|
بدأ العدوان السعودي وحلفاؤه تحت مظلة أمريكية إسرائيلية على الجمهورية اليمنية في 26 مارس 2015م وأكثر من عشرين دولة متعاطفة مع القوى المعتدية على الشعب اليمني؛ كنتيجة طبيعية للحملات الإعلامية السابقة والمصاحبة لبدء عمليات العدوان عبر الترسانة الإعلامية التي تمتلكها قوى الاستكبار أمريكا والسعودية والإمارات وحلفائهم.
ولعب بريق الذهب ولمعانه وكشكشة الريال السعودي دورا كبيرا في شراء ولاءات زعماء الدول المشاركة والحليفة لقوى تحالف العدوان.. حتى أن بعض هذه الدول لم تكتف بالتأييد لما أسميت بـ”عاصفة الحزم” بل ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك وانتقلت إلى مرحلة الولاء والطاعة كما فعل النظامان المصري والسوداني حين سخرا الجيش المصري والجيش السوداني في خدمة الأسرة الحاكمة للنظام السعودي والرغبة الأمريكية.
كشكشة الريال السعودي جعلت من الرئيسين السيسي والبشير أضحوكة وسائل الإعلام العربية والدولية الحُرة، وكشفت المستور تجاه قضية الأمة العربية، قضية “فلسطين”، التي لم يعيروا أي اهتمام لها بل ظهرت جلية علاقة الكيان الصهيوني مع عدد من الأنظمة العربية وفي مقدمتها السعودية والإمارات ومصر وما خفي كان أعظم.
لم تكن الأنظمة المشاركة في تحالف العدوان على اليمن هي الوحيدة المستفيدة من النظام السعودي، المنظمات الدولية الكبرى كمجلس الأمن والأمم المتحدة هي أيضا مستفيدة من النظام السعودي بل انها مغرمة بكشكشة الريال السعودي، حتى أنها لم تستطع إبداء رأيها وفقا لميثاق الأمم المتحدة ومجلس الأمن؛ وحين أعلنت الأمم المتحدة إدراج النظام السعودي في القائمة السوداء لقتلة الأطفال؛ تراجع أمينها العام السابق سريعا وأعلن حينها أن الأمانة العامة تعرضت لضغوط كبيرة من قبل النظام السعودي أبرزها سحب الدعم السعودي عن مشاريع الأمم المتحدة.
صحيح أن الزعامات تباع وتشترى آراءها وتوجهات مواقفها؛ لكن الشعوب يصعب ذلك، فما يتعرض له الشعب اليمني اليوم من عدوان غاشم قد تتعرض له الشعوب الأخرى، فما أصبح اليوم في جارك قد يمسي في دارك.
اليوم الشعوب العربية أصبحت قرية واحدة، فمنذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة “فيس بوك وتويتر وغيرها” أصبح نقل الخبر أسرع وما يتعرض له الشعب اليمني اليوم من انتهاكات وجرائم ترتكبها قوى تحالف العدوان تصل سريعا إلى المهتمين والأحرار من شعوب العالم وهم اليوم يشكلون رأيا عاما تجاه ما يحدث في اليمن، وبالتالي شعوب العالم وخصوصا شعوب الأنظمة المشاركة في العدوان بدأت تشكل ضغوطا قوية على أنظمتها بهدف انسحابها من التحالف، وهو بالفعل ما فعله النظام الماليزي حينما أعلن وزير خارجيتها انسحب ماليزيا رسميا من تحالف العدوان، وكما رفض البرلمان الباكستاني الذي يمثل الشعب الباكستاني إرسال جنود للقتال في اليمن، كما طالب برلمانيون سودانيون بسحب مرتزقتهم المشاركين في العدوان على اليمن.
في الوقت الراهن تكتفي الشعوب العربي والإسلامية بالضغط على أنظمتها تجاه إيقاف العدوان والانسحاب من قوات تحالف العدوان.. وإذا لم تستجب الأنظمة لمطالب شعوبها الحُرة تجاه القضية اليمنية، فستتجه نحو خيار آخر أقوى تأثيرا من كشكشة الريال السعودي، ستتجه نحو الشارع وحينها الخيار لقيادات الأنظمة إما أن تواجه شعوبها وإما الانسحاب.. والأفضل لها الانسحاب والاتجاه نحو بناء أمن قومي عربي إسلامي يحميها من مخططات ورغبات قوى الاستكبار “أمريكا وبريطانيا” وغيرهما من الدول الطامعة في ثروات المنطقة العربية والإسلامية.
في الإثنين 16 يوليو-تموز 2018 10:11:36 م