عبدالفتاح حيدرة
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالفتاح حيدرة
انحياز وتأييد شعبي يمني لمشروع سنن الله في التغيير..
“جريمة” رداع.. قراءة متأنّية
من وعي وقيم ومشروع كلمة السيد القائد حول آخر المستجدات في فلسطين 11 رمضان 1445
من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية " المحاضرة 10" 1445
من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية "المحاضرة6"1445
من وعي وقيم ومشروع كلمة السيد القائد حول آخر المستجدات في فلسطين 14 مارس 2024م
التقوى مدخل النعيم الأبدي
من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية "المحاضرة 2"
اليمن تواجه كافة التحالفات الصهيونية في البحر الأحمر
القيادة ووعي الجماهير

بحث

  
المولد النبوي الشريف.. فرصة للتأمل والمراجعة
بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 10 أيام
الأحد 09 أكتوبر-تشرين الأول 2022 02:07 ص



إن ذكرى المولد النبوي الشريف ليست مجرد مناسبة لمولد الرسول الأعظم فحسب، بل إنها ذكرى مولد أمة؛ فبولادته عليه وعلى آله الصلاة والسلام ولدت أمة من جديد لتقود العالم وتنشر الفضيلة والعدل والسلام وتحارب الظلم والطغيان، أمة لا تفرق ولا تظلم ولا تضطهد، وما هي إلا عقود قليلة من ولادة المصطفى حتى ارتفعت راية «لا إله إلا الله» في أرجاء الجزيرة العربية وفوق بلاد فارس وعلى تخوم الروم وفي شمال أفريقيا، ودخل الناس في الدين الإنساني الجديد الذي رفع شعار {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، الدين الذي يقول: {لَكُمْ دِيِنِكُمْ وَلِيَ دِيْنْ}. هكذا كان تكريم الباري عز وجل لنبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فجعله سيد ولد آدم ولا فخر، وجعل مولده نورا وبركة.
بالمولد النبوي الشريف ربط الله سبحانه بين محبة المصطفى وبين وجوب إتّباعه بقوله تعالى: {قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبّوُنَ اللهَ فاتّبِعُوُنِيْ يُحْبِبْكُمْ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ}، وجعل سبحانه وتعالى طاعة رسوله من طاعته عز وجل القائل: {مَنْ يُطِعِ الرَسُوُلَ فَقَدْ أَطاعَ اَللهْ}، واختصه الله بما لا يعد ولا يحصى من المناقب والمفاخر، وعلى هدي السيرة العطرة هذه لفخر الكائنات تتجسد دروس وعبر خالدة، منها العناية ببناء المجتمع المتماسك الموحد على أساس من إعداد الإنسان الفاضل المتحد مع نفسه أولاً، ومع مجتمعه ثانياً.
وفي هذا يقول الباحثون في السيرة النبوية، إنه كان للإنسان المسلم النصيب الأوفى من جهد الإعداد حينما جعله الإسلام مدار عملية مركزة لصياغته صياغة إيمانية وأخلاقية وفكرية جديدة تستهدي بسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فكل فرد في المجتمع راعٍ ومسؤول عن رعيته، القاضي في خصومه، والرجل في أهله، والمرأة في بيتها، والعامل في معمله، والفلاح في حقله، والجار في جاره، والقوي في نصرة الضعيف، والسائر في أمن الطريق، والقادر في حماية العاجز.
إنه مولد المسؤولية الجماعية التي تُشعر الجميع بقوة خفية تعينهم على المحافظة على واجهة المجتمع موحدة نقية، والإيمان الذي يأتي من سلطان فوق سلطة الإنسان يدين به الخاضع له، لأنه مطمئن إليه، وهذا الإيمان هو شرط الشروط في تكوين الإنسان المسؤول المكلف، أي المواطن الذي يراقب الله في علاقته بربه وبالناس أجمعين، ومن هذا الإنسان المؤمن بربه ورسوله يتكون المجتمع الفاضل والمجتمع الموحد ويزداد تماسكا.
لهذا تعتبر مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف من أهم المناسبات الإسلامية للتأمل في أحوال الأمة الراهنة، وعرض ذلك على ما تركنا عليه الرسول الكريم، واستشراف مستقبلها، والتفكير في الحلول للخروج بها من أزمتها، ورسم الخطط للنهوض بها، كي تسترد العزة المفقودة، وتنال الرفعة والمكانة اللائقة بها بين الأمم، وتصل إلى المقدمة، وتصبح محط تقدير واحترام.
هذه الذكرى العاطرة التي تذكرنا بميلاد هذه الأمة ونشأتها واستوائها على سوقها، الأمة المحمدية التي غيرت مجرى التاريخ بقيادة الرسول الأمي محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين، وحققت برسالته العدل والرحمة في المجتمع الذي كان يعاني من الظلم والاستبداد والجور، وأزالت الجهل ونشرت العلم ورسخت الإيمان بالله في نفوس الناس، وقضت على العصبيات والسلاليات والقوميات، وأنقذت أجيالا من الجاهلية وبراثنها.
الاحتفالات بالمولود النبوي الشريف هي تمايز حقيقي اليوم بين المنافق الصريح والمؤمن الصريح، وتذكير دائم بأن هذه الذكرى هي ذكرى مولد الأمة المحمدية التي قادت البشرية نحو العزة والكرامة والعدل والاستقلال والسؤدد، فكانت خير أمة أخرجت للناس، ملكت القيادة، ونالت الريادة، وضربت للعالم أروع الأمثلة في كل المجالات، هزمت الطغاة والجبابرة والكفار والمنافقين، وفتحت الأمصار وغرست منهج الله في النفوس ومكنت له في الأرض، فرضي الله عن السابقين الأُول الذين نشروا دين الله وعاشوا من أجله وماتوا في سبيله.
المولد النبوي الشريف مناسبة لمراجعة الذات والنظر في واقع الأمة الحالي، واستشراف المستقبل للمسلم التائه الحائر فوق الأرض الساقط في درك المتأخرين، وفرصة للتعرف على داء الأمة وأمراضها، ومحاولة لإيجاد الأدوية النافعة، والحلول الناجعة للمشكلات التي تتخبط فيها.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد حسن زيد
رد إيران.. هل كان قويا أو ضعيفا؟
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالعزيز الحزي
الرد الإيراني على الكيان الصهيوني.. تغيير موازين القوى لصالح محور المقاومة
عبدالعزيز الحزي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالعزيز البغدادي
ثقافة السلام.. حاجة أم ضرورة؟
عبدالعزيز البغدادي
مقالات ضدّ العدوان
عبدالرحمن الأهنومي
شعبٌ يحتفلُ بخيِر قَائدٍ.. مشهدٌ لمْ تشهدْهُ الدُّنْيا
عبدالرحمن الأهنومي
عبدالفتاح علي البنوس
الفرح اليماني المحمدي الأكبر
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالكريم محمد الوشلي
مُهجُ اليمانيين وطنُك ياخاتمَ النبيِّين
عبدالكريم محمد الوشلي
علي ظافر
بعد تهديدات صنعاء..واشنطن قلقة والعالم يترقب
علي ظافر
عبدالمجيد الحوثي
الرسول الأعظم مصدر رُقي الأمة
عبدالمجيد الحوثي
يحيى المحطوري
المكذِّبون بمحمد بين الماضي والحاضر
يحيى المحطوري
المزيد