محمد صالح حاتم
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
محمد صالح حاتم
رمضان.. ومعركة الفتح الموعود
الإرهاب الأمريكي.. دفاعا عن النفس.!
مشروع الشهيد الصماد.. ومعاول الهدم
من حقنا أن نقف مع الشعب الفلسطيني!
اليمن في مواجهة أمريكا
صنعاءُ المحاصَرة.. تحاصِرُ “إسرائيل”
المقاطَعةُ الاقتصادية وتخفيضُ فاتورة الاستيراد
30 نوفمبر.. ذكرى استقلال وطن
طوفان البحر الأحمر.. ضد الكيان الصهيوني
المقاطعة الاقتصادية سلاح استراتيجي

بحث

  
تسييس المنابر
بقلم/ محمد صالح حاتم
نشر منذ: 6 سنوات و شهر و 8 أيام
الجمعة 16 مارس - آذار 2018 07:17 م



منذ بزوغ فجر الإسلام بمبعث سيد الخلق وخاتم النبيين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم،وقيام الدولة الإسلامية والتي أسسها الرسول صلى الله عليه وسلم،فكان للمسجد والمنبر دور أساسي ورئيسي في تعليم أمور الدين ،فكان المسجد بمثابة رئاسة الدولة ومقر الحكومة ومكان عقد الاجتماعات ،وتدارس أمور العامة، ووضع الخطط العامة للدولة ، وتعليمهم أمور دينهم.

فكان المنبر هو مركز نقل المعلومات وتبليغ الناس بالأوامر الربانية والقرارات التي كان يتم اتخاذها في عهد الرسول والخلفاء الراشدين وبقية حكام الدولة الإسلامية،فكان إمام المسلمين وحاكم الدولة هو من يؤم الناس بالصلاة وهو من يخطب بهم الجمعة ،وظل كذلك لعدة عقود من الزمن،وهو ما جعل من الدولة الإسلامية دولة واحدة قوية وكان المسلمون متوحدين في كل أمورهم، فلا يوجد بينهم مذهبية ولاطائفية ولامناطقية لأن المنبر كان يحمل رسالة دينية بعيدا عن السياسة ،فكان العلماء يقولون الحق وعندما يخطئ الحاكم يقفون في وجهه ليعيدوه إلى جادة الصواب ،وهو عكس ما هو حاصل اليوم في زماننا هذا ،الذي أصبح المنبر تابعاً للحاكم وخاضعاً لسياسة الدولة، وهذا نوع من أنواع الغزو الفكري والديني الذي غزانا به أعداؤنا، وذلك عندما عرفوا دور المسجد والمنبر في تربية الأجيال وتوجيه الحكام وتخطيط سياسة ونظام الحكم ،فقاموا بقلب الرسالة فجعلوا من المنبر مركزاً لبث الحقد والكراهية بين أبناء الأمة الواحدة ،ونشر ثقافة المذهبية والطائفية،وتحليل قتل النفس البريئة وشرعنة الحروب والقتل بين المسلمين ،وذلك خدمة لسياسة الدولة.

فما هو حاصل في أمتنا العربية والإسلامية من ضعف وهوان وذل وانحطاط سببه بعدنا عن تعاليم ديننا الصحيحة، وتغيير رسالة المسجد والمنابر والتي حصروها على الصلاة فقط بدلا من انه كان هو المدرسة والجامعة والكلية العسكرية فكان المسجد يتخرج منه الحاكم والقاضي والجندي وقائد الجيش والوزير والتاجر ،وهو مركز قيادة الدولة الإسلامية العظيمة لأن سياسة الدولة كانت تتخذ وتصدر القرارات من داخل المسجد وتذاع عبر المنبر ،أصبح اليوم مكاناً للتفرقة والشتات وإعلان العداء والقتل،ضد أبناء البلد الواحد لاختلافك معهم في المذهب أو الحزبية والسياسة، فأصبحت المنابر وخطباؤها يتبعون أحزابهم وانتماءاتهم الحزبية ويتوجهون وفق توجهات أحزابهم السياسية،فهذا المسجد وخطيبه يتبع الحزب الفلاني وذاك يتبع الحزب الفلاني فنسمع الخطيب يتكلم ويسب ويلعن ذلك الحزب ويعمل على نشر الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع ،فما حرمته السياسة أصبح اليوم للأسف حراماً ،وما أحلته السياسة أصبح حلالا .

وهؤلاء العلماء والخطباء هم علماء سلطة وخطباء السياسة، فما نلاحظه اليوم في مجتمعاتنا العربية والإسلامية من تفرقة وحروب وقتل لدرجه أن البعض يقوم بشن عدوان وحرب ويتسبب في قتل الآلاف من العرب والمسلمين،ويزهق النفس التي حرمها الله ،والسبب خلافات سياسية وتنفيذاً لأجندات ومخططات الأعداء والمحتلين،وعندها يقوم العلماء والخطباء ويحللون ويباركون ويفتون بجواز الحرب وشرعيه القتل ويدعون الله أن يوفق حكامهم وقاداتهم في حربهم وقتلهم لإخوانهم الذين يشهدون ان لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله،كما حصل في حرب العراق والصومال والسودان وليبيا وكما هو حاصل في سوريا واليمن .وهذا لا يخدم إلا عدو الأمة العربية والإسلامية وهو الكيان الصهيوني الغاصب،الذي يسعى لتدمير الأمة العربية واحتلالها،وإعلانه قيام الدولة اليهودية الكبرى.
فعندما تم تسييس المنبر وإبعاده عن أداء رسالته الحقيقية ،أصبح حالنا كما هو اليوم صراعاً وحروباً وقتالاً ودماراً وجوعاً وأمراضاً .
ولن تعود الأمة العربية والإسلامية إلى تاريخها المشرق ومكانتها بين الأمم إلا عندما تعود للمسجد مكانته،وللمنبر رسالته.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
معركة «صامتة» في المحيط الهندي: صنعاء تتعقّب سفن الكيان
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
يحيى المحطوري
معركةُ الفكر والهُوِيَّة
يحيى المحطوري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد محسن الجوهري
لن تتوقف جرائم "إسرائيل" إلا بأخرى مضادة
محمد محسن الجوهري
مقالات ضدّ العدوان
زيد البعوه
اليمن قوة لا يمكن أن تُقهر أو تُهزم
زيد البعوه
أبوبكر عبدالله
البيان الرئاسي لمجلس الأمن بشأن اليمن .. خطوة للأمام خطوتان للخلف
أبوبكر عبدالله
حسن حمود شرف الدين
لم يَمُت الخيواني ..
حسن حمود شرف الدين
عبدالفتاح علي البنوس
رسائل الجمعة
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس
حكومة العار والفضيحة
عبدالفتاح علي البنوس
زينب عبدالوهاب الشهاري
مطامع الإمارات في الجنوب
زينب عبدالوهاب الشهاري
المزيد