عبدالمجيد التركي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالمجيد التركي
شياطين رمضان
شهر مبارك
غراب قابيل
هذا هو الخزي المبين
اليمن الشامخ منذ الأزل
اليمن.. عود الثقاب الأخير في ليل العرب
أمهات غزة..
اليمن يواجه منفرداً
«ويثبّت أقدامكم»
متى يرفع العرب رؤوسهم ولو لمرة واحدة؟

بحث

  
علبة غراء لإنقاذ آثار شهارة!
بقلم/ عبدالمجيد التركي
نشر منذ: 10 أشهر و 21 يوماً
الأحد 07 مايو 2023 08:59 م


كلما شاهدت صورة لشهارة أستحضر روائح أحجارها. للحجارة رائحة، وللماء رائحة، حتى وإن قال مدرس العلوم غير ذلك.
لا أشعر في أزقتها برهاب الأماكن الضيقة، بقدر ما أتمنى أن ألتحم بجدرانها، وأرتدي أحجارها، لأصبح كأولئك العمالقة الحجريين في فيلم “نوح”. فلا يليق بهذه المدينة سوى الأساطير.
“شهارة”! خمسة أحرف مكتظة بدهشة غير منطوقة وغير مكتوبة!
أربعون عاماً عشتها في صنعاء؛ لكنني مازلت مسكوناً برائحة النورة، وأصوات الأبواب، وصفير النوافذ حين تعبر منها الريح!...
وكلما وضعت رأسي على المخدة يحملني حنيني إلى شهارة، حيث سُرَّتي مدفونة هناك، وحيث ذكرياتي تنمو كشجرة في حيودها، وحيث الأحجار تحتفظ بي في ذاكرتها كما تحتفظ بتسابيح آبائي وأجدادي الذين كانوا يستيقظون قبل الفجر فيتحول بيتنا إلى معراج، وتكاد الجدران تلين لكثرة ما يتردد اسم الله بين أرجائها!
في شهارة كان أول أنفاسي ورؤيتي للضوء.
شهارة، المدينة التي نبتت في جبين الأزل، المدينة التي تشبه قارورة عطر مكسورة، فكل الأحجار لها رائحة تشبه عطر العيد، وكل النوافذ لها أريج يملأ ذاكرة الخشب!
حتى الدخان الذي يتصاعد من فتحات المطابخ كانت رائحته مليئة بالحمد والشكر!
تعرضت بعض ملامح شهارة لخراب ممنهج أيام المدّ الوهابي، وتم تدمير الكثير من الشواهد المنحوتة على القبور، بالقرب من الجامع الكبير، تلك البقعة التي تبدو كأنها مقبرة آثار!
شواهد منحوتة بعناية فائقة توحي بحضارة وإرث عظيم. ولا يهم إن كان هناك من يعترض على هذه الشواهد، المهم أننا أمام إرث يتداعى ويتساقط دون أن يوقف أحد هذا التساقط!
الأهم في الموضوع أن القطع المكسورة مازالت باقية في مكانها، منذ التسعينيات، ولو اختفت قطعة سيضيع كل شيء!
ربما أضطر لنشر تحقيق مصور -في هذه الصحيفة- لعرض العبث الذي يوحي بتواطؤ الصامت مع المخرب!
أناشد الجهات المعنية الالتفات إلى هذه الآثار المتناثرة حول الجامع الكبير، والعمل على تجميعها وتلصيقها وتثبيتها في أماكنها، فلن يكلف الأمر سوى شراء القليل من الغراء!
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالفتاح حيدرة
من وعي وقيم ومشروع كلمة السيد القائد حول آخر المستجدات في فلسطين 11 رمضان 1445
عبدالفتاح حيدرة
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طه العامري
حكاية صمود وطن وشعب..!!
طه العامري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
دينا الرميمة
تراتيلُ النصر والصمود.. على عتبات عام عاشر
دينا الرميمة
مقالات ضدّ العدوان
مجاهد الصريمي
البداية المطلوبة أولاً
مجاهد الصريمي
خليل نصر الله
الأميركيون تحركوا نحو الرياض .. ضغط في أكثر من مسار!
خليل نصر الله
أحمد العماد
1 زائد 1 يساوي 2
أحمد العماد
عبدالله عمر الهلالي
ما هي مسؤوليةُ طلاب العلوم الدينية؟
عبدالله عمر الهلالي
عبدالقوي السباعي
المراكزُ الصيفية بين الماضي والحاضر
عبدالقوي السباعي
عبدالرحمن مراد
مؤتمرُ التشاور “الجنوبي”!
عبدالرحمن مراد
المزيد