الثورة نت
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
الثورة نت
كلمات صادقة
يمين والتزام وليست مراسم وبروتوكول
حكومة التغيير والبناء.. خطوة صحيحة باتجاه تحقيق التغيير الجذري
أخاطب العالم الواسع
يخربون بيوتهم بأيديهم
اغتالوا هنية ولكن لا ولن يغتالوا القضية..
الهزيمة والنهاية.. متلازمة الخوف في “إسرائيل”
صدقت الرؤيا يا إسماعيل!
سياسة الاغتيالات الإسرائيلية.. نجاح تكتيكي وفشل استراتيجي
اغتيال هنية.. “نصر تكتيكي” وهزيمة استراتيجية للكيان

بحث

  
يحيى السنوار.. حرية القرار
بقلم/ الثورة نت
نشر منذ: شهر و 20 يوماً
الثلاثاء 13 أغسطس-آب 2024 07:38 م


 

د.فايز أبو شمالة

 

لم يكن مفاجئاً لكل متعمق في تاريخ الشعب الفلسطيني المقاوم، ولكل مدقق في عنفوان حركة حماس، وهي تفرد أجنحة المقاومة على كل أرض فلسطين، لم يكن مفاجئاً إجماع قيادات الحركة في الداخل والخارج على اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي.
لقد أجمعت حركة حماس على رجل يخوض المعارك المصيرية، وتطارده الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ولا يعرف أحد أين هو، هل يقيم في نفقٍ تحت الأرض؟ وهناك يدير عمليات المقاومة، أم أن في يده القذيفة، ويترصد دبابة إسرائيلية؟ فالذي نذر روحه للمقاومة، قد أدرك جيداً استحقاقات المواجهة، ولما يزل يتحدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وطائرات الاستطلاع البريطانية، وأجهزة التجسس الأمريكية، ولما يزل يقاوم، بل ويقود المعركة بكفاءة وجرأة واقتدار اعجز الجيش الإسرائيلي، وأرهق قادة إسرائيل العسكريين والسياسيين، وتركهم منقسمين، في الوقت الذي أجمع قادة حركة حماس على اختيار السنوار قائداً على رأس المسيرة النضالية.
جاء اختيار النسوار رئيساً لمكتب حركة حماس السياسي في ذروة التصعيد ضد العدو الإسرائيلي، وفي لحظة إصرار من محور المقاومة على مواصلة التصدي للعدوان، بل وتصعيد المواجهات، ضد عدو تمرس في الإرهاب، وانغمس في إبادة الشعب الفلسطيني، فكان اختيار السنوار منطقياً، ويتوافق مع روح النضال التي تسري في عروق الشعب الفلسطيني، وفي مفاصل الأمة، إضافة إلى عدة اعتبار سياسية وميدانية:
أولاً: السنوار يقيم على أرض غزة، رجل ميدان، وهو محط أنظار رجال القسام ورجال التنظيمات الفلسطينية الأخرى، ومن وجوده يستمدون القوة، وهم يواجهون تحالف أقوى جيوش المنطقة، وأي تجاهل لشخصية السنوار الميدانية تعني تجاهل ساحة المعركة، والقفز عن ظهر المقاومين.
ثانياً: السنوار ورفاقه في الميدان هم الذين باشدروا إلى معركة طوفان الأقصى، ولهم اليد الطولى في التخطيط والتنفيذ، وهم العمود الفقري للقوة الفلسطينية التي استطاعت أن تفرض نفسها نداً في ميدان القتال في مواجهة أعتى الجيوش، من هنا جاء الاجماع على السنوار قائداً، للدلالة على التحام كل قادة حركة حماس مع معركة طوفان الأقصى، وتوافقهم على مجريات المعركة وتفاصيلها، وتحلقهم حول أهدافها.
ثالثاً: اختيار السنوار يعبر عن قوة المقاومة، وقدرة قيادة الداخل على إدارة المعركة بتعقيداتها، ودون أفق زمني لوقف إطلاق النار، وفي الوقت نفسه، قدرة القيادة على التواصل مع الخارج، وإدارة ملف المفاوضات بالكفاءة نفسها، التي تدير بها المعارك الميدانية، وهذه رسالة تحدٍ لعدو وضع السنوار على رأس قامة الاغتيالات.
رابعاً: السنوار يعني حرية القرار الفلسطيني، والتحرر من الضغوط الدولية والعربية، وقد سبق وأن هدد الرئيس الأمريكي بايدن دولة قطر، وطالبها بالضغط على قيادة حركة حماس، للموافقة على المقترحات الأمريكية لوقف إطلاق النار، وتنفيذ صفقة التبادل، وطالب قطر بتهديد قيادة حماس بالترحيل عن قطر، اليوم ترد حركة حماس على التهديد الأمريكي باختيار السنوار المقيم في غزة، وسط براكين النار، رئيساً للحركة.
خامساً: اختيار السنوار رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية بأن خير قيادة للشعوب العربية هي القيادة التي تدرجت في الميدان، وكبرت من خلال المعارك، وتساوت لديها رغبة الحياة مع شهوة الشهادة، قيادة لا تفكر بمتاع الدنيا بمقدار ما تتمنى رفع شأن الأمة، وهزيمة عدو إسرائيلي يسعى إلى تدمير مقدرات الشعوب العربية والإسلامية، وإذلالها.
سادساً: في عملية الابتزاز السياسي، اعتمد العدو الإسرائيلي منطق التخويف، والتهديد بالاغتيال ضد القيادات الفلسطينية، ووصلت يد البطش الصهيوني حتى تونس والعراق وفرنسا وقبرص، فجاء اختيار السنوار كرسالة تحدٍ للصهاينة؛ بأن الموت الذي تفرون منه نلاقيه نحن الفلسطينيين ـ قيادة وشعباً ـ بفخرٍ وأمل، وأن الشعب الذي انصبت على رأسه جهنم الصهاينة على مدار عشرة أشهر مازال واقفاً.
سابعاً: اختيار السنوار جاء معززاً لمحور المقاومة، ولدى السنوار ما يقوله عن عمق الترابط مع الجمهورية الإسلامية، وعن عمق الدعم المادي والعسكري الذي حصلت عليه المقاومة الفلسطينية من الجمهورية الإسلامية، فوجود السنوار على رأس حركة المقاومة الإسلامية مبعث ثقة وأمل للشعب الفلسطيني، وتأكيد على اختيار أقصر الطرق لتحرير فلسطين، وهو الطريق الذي حرص العدو على إبعادنا عنه، وتخويفنا منه.
ثامناً: اختيار السنوار رسالة إلى العدو الإسرائيلي بأن أوقفوا المناورات التفاوضية، فالصخرة التي عملتم على تفتيتها ما زالت قائمة، ولا خيار لكم إلا الخضوع لشروط المقاومة، ولا مخرج لكم من أزماتكم الداخلية، ولا طريق لكم لتحرير أسراكم في سجون غزة إلا بعد الانسحاب الكامل لجيوشكم عن أرض غزة، ووقف كامل لإطلاق النار، كشرط لتنفيذ صفقة تبادل أسرى، مع إعمار غزة بعد رفع الحصار، وفتح المعابر لكل أنواع المساعدات.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
كامل المعمري
كيف أدارت القواتُ اليمنية اشتباكاً طويلاً مع المدمِّرتين الأمريكيتين.. قوةُ اليمن المتصاعدة تفرضُ معادلاتٍ جديدةً
كامل المعمري
كامل المعمري
أساطيل في أتون النيران.. القصة المدهشة لليمنيين
كامل المعمري
وفاء الكبسي
غزة هاشم.. كربلاء تتجدد وظلم يتبدد
وفاء الكبسي
الجبهة الثقافية
التغييرُ الجذري من حكومة الإنقاذ إلى حكومة البناء.. الخطة والأهداف
الجبهة الثقافية
إبراهيم الوشلي
بدون بطانية
إبراهيم الوشلي
الجبهة الثقافية
ما وراء الاستهداف الصهيوني الممنهج للنازحين الفلسطينيين في غزة؟
الجبهة الثقافية
المزيد