إبراهيم الحكيم / لا ميديا
يكاد الغرب المتعجرف يلعن نفسه ويوم ابتكر طائرات الدرون، المُسيّرة. كان يُمني نفسه باحتكار هذا السلاح الفاتك، وتسخيره للفتك بكل من يقاوم بغيه وطغيانه، في أي مكان ودون أي سلطان، من قانون أو أحكام قضاء عادل أو حتى مأفون!
لم يفكر الغرب لدى صناعته هذا السلاح، الطيران الحربي المُسيَّر، بسلاح دفاعي يتصدى له. كان هذا غير وارد، لأنه ظن أنه سيكون المالك الأوحد لهذا السلاح، ودشن استخدامه في أنحاء العالم مع بداية الألفية، مطلقا عنان القتل لطائراته الدرون.
لكن الإنسان يشاء والله يفعل ما يشاء. الإنسان يكيد ويمكر والله خير الماكرين...
وقد رد كيد قوى الغرب المستكبر المتعجرف في نحورها، وقيض تسرب تقنية هذا السلاح، إلى المستضعفين، ليرتد على المستكبرين الظالمين، وبالا، ويهدد وجودهم برمته.
حدث هذا التمكين في اليمن مع بدء معركته التحررية من الهيمنة والوصاية الخارجية، وفي زمن قياسي استطاع أن يكون رقما صعبا، في عالم الطيران الحربي المسيَّر، إسقاطا لطائرات قوى الغرب بأعداد كبيرة، وإطلاقا لطائراته المُسيّرة في مهمات عدة.
ظل الأمر في تطور مستمر، لم يتوقف عند حد بعينه، وظلت القوات المسلحة لليمن الحر تطالعنا بطرازات جديدة من الطائرات المُسيَّرة، وصولا لتدشين أحدثها بعملية نوعية على بعد 2000 كم، خرقت «القبة الحديدية» للكيان الصهيوني وأسقطت هالتها.
ليس الأمر هينا ولا يسيرا، كما قد يظن البعض. إنه إنجاز فارق، أن يجري تطوير طائرة مُسيَّرة، قادرة على اختراق منظومات الدفاع الجوي المتقدمة، والتخفي من جميع الرادارات الحديثة، وحمل كميات كبيرة من المتفجرات، لمسافات بعيدة تتجاوز 2000 كيلومتر.
هذا توفيق إلهي، ضمن وعد الله تمكين ونصر عباده المستضعفين. وقد أدهش قوى الغرب والكيان الصهيوني، حد الفاجعة. ما من مبالغة في هذا، فوسائل إعلام قوى الشر والإرهاب العالمي وتعليقات مواطنيها على منصات التواصل الاجتماعي، تصدح بهذه الفاجعة.
لن تهنأ قوى الشر والإرهاب العالمي، بالأمان بعد اليوم. هناك كابوس يلازمهم، مصدره اليمن وجبهات إسناد «محور الأقصى». تبدو جميعها على ذات القدر من العزم والتوكل على الله والثقة بتمكينه واليقين بنصره، وعلى ذات القدر من الإصرار والاستمرار حتى الانتصار.
يعلم هذا جيدا الكيان الصهيوني، وأن وجوده بات مهددا بالزوال. بعدما صار محاصرا بجبهات إسناد «محور الأقصى». لهذا يتصرف كوحش يحتضر، يرفس في كل مكان ويدق رأسه بكل جدار، ورغم ما يحدثه من دمار ومجازر، لا يفارقه الاحتضار ويقين دنو أجله.
الباطل زائل وأهله لا محالة، وطغيان تجبره يؤذن لنهايته. ولا غرابة أن تصير «تل أبيب» في قادم الأيام «تل أنابيب». يختبئ فيها الصهاينة في أنفاق تحت الأرض، طلبا للنجاة والبقاء على قيد الحياة. ذلك مصيرهم المحتوم: الذل الموعود قرين الفتح الموعود، من خالق الوجود.