عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
خاطرة بين يدي العيد
فشلُ التحالف في تطويع اليمن
جدلية الصراع بين المسلمين واليهود
الصراعُ بين اليهودية والإسلام
العام العاشر من الصمود
التفاعل مع المستوى الحضاري
اليمنُ والحضورُ الفاعل
البحث عن الامتلاء الحضاري
عن نسيان التاريخ وقبر مصادر الوعي
معركةُ الوجود والكرامة

بحث

  
ناطقُ العدوان في شبوة
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: سنتين و 3 أشهر و يوم واحد
الأحد 16 يناير-كانون الثاني 2022 07:27 م


الصغارُ في المبدأ وفي السياسَة يرون الصغائر كباراً، هذا الحال الذي ظهر به مرتزِقة العدوان طوال زمن العدوان، وفي الأيّام السوالف في معارك شبوة، ملأوا الدنيا ضجيجاً وصخباً، فإذا الجبل يلد فأراً، أما الكبار فتهون عندهم عظائم الأمور ويستصغرون الكبار، كُـلّ الضجيج الذي كان لم يكن إلَّا تعبيراً عن فراغ وجداني وشعور بالهزائم التي يشعرون بها ويغالطون أنفسهم في التعبير عنها.

ظهور ناطق العدوان في شبوة كي يعلن مشروع التحالف الجديد تحت اسم “حرية اليمن السعيد” لم يكن يحمل سوى رسائل يحاول من خلالها ترميم ما تصدع في الصورة الكلية للرأي العام السعوديّ والخليجي الذي بدأ يعبر عن غضبه من استمرار الحرب العبثية على اليمن لا أكثر من ذلك، أما حقائق الواقع وطبيعة المعركة في شبوة وفي غيرها، فالأيّام سوف تفصح عنها وليس من المستحسَن الكشفُ عن أسرارها اليوم وقد أوضح العميد يحيى سريع عن بعض الملامح فبُهِتَ الذين كفروا.

لقد حمل ظهور ناطق العدوان في شبوة قنبلة ناسفة تفجرت في الوعي الجمعي اليمني من حَيثُ أرادوا من خلالها تسجيل موقف، حاولوا من خلاله القول: إن مقاليد الأمور ما تزال في قبضتهم، وفي المقابل كشف حقيقة ما يدور بكل جلاء ووضوح، فالذي كان ما يزال يكابر وفي قلبه شك أصبح اليوم على يقين مطلق أن نوايا العدوان هي تدمير اليمن ليس أكثر من ذلك، وتدمير كُـلّ مقدراته، وتعطيل موارده ونهبها والتحكم فيها، أما فكرة التحرير فهمّ حملناه على عواتقنا، وفكرة الحرية فعبق يخالط أنفاسنا، وتعويم المصطلحات لم يعد يجدي نفعاً، فالمستعمر لا يحمل التحرير ويظل مستعمراً، وهو لا يهدينا الحرية على طبق، بل نحن من ينتزع الحرية، ولا يمكن أن يتحول المستعمر إلى محرّر والوطني إلى محتلّ كما يروجون في إعلامهم وفي خطابهم السياسي.

اليوم تتضح الصورة في ظل الغياب الكلي في التمثيل والحضور في المؤتمر الصحفي في شبوة لرموز من يسمون أنفسهم بالشرعية، إذ لو كانوا رقماً مهماً في أجندة العدوان لما تجاوزهم، ولما تجاوز وزير دفاعهم ورئيس هيئة أركانهم أَو حتى تجاوز قائد العمالقة في المؤتمر الصحفي وبالتالي انتصر العدوان وناطقه الرسمي لقضية اليمن من حَيثُ ظن أنه يعلن انتصارا أَو مشروعاً جديداً يستعيد من خلاله ما فقده أَو تكبده من هزائم.

في العرف العسكري وفي أدنى مستويات أبجدياته يرى أن حجم الغارات التي شنها التحالف دالة على حالة الانكسار والهزيمة، فالطيران لن يكون بديلاً عن المعارك البرية، ولكنه عامل مساعد لها، أما حين تكون المعركة جوية وبأحدث التقنيات فهي دوران في الفراغ الذي قد يحمل أهدافاً مضمرة غير معلنة، ومن ضمن تلك الأهداف إضعاف الجماعات الراديكالية التي ساهم خلال سنوات عدوانه الطوال بناءها حتى يستخدمها في معاركه في اليمن، وهو اليوم لم يعد بحاجة إليها، إذ زج بها في معارك خاسرة، وساهم من خلال النيران الصديقة على استهدافها بشكل مباشر، وبالتالي كانت النتائج الظاهرة مرضية لغرورهم، ولم يدركوا حجم الخسائر التي أعلن ناطق الجيش واللجان الشعبيّة، إلَّا بعد أمد قصير حينها سوف نسمع أبواقهم تقول: إن التحالف خذلهم، كما سمعنا في سوالف الأيّام، وسوف نسمع ذات النغمة النشاز في قوابل الأيّام.

لا يمكن لغازٍ أَو مستعمر أن يضمر خيراً لبلد يستهدفه بالغزو والاحتلال، وكان يفترض بالعمالقة أن يدركوا هذه الحقيقة من حين تم الإعلان عن إعادة التموضع والانتشار في اليمن لكنهم قوم لا يفقعون في علوم السياسة شيئاً ولو فقهوا وعلموا لكانوا في صف الوطن وفي جبهات الدفاع عنه خَاصَّة وأن إسرائيل وأمريكا وبريطانيا يتحكمون في المصائر ويحكمون القبضة على مقاليد الأمور في الجنوب كله من أقصاه إلى أقصاه.

قد تطول المعركة مع المستعمر أَو تقصر إلَّا أن الثابت في سنن التاريخ أن العملاء ينبذهم التاريخ وتنبذهم الأرض، فهم كالغثاء الذي يذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس، كما أن الثابت وفق سنن الله في كونه أن الحق يبدأ صغيراً ضعيفاً ثم يكبر ولو طال به الزمان، والباطل يظنه الناس كَبيراً وهائلاً ثم ما يفتأ يبدأ بالنقصان من حَيثُ يظن الاكتمال، وربما بالقياس على ما كان عليه حال الجيش واللجان الشعبيّة وما أصبح عليه يدرك المؤمن بالفطرة –إن كان مؤمناً حقاً– سنن الله ويدرك أن الحق ينمو ولا يضعف، والباطل تصغر قوته وتضعف، وهو حال تفصح عنه الأيّام، وأفصحت عنه السنون الخوالي، ويفصح عنه الحاضر الماثل أمام الأعين والبصائر، لكن القوم غرتهم الحياة الدنيا وغرهم بالله الغرور فوقعوا في شراك شرور أعمالهم، ولله عاقبة الأمور.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد حسن زيد
رد إيران.. هل كان قويا أو ضعيفا؟
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالعزيز الحزي
الرد الإيراني على الكيان الصهيوني.. تغيير موازين القوى لصالح محور المقاومة
عبدالعزيز الحزي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالفتاح علي البنوس
سلاح المقاطعة والوعي المجتمعي
عبدالفتاح علي البنوس
مقالات ضدّ العدوان
هاشم الأهنومي
المالكي واستخباراتُه المفبرِكة!
هاشم الأهنومي
حمدي دوبلة
وتتواصل الأكاذيب..
حمدي دوبلة
عبدالمجيد التركي
أوروبا الجديدة!
عبدالمجيد التركي
نبيل جبل
حربُنا مع الأعداء ليست حرباً جغرافية
نبيل جبل
خالد العراسي
ثالوث العدوان الفاضح
خالد العراسي
عبدالملك سام
حريق شبوة سيُخمد بصاروخ!!
عبدالملك سام
المزيد