وعدت أولادي بأن آخذهم في زيارة إلى المتحف الوطني سألوني عدة أسئلة حول ما يوجد داخل المتحف وبدوري أخبرتهم بأنه يوجد أشياء كثيرة تشير إلى حياة اليمنيين في الماضي، هناك قطع يعود تاريخها لمئات السنيين كيف كانوا يلبسون ويطبخون ومعدات الحرب مثل السيوف والدروع وغير ذلك وازداد شوق الأولاد للذهاب أكثر ثم تحركت مع الأولاد الذين انضم معهم أولاد آخرون وسرنا حتى توقفنا أمام بوابة المتحف وسط العاصمة صنعاء الذي وجدناه للأسف مغلقا حينها تسمرت الخيبة على وجوه الأطفال.
لحسن الصدفة كان حارس المتحف وهو رجل يبدو عليه الطيبة ينظر الينا من على النافذة التي تقع فوق بوابة المتحف الذي ابدى تعاطفه مع الأولاد ثم بادرت بسؤاله: لماذا لا تفتح أبواب المتحف أمام الزائرين؟ فكان رده صادما وقال إنه مغلق منذ سنوات وكان متألماً لهذا الحال ثم أخبرنا أن هناك بعض القطع الأثرية التي وجدت في منزل عفاش وكذلك مهدي مقولة يعود تاريخها لآلاف السنين وقد تم نقلها إلى المتحف.
علمت أن تلك القطع كانت فعلا تعود إلى فترة مملكة سبأ وتساءلت: لماذا قام عفاش وزبانيته بإخفاء هذه القطع الأثرية والقديمة جدا في منزله وهل كان ينوي بيعها؟ يعتبر ذلك دليلاً آخر على استهتار النظام السابق بتاريخ اليمنيين الذين حرمهم من مشاهدته وكان حريصا فقط على إظهار تاريخه فقط المليء بالعمالة والظلم .
نعود للسؤال المهم الذي أتمنى أن يصل إلى فخامة الرئيس مهدي المشاط وان ينظر لهذا الموضوع الهام.
اعتقد لا يوجد مبرر للاستمرار في إغلاقه، فالعاصمة صنعاء بحمد الله وفضله من أكثر المدن اليمنية أمانا .
مع العلم أن فتح المتحف سيوفّر إيرادات للدولة لو لم يكن إلا توفير مرتبات موظفي المتحف ونفقات وزارة الثقافة، هذا من جانبـ ومن جانب آخر لقد خسر الأولاد فرصة لتعريفهم بتاريخ اليمنيين القديم.
أوجّه النداء مرة أخرى من أجل فتح المتحف الوطني بصنعاء مع الاهتمام بتخصيص جناح لإضافة بعض القطع والرموز والدلالات التي تعود لمرحلة هامة عاشها اليمنيون وهي مرحلة بداية انطلاق المسيرة القرآنية .
والله الموفق .