شكوى القدس
علي محمد النعمي (أبوزيد)
علي محمد النعمي (أبوزيد)

وجدت القدس في رمق أخير
تحشرج في صدور المسلمينا

مضرجة تسيل دما ودمعا
لدى البشرية المتوحشينا

وجدت القدس أرملة وثكلى
تشق الجيب تعتصر الجفونا

تغصبها اليهود ودنسوها
فما أبقوا بساحتها مصونا

تنادي تستغيث تصيح تشكو
وتبكي والصهاين يضحكونا

نساها أهلها وبنو أبيها
وأسلمها جفاء الأقربينا

وقد شاخت مسامعهم فصمّت
وشاخ صراخها فغدا أنينا

فقلت لها وقد جرحت فؤادي
أيا حسناء ماذا تشتكينا

هناك تنهدت من كل عضو
وكان جوابها مرا حزينا

وقالت لي أتى المحتل يومًا
وأولادي وأهلي حاضرونا

فقتّلهم وشردهم جميعا
فكم أردى بأحشائي جنينا

تفرد بي وأمعن في اغتصابي
على مرآى وقومي ينظرونا

وقد أصبحت بالإكراه أُمًّا
لأولاد اليهود الغاصبينا

وكم ناديت واستصرخت قومي
وأسمعت الملوك المترفينا

وقومي كلما ناديت فيهم
يقولون اسكتي لا تزعجينا

فلم أر حاكما حُرًّا غيورًا
فهم قد أصبحوا مستسلمينا

فلا حزموا ولا عصفوا لأجلي
ولا خرجو معي متظاهرينا

بكى الأقصى على الحرمين لما
رآهم في المشاعر محرمينا

وإني لا ألوم بني يهود
فهم أعداؤنا خلقا ودينا

ولكن أشتكي خذلان قومي
صهاينة الولاء الخائنينا

ومن مدوا لصهيون الأيادي
لتطبيع العلاقة خاضعينا

ومن والى يهودا فهو منهم
ولو أبصرته في الساجدينا

ملوك العرب والرؤساء صم
وعمي كلهم لا يبصرونا

اذا ناداهم الأقصى استماتت
عروبتهم وماتوا أجمعينا

وإن نادى نتنياهو استجابوا
لدعوته وجاؤوا صاغرينا

وأعظم حسرتي وشديد حزني
ضلالة أمتي في العالمينا

قد اتخذوا دواجنهم ملوكًا
فصاروا لليهود مدجنينا

ولم يصلوا لهذا الوضع الا
نتاجا لانحراف السابقينا

أنا ابنة أمة الإسلام هل من
نصير يا شعوب المسلمينا

أنا عربية والعرب قومي
فهل في الأرض عرب يغضبونا

أناديهم ولكن لست أدري
أأحياء هم أم ميتونا

هنا قاطعتها ورفعت صوتي
بصرختي التي لن تستكينا

فهبت إذ نفخت الروح فيها
وقامت بعد أن ماتت سنينا

وحياني محياها وقالت
يمانيٌ وربِ العالمينا

فقلت نعم يماني وهذا
شعاري زلزل المستكبرينا

وذا شعبي وأنت بكل حال
قضية شعبنا لا تبرحينا

يمانيون لبيناك رغما
لأنف تحالف المتهودينا

وجاهدنا جهادا حيدريا
ونحو القدس نمضي واثقينا

ألا فاستبشري يا قدس إنا
على نهج المسيرة قادمونا

هنا شعب يماني عظيم
يجاهد لا يخاف اللائمينا

رفضنا مبدأ التدجين رفضا
وجئنا بالسلاح مدججينا

مع ابن البدر يا قدساه جئنا
بأعلام الهدى مستمسكينا

جهادًا لا تراجع في خطانا
ولن نحيا عليها خانعينا

نواجه من يواجهنا أسودًا
وفي الميدان نخبره اليقينا

ويا طوفان غزة نحن منكم
وأنتم دائما منا وفينا

ثقوا بالله واعتمدوا عليه
فإن الله خير الناصرينا

عليه توكلوا وبه استعينوا
ولا تصغوا الى المتخاذلينا

لكم حتما سنبذل ما استطعنا
وأمريكا نقول لها اسمعينا

اذا أنتم تدخلتم بحرب
مباشرة فإنا جاهزونا

سيأتيكم إذن طوفان صنعا
بعون الله نطحنكم طحينا

بني صهيون إن لنا ليومًا
نعد له قوانا مرهبينا

يثور قتامه منكم نفوسًا
ويأتيكم به ما تحذرونا

نقر به عيونا باكيات
ونشف صدور قوم مؤمنينا

سنقتلكم ونشرب من دماكم
وندخلها قريبًا فاتحينا

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين


في الأربعاء 11 أكتوبر-تشرين الأول 2023 05:41:00 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=10258