|
” الحرب في اليمن هي الحرب المنسية في جيلنا و هنالك قصة مخفية لم تروى عن حرب عنيفة تجري بواسطة الكهنوت الديني”.. هكذا بدأت كاثرين شغدم مديرة معهد شفقنا للدراسات الدولية تقريرها عن اليمن حيث قالت: إن اليمن تعاني من تحيز وسائل الإعلام والتعصب السياسي وان المعارك لا تجري فقط على ساحات المعارك بقدر ما تجري على موجات الأثير الإعلامي.
وأضافت كاثرين: إن التلاعب بالواقع منح القوى الغربية الامبريالية التحكم بشكل جيد لأكثر من عقد من الزمن لما يجري بينما يحجبون أنفسهم عن الآخرين بكفن الديمقراطية المقدس، وان ادراك ما يجري اليوم يمكن أن يحول مجرمي الحرب إلى أبطال ومناضلي حقوق الحرية.
وجهت الكاتبة سؤالا ما الذي تم اخبارك عن الحرب في اليمن؟وهل تعتقد أن يكون صحيحا؟
وأجابت كاثرين على سؤالها مخاطبة القارئ: إنه إذا كان من الملايين أو المليارات من الناس حول العالم الذين يعتمدون على وسائل الإعلام السائدة للحصول على المعلومة حول ما يجري في الواقع سوف تتفاجأ كثيرا لأنه قد تم الكذب عليك في الواقع وبصيغة أخرى لقد تم التلاعب بك لمتابعتك للأحداث بالنسخة السعودية لما يجري.
وأشارت الكاتبة إلى أن الحرب على اليمن إلى حد الآن ينظر إليها كحرب ديمقراطية تهدف إلى رجوع الشرعية عبر النظام السعودي التي تحاول إنقاذ اليمن من طغيان الحوثيون وراديكالية القاعدة وقد تم إخبارنا أيضا بأن الحرب على اليمن تأتي كدفاع عن النفس مشيرة إلى ما قاله المحلل السياسي للأمن القومي لوزارة الخارجية الأمريكية لورانس. جي. كورب الذي أكد أن لدى السعودية كل الحق بأن تدافع عن سيادة وأمنها الوطني.
وأضافت: ” إن كل دولة لها الحق في الدفاع عن سيادتها وعن الدفاع عن نفسها بما في ذلك فلسطين مستغربهً في نفس الوقت كيف لهذا الحق أن يطبق في السعودية ويتم تجاهله مع فلسطين”
وتساءلت متى خافت السعودية على سيادتها ومن من تخاف على سيادتها؟ إلا إذا كانت تقصد الحوثيين الذين ينادون بالحرية بينما لا تسمح السعودية للمرأة بالحصول على رخصة قيادة لذلك فهي ترى كيف أن الحوثيين يشكلون خطرا على المملكة.
وأضافت ساخرة: هل بإمكان أي شخص أن ينادي بالديمقراطية؟ إلا يعلموا انه في ارض آل سعود حتى الرياح لا تستطيع أن تحوم بحرية على الجميع أن يخضع إلى حكم آل سعود حكام نجد والحجاز طغاة العرب.
وأكدت أن السعودية ترى في استقلال اليمن خطرا عليها لذلك هي تسعى تدميره, ألا أن اليمن تأبى إلا أن تظل مستقلة في جنوب الجزيرة العربية مذكرة بأنها الدولة الوحيدة المستقلة في الجزيرة العربية.
وأفاضت قائلة: إن الحوثيين لم يشكلوا خطرا على السعودية على الأقل ليس كالطريقة التي وصفها بهم الإعلام، بينما تعتقد الكاتبة أن الحوثيين الذين يسكنون المناطق العالية في الجبال يمثلون تياراً قبلياً قد يحمل تهديدا للسعودية بسبب أفكارهم الداعية إلى الحرية.
وأكدت الكاتبة أن الحوثيين لم يخططوا للتعدي على أراضي المملكة العربية السعودية الحقيقية وليس الأراضي التي أخذت من اليمن في 1930م, حيث طالبت الكاتبة أن يقرأ الجميع التاريخ ليفهم ما يجري اليوم من أحداث وليفهم وضع اليوم بشكل أحسن.
وأرجعت الكاتبة بداية قضية النزاع منذ عام 1926م في اتفاقية مكة المثيرة للجدل بشان إمارة الجنوب تحت حكم الادريسي التي تتكون من ثلاث محافظات (عسير جيزان ونجران) التي أصبحت الآن أراضي تابعة للسعودية.
وأشارت الكاتبة، إلى أن قبائل شمال اليمن لم تكن موافقة على توقيع تلك الاتفاقية وطالبت بإلغائها.
وأشارت إلى أن اليمن كان لديها حليف قوي وهي مصر مشيرة إلى موقف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حين قال ” ثورة الشعب اليمني ثورتنا وثورة كل العرب وأي قوة ستهاجم الشعب اليمني سنهاجمه ونجعلها في عزله وان مناطق جيزان ونجران مناطق يمنية تم الاستيلاء عليها من قبل السعودية خلال غزوهم عام 1930م ويحق لليمنيين المطالبة برجوعها وسوف نقاتل نحن المصريون إلى جانب اليمنيين لذلك لا يمكن لأي قوة أن تهاجم ثورة الشعب اليمني”، ونوهت بتطورات الأحداث ففي عام 2012م أطلقت منظمة في عسير حملة ” عودة الأراضي اليمنية المنهوبة من المحتلين السعوديين ” حيث قوبلت تلك الحملة برد شرس من المنظمات الحكومية وغير الحكومية فتم وصفها بعميلة لإيران رغم عدم صلتها بإيران.
وذكرت أنها عام 2012م أجرت مقابلة مع المتحدث الرسمي باسم المنظمة عبدالرحمن الاشول حيث قال: إن الهدف من هذه المنظمة خلق وعي شعبي لدى الناس بالأراضي اليمينية المحتلة من قبل السعوديين وأن الاستعدادات جارية لإنشاء حركة شعبية ضد اتفاقيات الطائف وجدة.
وختمت تقريرها قائلة: هل تفهمون الآن لماذا تشعر السعودية بالتهديد من اليمن؟ ولماذا تشوه وتدمر السعودية سمعة الحوثيين؟
*ترجمة خاصة بصحيفة الثورة
في السبت 28 مايو 2016 11:43:00 ص