|
من أهم ما ورد في خطاب السيد القائد – في يوم المولد النبوي الشريف حول التغيير الجذري – نقطة هامة وهي أن القرآن الجامع لكل اليمنيين هو الأساس الذي سيُعتمد عليه في التغيير الجذري، وهذا له دلالات هامة ينبغي الوقوف عندها قليلا ومنها :-
– إن القرآن الكريم هو كلام الله الذي يعلم الغيب في السموات والأرض وهو كلام الخالق الذي يعلم ما يصلح شؤون خلقه في الحياة، وهو شامل لكل مجالات الحياة وليس مقتصرا على مجال مثلا سياسي دون غيره بل هو شامل لكل مجالات الحياة كما قال الله (ما فرطنا في الكتاب من شيء)، وأنزله الله كمنهج ودستور للمسلمين وأمر باتباعه في كل مختلف شؤون حياتهم، قال الله تعالى (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون).
– الاعتماد على القرآن يهدينا إلى أفضل الحلول والرؤى والأهداف، قال تعالى (إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم) في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وفي حل كل مشكلات المجتمعات كالفقر والبطالة وغيرها.
– هذا هو الشيء الطبيعي والواقعي وليس بشيء جديد أو مستورد لأن كل اليمنيين مسلمون وهل هناك حتى واحد من اليمنيين سيرفض القرآن ويقول “لا نريده”؟!! بالتأكيد، لا، مهما كان انتماؤه الحزبي أو المذهبي لأن القرآن محل إجماع وتقديس وتعظيم عند كل اليمنيين أكثر من أي شعب اخر.
وهذه نعمة عظيمة فنحن شعب الإيمان والحكمة واعتمادنا على القرآن كمرجعية أساسية هو تطبيق فعلي لحديث الرسول الأكرم ( الإيمان يمان والحكمة يمانية ).
– إن القرآن سيبني حضارتنا ويعيد أمجادنا ويعيد دور اليمن كما كان سابقا عبر التاريخ، فأجدادنا الذين نشروا الإسلام إلى كل دول العالم لم يعتمدوا في تحركهم في نشر الإسلام إلا على القرآن وما هدى إليه القرآن، ولذلك كانوا هم الفاتحين ودخل الإسلام الكثير من شعوب شرق آسيا واليوم يستطيع اليمنيون أن يقدموا نموذجاً للشعوب العربية والإسلامية في العودة للقرآن خصوصا في ظل هجمة من أعداء الأمة لمحو هويتها ومحاربة قرآنها ونحن قادرون بإذن الله لأن لدينا منهجاً الهياً أنزله رب العالمين وقيادة حكيمة قرآنية، (وما يحتاجه البعض هو استعادة ثقته بنفسه والاستفادة من رصيدنا التاريخي العظيم)، ولنا في الجانب العسكري درس مهم.
– إن اعتمادنا على القرآن كمرجعية أساسية فوق كل شيء هو رسالة للأعداء انه في الوقت الذي تسعون لفصل الأمة عن كتابها وتسعون لاستهدافه وإحراقه والإساءة إليه فنحن نتمسك به قولا وفعلا ولن نتخلى عنه.
– طبعا لا يعني الاعتماد على القرآن كمرجعية ودستور فوق كل شيء أننا سنلغي الدستور والقوانين ونقول لأعضاء مجلس النواب احفظوا القرآن وبس و.. و.. الخ ولا يعني كذلك أن قوانيننا كلها باطلة وخطأ وغير صحيحة !!
لا.. إنما سيكون القرآن مرجعية في تعديل أو مراجعة أي قوانين أو نصوص أو أساليب أو آليات في العمل الرسمي خصوصا تلك التي أرهقت المواطن وخلقت الكثير من التعقيدات والمشاكل وكبلت المؤسسات عن عدم القيام بدورها في خدمة الشعب وفتحت أبواباً للفساد وحمت الفاسدين وشرعنت لفسادهم، وكما يعرف المتخصصون أن بعض مواد القوانين مستوردة من قوانين أجنبية وبعضها اشرف على صياغتها خبراء أجانب؛ إضافة إلى أن بعض القوانين التي تم تعديلها في فترة الوصاية الخارجية على اليمن خاصة من عام ٢٠٠٠ إلى عام ٢٠١٤م والتي كان الأمريكيون يربطون المنح والمساعدات المالية الأجنبية وأي دعم في أي مجال إلا بتغييرها وتعديلها وكانوا يضغطون حتى غيروا كثيراً منها مما نتج عنه أنها أصبحت تخدم الخارج أكثر مما تخدم الشعب اليمني ولم يستفد منها المواطن إلا ديوناً على اليمن والتزامات للخارج وجعلت البلاد مستوردة لأبسط الأشياء وضعيفة لا تقدر على الاعتماد على نفسها ولا تستطيع الحصول على الاكتفاء الذاتي بل ودمرت ما كان باقياً من بعض الصناعات المحلية البسيطة وأضعفت البلد بشكل كبير إلى حد الانتظار للمساعدات والمنح الخارجية.
– نحن اليمنيين بفضل الله نقدس القرآن وهذه نعمة عظيمة بل إننا نعتبر الذي لا يتقن قراءة القرآن “وقد أصبح كبيراً في السن” نعتبر ذلك عيباً لأنه كلام الله وله قداسة في نفوسنا وهو أهم كتاب لدينا كمسلمين..
وإنما ذكرت بعض هذه النقاط للتذكير فقط…
في السبت 30 سبتمبر-أيلول 2023 10:16:44 م