عبدالمجيد التركي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالمجيد التركي
عن الشعر الحميني
شياطين رمضان
شهر مبارك
غراب قابيل
هذا هو الخزي المبين
اليمن الشامخ منذ الأزل
اليمن.. عود الثقاب الأخير في ليل العرب
أمهات غزة..
اليمن يواجه منفرداً
«ويثبّت أقدامكم»

بحث

  
رعب المطر
بقلم/ عبدالمجيد التركي
نشر منذ: 3 سنوات و 8 أشهر و 6 أيام
الثلاثاء 11 أغسطس-آب 2020 07:55 م


هطل المطر فانكشف الغطاء، واستطعنا رؤية هشاشتنا التي كنا نظنها حصننا الحصين.

جاء المطر دون أي استعداد لمواجهته، تماماً كما فعل فيروس كورونا حين داهم العالم فجأة، وبقي العالم عاجزاً يتفرج على أنياب هذا الفيروس ومخالبه وهي تحصد الأرواح بشراهة غير معهودة، واكتفى هذا العالم بإحصاء أرواح الضحايا التي تتصدر نشرات الأخبار كل يوم بأرقام مهولة.


لم نتوقع يوماً أن تمتلئ غرف نومنا ومجالسنا بالأواني المعدنية لتجميع القطرات التي اخترقت حتى السقوف الإسمنتية.. ولم يخطر ببالنا أن سقوف المنازل الطينية ستخضرُّ بالعشب كأنها حديقة لكثرة ما سقط عليها من الماء.. ولم يخطر ببال أحد أن تتساقط بيوت على رؤوس ساكنيها في صنعاء القديمة وريمة وذمار وغيرها، وتنجرف السيارات كأنها علب معدنية فارغة وسط هذه السيول. إضافة إلى انهيار الصخور من أعالي الجبال، واقتلاع الكثير من الطرق الإسفلتية التي بدت كأنها مصنوعة من العجين.


أمطارٌ أخذت المزارع والبيوت والحيوانات، والبشر أيضاً.. فكيف ستصمد الخيام والعشش الهشة التي يسكنها أهل تهامة البسطاء والأرق قلوباً والألين أفئدة، مقارنة بمنازلنا الإسمنتية؟.


وقف التهاميون على أطلال خيامهم وعششهم عاجزين، ينظرون إلى إبلهم وأبقارهم وأغنامهم- التي هي كل مصدر رزقهم - وهي تصارع السيول وتنفق في لحظات.. وإلى أشجارهم وثمارهم التي انتظروها طويلاً وهي تختلط بالطين لتأخذها السيول بعيداً عن أعينهم، وتحولت مزارعهم إلى أراضٍ مدكوكة اختلطت كل حدودها، وأصبحت قطعة واحدة من الذهول.


لم تستطع حتى السدود احتواء كل هذه المياه، ففاض منها ما فاض، وانفجر منها ما انفجر، وأخذ كل شيء يقف في طريقه.


رغم أن الضرر كائن في كل محافظات الجمهورية، إلا أن تهامة متضررة أكثر من غيرها، وسكان تهامة قليلو الحيلة ولا يمتلكون شيئاً يطبِّبون به قلوبهم المكلومة.. والشعب اليمني شهمٌ وصاحبُ نجدة، إلى حد أنه يقسم قوت يومه مع من يحتاج إليه.. لكن هذا الشعب ربما يحتاج توجيهاً رسمياً للقيام بهبة شعبية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح وممتلكات، وحشد القوافل الغذائية والدوائية، والتبرعات النقدية لإنقاذ التهاميين الطيبين الذين لا يجرحون حتى التراب الذي يمشون عليه.

 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد حسن زيد
رد إيران.. هل كان قويا أو ضعيفا؟
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
بثينة شعبان
متلازمة غزة
بثينة شعبان
مقالات ضدّ العدوان
أنس القاضي
الإمام علي في عصر الامبريالية
أنس القاضي
عبدالفتاح علي البنوس
مرفأ بيروت.. والمؤامرة الكبرى
عبدالفتاح علي البنوس
زيد البعوه
التنمية الإقتصادية ضرورة أساسية
زيد البعوه
عبدالعزيز البغدادي
فاجعة لبنان.. بين إظهار الحقيقة ودعوة الهروب للتدويل!
عبدالعزيز البغدادي
منصر هذيلي
تفجير بيروت: إستثمارٌ أمريكي صهيوني للتخلّص من المقاومة
منصر هذيلي
عبدالفتاح علي البنوس
ما لجرح بميت إيلام!
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد