ثَورَةُ البَعثِ
عبدالرحمن اليفرسي
عبدالرحمن اليفرسي

إلى الشطر الجنوبي المحتل

 

أَ عِنـدَكَ مَا أَبُلُّ بِهِــنَّ رِيـقِي ؟!
مِنَ الأَبيَـاتِ والشِّعرِ الـرَّقِيقِ

تَلَطَّف بِي ؛ فَإِنِّي مُـذ وَطِئنَا
طَرِيقَ الرَّملِ أَظمَأُ مِن طَرِيقِي

أَ لَيلِي مَا لِنَومِكَ لَم يَجِئنِي ؟
أَ صُبحِي مَا لِفَجرِكَ لَم يَفِيقِ ؟!

وصَوتُ الرُّوحِ بَعدَ فِرَاقِ شَطرِي
قَضَى بَينَ التَنَهُّـدِ والشَّـهِيقِ !

ولَيتَ الطَّيرَ يَمـنَحُنِي جِنَاحَاً
لِأَختَصِرَ المَسَافَةَ ...يَا صَدِيقِي !

نَظَرتُ تَحَسُّرَاً لِـ(جَنُوبِ أَرضِي)
كَنَظــرَةِ حَـائِرٍ نَحـوَ الغَـــرِيقِ !

كَـأُمٍّ ضَيَّعَت فِي الغَابِ طِفـلَاً
كَـطِفـلٍ بَاتَ فِي جُـبٍّ عَـمِيقِ !

وقَد سَكَنَت عَلَى ظُلُمَاتِ بَحرِي
كِــلَا الأَصوَاتِ إِلَّا مِن نَــقِيقِي !

سَلِينِي يَا (جَنُوبُ) ؛فَإِنَّ فِينِي
مِنَ الآلَآمِ مَا قَد بَـلَّ مُـــــوقِي !

غُـزَاةُ اليَومِ تَنخَرُ فِي عِظَامِي
وتَنسُلُ مِن مَسَـامَاتِ العُــرُوقِ !

وتَدخُلُ مِن (مَطَارِكِ والمَوَانِي)
وتَخرُجُ مِن فُجُـوجِكَ والشُّقُوقِ !

يُهَـــــدِّدُهُم مُطَـالَبَتِي بِأَرضِي
وَحَقِّي فِي الحُصُولِ عَلَى حُقُوقِي !

وَلَو أَنِّي غَـدُوتُ بِهَـا "حِمَــارَاً"
لَخَــــــافَهُمُ وأَقــلَقَهُم نَهِيــقِي !

لِـهَذَا ؛يَطمَـعُ الغَـازِي بِـ(نِفـطِي)
ويَحـرِمُنِي مِنَ الـكِيسِ الدَّقِيقِ !

و بَينَ كُــؤُوسِهِ يَخضَـرُّ (بُنِّـي)
وَ فِي عِقدَيهِ (فَصٌّ مِن عَقِيقِي) !

وَيَشقَى حِـينَ يَلقَـانِي سَعِيــدَاً
وَيَشعُـرُ بِالتَـوَسُّعِ عِندَ ضِيــقِي !

يُفَــــــرِّقُنِي ؛ لِيَــزدَادَ اتِّحَـــادَاً
ويُسـكُبُ زَيتَـهُ فَـوقَ الحَــرِيقِ !

ويُطفِـئُنِي ؛ لِيَـــــزَدَادَ اشتِعَـالَاً
لِأَنَّ غُــرُوبَـهُ ؛ هُـوَ مِن شُـرُوقِي !

فَكَيفَ (وَفَوقَهُ مَوجٌ ومِن فَـو
قِـهِ مَوجٌ ...) يُضِيءُ سَنَا بَرِيقِ ؟!

ومِن (يَدِ صالحٍ) لـ(يَدَي صَلَاحٍ)
إِلَى (كَـلبِ الإِمَـارَاتِ السَّلُـوقِي) !

تَـــوَارَى (خَـلفَ عَطَّـارٍ) عَمِيـلٌ
وجِيـفَتُـهُ تَــزِيدُ عَـلى الـرَّحِيقِ !

يُقَــلِّبُهُ الطِّغَــاةُ عَلَى الأَيَــادِي
كَـ(سِلعَةِ تَاجِرٍ) رَاجَت بِـ(سُوقِ..) !

وقَد وَلَّى زَمَـانُ (الـرِّقِّ) _ لَكِن
أَمَـا عَــاشُوا أَذَلَّ مِنَ الـرَّقِـيقِ_ ؟!

وعَـارٌ ... أَن أُنَادِيَ ... يَا بِـلَادِي
شَـقِيقَـاً بَاعَنِي يَومَـاً ... شَقِيقِي !

قِفِ يَا (ثَـورَةَ البَعثِ) اِستَعِـدِّي
فَقَد مَسَكَت يَدِي لِلنَّفخِ "بُــوقِي" !

إِذَا عَن (أَيـ..نَ مُرسَاهَا؟) سُئِلتِي
فَقُــولِي :عِـندَهُ (عِلــمُ المَضِيقِ) !

وهُزِّي الأَرضَ تَحتَ (عَبيدِ نَجدٍ)
وطَـالِي النَّاطِحَــاتِ بِمَــنجَنِيقِي !

وآخِينَــا ؛ فَـكَـفُّــكَ دَونَ كَـــفِّي
_أَخِي!_ لَا تَقـدِرَنَّ عَلَى الصَّفِيقِ !

مُحَــرَّمَـةٌ عَلَى الغَــازِيينَ أَرضِي
كَـصَيدِ الـبَرِّ فِي الـبَيتِ العَــتِيقِ !.
             

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين


في الأربعاء 04 أكتوبر-تشرين الأول 2023 11:39:23 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=10133