عبدالمجيد التركي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالمجيد التركي
عن الشعر الحميني
شياطين رمضان
شهر مبارك
غراب قابيل
هذا هو الخزي المبين
اليمن الشامخ منذ الأزل
اليمن.. عود الثقاب الأخير في ليل العرب
أمهات غزة..
اليمن يواجه منفرداً
«ويثبّت أقدامكم»

بحث

  
صنعاء.. أم الدنيا
بقلم/ عبدالمجيد التركي
نشر منذ: سنة و 10 أشهر و 13 يوماً
الإثنين 06 يونيو-حزيران 2022 12:52 ص


تداول بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي (اليمنيين) صورة جوية لصنعاء، ليمارسوا على صنعاء تنمُّرهم بهذه الصورة البعيدة المتعالية، بقولهم إنها تبدو عشوائية، وكمقبرة، ومدينة غير مخططة. وهي نظرة لجزء من الصورة التي لو تم تقريبها لبدت مختلفة. فأن تسير في شوارعها وأزقتها، ستراها غير ما يراها مسافر من الجو منبهر بسواها.
يذهب أرنولد تويني في نظريته "التحدي والاستجابة" إلى أنه "ليس صحيحاً أن البيئة السهلة هي التي تنبثق منها الحضارة، فالظروف الصعبة لا السهلة هي التي تستحث الإنسان على التحضر، بل إن رغد العيش حائل دون قيام الحضارة، فالشدائد وحدها هي التي تستثير الهمم".
سيزول الاستغراب حين نعرف أن الكثير من هؤلاء المتنمرين مقيمون في الرياض وتركيا والقاهرة.
حتى ولو لم تكن صنعاء جميلة كبعض العواصم، لكنها تظل أمنا، ولا أحد يتأفف من أمه لأنها غير جميلة. وبالنسبة لي فقد سافرتُ كثيراً ولم تستطع أي مدينة أن تغريني في العيش فيها أكثر من أسبوع، ولم أر مدينة أجمل من صنعاء، ولن أعيش في سواها ما حييت.
هي أم الدنيا فعلاً، وليس مجازاً، فهي أول مدينة تبنى بعد طوفان نوح.
صنعاء مدينةٌ رابضةٌ في قلبِ التاريخ، ومضيئةٌ في صفحاتِ الجغرافيا.. إنها سيدةُ المدائن، وجوهرةُ الخريطة.
حين تتجوَّل في حاراتها العتيقة تكادُ تسمعُ تسابيحَ الأجدادِ محفوظةً في ذاكرةِ الآجُر، وتكادُ ترى التاريخَ يمدُّ يدَه من النوافذِ والجدرانِ ليصافحك.
من مناظرها ومفارجها ترى التاريخَ مسنداً ظهرَه على سورِها ينسجُ حكايةً طويلة، قوامُها الإنسانيةُ والمحبة والترابط الذي يجعل البيوتَ كلها تبدو بيتاً واحداً، والمدينةَ كلَّها تبدو كأنها أسرةٌ واحدة.
لصنعاءَ سبعةُ أبواب، وللجنةِ أيضاً سبعةُ أبواب.. كلُّ بابٍ يوصلُكَ إلى دهشةٍ لم تكن تتوقعها، كأنكَ عبرتَ آلةَ الزمن ودخلتَ التاريخَ من كلِّ أبوابه.
لستَ مضطراً لتغييرِ لهجتكَ حين تدخل من أحدِ أبوابها، فصنعاءُ هي المدينةُ التي لا تسألكَ من أين أنت، أو من أين جئت.. فقد عرفَتْ هذه المدينةُ التعايشَ منذ آلافِ السنين كواحدٍ من مبادئها.
سورُ صنعاءَ القديمة، يبدو كأنَّ التاريخَ خطَّه بإصبعه ليحصرَ الحضارةَ كلَّها بداخلِ هذا السور، فقد كانت صنعاءُ حاضرةً ومتحضِّرة.. في حين كانت بقيةُ الحضاراتِ مجردَ فكرةٍ في خاطرِ الغيب.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد حسن زيد
رد إيران.. هل كان قويا أو ضعيفا؟
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالعزيز الحزي
الرد الإيراني على الكيان الصهيوني.. تغيير موازين القوى لصالح محور المقاومة
عبدالعزيز الحزي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالعزيز البغدادي
ثقافة السلام.. حاجة أم ضرورة؟
عبدالعزيز البغدادي
مقالات ضدّ العدوان
عبدالرحمن العابد
سكوت يوازي الجريمة
عبدالرحمن العابد
حمدي دوبلة
بايدن بين حليب البقرة و”ضفعاتها”
حمدي دوبلة
مجاهد الصريمي
الولاء للمشروع أم للمسؤول؟
مجاهد الصريمي
عبدالفتاح علي البنوس
الصرخة .. هتاف الأحرار
عبدالفتاح علي البنوس
مجاهد الصريمي
توطين العجز
مجاهد الصريمي
د.سامي عطا
أكاذيب لا تنطلي على أحد
د.سامي عطا
المزيد