، فرشوا خدودهم لنعال البغاة والطغاة الذين غزوا أرضهم وبلادهم وعاثوا فيها فسادا في تعبير غير مسبوق في كل حقب التاريخ القديم والمعاصر، إذ لم يشهد التاريخ مثل هذا الحال الذي عليه في كل حقبه وأحداثه .
ما حدث خلال زمن العدوان على اليمن لم يكن له مثيل مطلقا، رئيس دولة يظل في عاصمة دولة تغزو بلاده فيبارك فعلها، وحكومة تتوزعها العواصم والبارات لا تحسن سوى التقاسم وتكديس الأموال وصرف المستحقات بالعملة الصعبة، وهي تدعي السيطرة على 70 % من الجغرافيا الوطنية لكنها عاجزة عن القيام بمهامها الوظيفية من تلك الجغرافيا، بل بالأصح لا تستطيع المكوث إلا إذا توفرت لها حماية من دول العدوان الذين يبسطون نفوذهم على الأرض ويتحكمون بمقدراتها.. ومن الغرائب أن يخرج رئيسها منددا وشاجبا ومدينا أي عمل وطني يهدف للتحرر ورفض الوصاية في ظاهرة ينكرها المنطق السليم، وتنكرها القيم والمبادئ، وينكرها الفكر السياسي القديم والمعاصر، وتنكرها – قبل ذاك وذا – الفطرة السليمة والدين القويم .
نحن اليوم أمام ظاهرة سياسية جديدة التعامل معها يتطلب نقدا مكثفا حتى لا تتكرر وتجدف ضد تيار القيم والمبادئ والفطرة لأنها ستترك أثرا مدمرا على المستقبل وعلى الحياة وعلى التصورات الذهنية، فالذي حدث خلال العقد الماضي كان تدميرا وفوضى غير مبررة، حين سقطت الآيديولوجيا سقط النظام العام والطبيعي، فالربيع لم يكن ربيعا بل كان حالة تدمير، هدف المستعمر من خلالها إلى تعويم المصطلحات وبالتالي الوصول إلى مرحلة التيه والضياع التي تشكل بيئة مناسبة تساعده على تحقيق مآربه وأطماعه في السيطرة على مصادر الطاقة والمنافذ وطرق الملاحة الدولية، فالعدو الجديد يرى أن السيطرة على مصادر الطاقة يجعل الحكومات خاضعة، والسيطرة على المنافذ البحرية وطرق الملاحة وعلى الغذاء يجعل الشعوب خاضعة وقابلة لوجوده، لذلك يكثف نشاطه في هذا الاتجاه حتى لا يبقي ضميرا حيا، ولا صوتا مقاوما، ورصاصة قادرة على مقارعته، ويبدو أن هذه السياسة فشلت في اليمن، فهو يحاصر اليمن في الغذاء والدواء ويعمّق من الأزمات الاقتصادية، ويتحكم في مصادر الطاقة، ويشدّد في إغلاق الموانئ والمطارات، أملا في الخضوع لكن ظل اليمن على مدى سبع سنوات صامدا مقاوما قادرا على المقاومة، وكلما زاد صلفا وجبنا زاد الشعب اليمني صمودا ومقاومة حتى كاد أن يجن، نلمس ذلك من خلال التصعيد الأخير الذي لم يستثن طفلا ولا بيتا ولا عجوزا طاعنة في السن ولا سوقا أو حيا، فالجنون الأخير للطيران لم يكن إلا تعبيرا عن فشل مريع وقاتل للكبرياء، في مقابل التريث والصبر والضربات الموجعة التي نفذها رجال الله، سواء كان ذلك في الجبهات أم في العمق السعودي والإماراتي، فقد ظهر الجيش واللجان الشعبية كقوة قاهرة وغير قابلة للتدجين تمارس عملياتها العسكرية في روية القادر والواثق والمنتصر .
تغيرت المعادلة في المنطقة العربية برمتها وكان ظلالها واضحا في عملية سيف القدس في فلسطين، وظهر أثرها السياسي في لبنان وسوريا، وترك الأثر حالة من الهستيريا والقلق على الكيان الصهيوني وقد عبر عن ذلك معظم المفكرين والمحللين السياسيين الصهاينة بل وقادة الكيان الصهيوني من العسكريين والسياسيين، كما أن الأثر المترتب على الصمود اليمني ترك أثرا إيجابيا على ملف التفاوض الإيراني النووي، إذ أصبحت ايران تفاوض اليوم من موقع القوة لا الضعف كما كان الحال عليه في اتفاق لوزان عام 2015م، الذي سارع الأمريكان إلى التنصل منه كي يعيدوه إلى مربع الصفر بغباء من ترامب ورب ضارة – كما يقال – نافعة، فاتفاق لوزان كان مجحفا لكن إيران قبلته وبعدما خرجت أمريكا منه عام 2018م، وعاد إلى طاولة الحوار في عهد بايدن فرضت إيران خارطة طريق أوسع من ذي قبل إلى درجة إعلان أمريكا عن طريق خارجيتها إمكانية الوصول إلى اتفاق مع ايران بشأن برنامجها النووي، فالمعادلة تغيرت لصالح قوة جديدة بدأت تفرض وجودا مؤثرا على المسار العام الدولي والإقليمي.
وبالرغم من هذا التبدل في المعادلة الدولية، نجد تيار المرتزقة اليمنيين في سكرتهم يعمهون، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، فصحوة الضمير لم توقظهم من سباتهم، بل نراهم يزدادون تماديا وغيا، في مقابل تناقصهم وخروجهم من المعادلة العسكرية والسياسية الوطنية، فهم يفرحون بالصغائر اليوم ويرونها من الكبائر، وفي ذلك ترد قيمي وأخلاقي كبير لم يسبقهم إليه أحد من العالمين .

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
معركة «صامتة» في المحيط الهندي: صنعاء تتعقّب سفن الكيان
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طه العامري
مرة أخرى عن العرب و"فوبيا إيران"..!
طه العامري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
هاشم الأهنومي
الدورات الصيفية وفرحة الأشبال…!
هاشم الأهنومي
مقالات ضدّ العدوان
بسام أبو شريف
من صواريخ روسيا الأسرع من الصوت إلى صواريخ محور المقاومة الأكثر دقة
بسام أبو شريف
مجاهد الصريمي
سبيل الله والانتهازيون
مجاهد الصريمي
عبدالملك سام
تاريخنا وتاريخهم!!
عبدالملك سام
صلاح الشامي
نحن من ندفع ثمن صواريخ العدوان
صلاح الشامي
محمد صالح حاتم
الإمارات الشيطان الأصغر في المنطقة من يحميها من شر أفعالها؟
محمد صالح حاتم
إكرام المحاقري
عدوان واستقلال.. اليمن إلى أين؟!
إكرام المحاقري
المزيد