|
هناك مقولة غربية الكثير من الحقوقيين والقانونيين يضعونها في خانة تبرير الجرائم التي يرتكبها طغاة الأرض والأنظمة المتجبرة.. المثل يقول “الغاية تبرر الوسيلة” فكلما كانت غايتك أكبر كلما احتاج الطغاة إلى الترويج لهذا المثل تحت بند الرأفة والرحمة والمصلحة للضحية.
كان الهدف ولا يزال لأمريكا ودول الاستكبار في اليمن هو السيطرة على القرار السيادي اليمني واستمرار احتلالها من الباطن على أن يكون الواجهة نظاماً ضعيفاً ليس له قول أو رأي في القرارات المصيرية للبلاد.. وحين شعرت هذه الدول بأن هدفها في اليمن بدأ يتلاشى منذ 2011م ولم يعد له وجود منذ 2014م خصوصا بعد ثورة 21 سبتمبر دخلت قوى الاستكبار بكل ثقلها واستخدمت كل الوسائل الممكنة لديها من حملات إعلامية ومساعدات إنسانية مشبوهة ووساطات دولية لها ارتباطات ومصالح مع دول الاستكبار؛ وعندما لم تصل إلى مبتغاها في إعادة الوصاية الخارجية للنظام اليمني، دفعت بحلفائها في المنطقة وفي مقدمتهم الأنظمة السعودية والإماراتية والمصرية والسودانية لتكون واجهة القبح الأمريكي والوسيلة الأقذر للوصول لغايتها؛ فقد رأى النظام الأمريكي أنه وللوصول إلى غايته وهدفه المنشود في اليمن لا بد من استخدام وسيلة عملائه في المنطقة.
تحت غطاء غايتها لتحقيق أهدافها سمحت أمريكا وقوى الاستكبار في العالم لقوات تحالف العدوان استخدام ما تريد من أسلحة سواء كان مسموحاً استخدامها أو محظوراً دوليا.. حتى أن الأرض والإنسان اليمني أصبحا حقلا علميا لتجربة الأسلحة المحظورة والتي لم تتم تجربتها بسبب الأضرار الناجمة عنها سواء على الأرض أو الإنسان.
سُمح لدول تحالف العدوان استهداف البنية التحتية للشعب من اليمني دون أن يتكلم مجلس الأمن أو يبدي امتعاضه، بل أنه سُمح لدول تحالف العدوان استهداف الأحياء السكنية المكتضة بالسكان الآمنين والذين ليس لهم أي صلة بأي طرف من أطراف المواجهة.. وهذا الصمت بل التأييد يأتي تحت مظلة وقاعدة “الغاية تبرر الوسيلة”.
اليوم تحالف العدوان يرتكب أبشع الجرائم في الساحل الغربي وعدد من المدن بهدف احتلال الحديدة والسيطرة عليها، حيث ارتكب العدوان الأمريكي السعودي مؤخرا جرائم بالجملة بحق أبناء الساحل الغربي وخصوصا منطقة تهامة، فقد ارتكب جريمتين الاثنين الماضي في مديرية زبيد وصل عدد الضحايا 7 شهداء وإصابة آخرين.
هذه الجرائم وغيرها من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قوى تحالف العدوان في حق الشعب اليمني منذ بدء العدوان في 26 مارس 2015م موثقة إعلاميا وأغلبها تم عرضها على شاشات التلفزيون الوطنية وبعض شاشات التلفزة ووكالات الأنباء الدولية الحُرة المساندة للقضية اليمنية؛ إلا أنها لم تؤت ثمارها حتى اليوم بالشكل الذي يوقف العدوان الغاشم والظالم ويفك الحصار المفروض على الشعب اليمني من قبل تحالف العدوان منذ بدء عملياته العدوانية قبل أربعة أعوام.
أسباب الصمت الدولي باتت معروفة للجميع؛ لكن الزمن كفيل بأن يسترد الشعب اليمني حقه من الظالمين الطغاة.. ويكفينا قول الله سبحانه وتعالى “والله من ورائهم محيط”.. فنحن أصحاب قضية وكل ما هو ممكن أمامنا نستخدمه لردع المعتدي.. فـ”الولاعة” عملت ما لم تعمله طائرات وبوارج ومعدات تحالف العدوان.
في الخميس 19 يوليو-تموز 2018 10:09:19 م