|
في البداية اهنئ ابناء شعبنا اليمني العظيم وقيادتنا السياسية وامتنا العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك، هذه المناسبة الدينية العظيمة والتي يحتفل بها مئات الملايين من المسلمين في كافة بقاع الأرض، فرحين سعداء، اطفالهم يلعبون في الحدائق والمتنزهات، يلبسون الثياب الجديدة، يأكلون الحلوى والمكسرات، يتبادلون الزيارات ،يسبحون في الشواطئ والشاليهات.
ولكن العيد في اليمن يختلف عن باقي دول العالم ،عيد تحت قصف طيران تحالف العدوان ،عيد يخيم عليه الحزن والأسى نظرا لمجازر الأعداء بحق ابناء اليمن، فآلاف الأمهات الثكالى فقدن اطفالهن ،والآلاف فقدن أزواجهن ومن يعولهن، آلاف الأطفال حرموا عطف امهاتهم اللاتي سقطن شهيدات في مساكنهن، وحنان آبائهم الذين استشهدوا في الجبهات دفاعا عن الوطن أو سقطوا شهداء وهم في الأسواق أو الطرقات أو مقرات أعمالهم .
العيد في اليمن السعيد لم يعد سعيدا بسبب عدوان تحالف بني سعود ودويلة عيال زايد ،ونظرا للأوضاع الاقتصادية التي يعيشها اليمن بسبب الحصار الذي يفرضه علينا تحالف العدوان، وارتفاع اسعار المواد الغذائية وارتفاع اسعار العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني ،والذي ألقى بظلاله على الحالة المعيشية للمواطن اليمني ،الذي لم يستطع شراء كسوة العيد لأبنائه ،ولم يقدر على شراء حلويات ومكسرات العيد، ولم يتمكن من شراء أضحية العيد نظرا لارتفاع أسعار الأضاحي في اليمن .
فالعيد في اليمن السعيد رغم الحرب والعدوان والآلام والمآسي والأحزان، إلا أنه فرصه عظيمة للتسامح والتصالح والتكاتف ونشر ثقافة المحبة والإخاء، والتعاون وتبادل الزيارات والتهاني ونسيان الماضي ،وتوحيد الجهود للدفاع عن الوطن ضد الغازي والمحتل.
العيد فرصة لزيارة الأهل والأصدقاء وزيارة أسر الشهداء والأيتام وتقديم الهدايا لهم ،وكذا زيارة المرضى والجرحى في المستشفيات، والمراكز الصحية، فعلينا جميعا أن نتكاتف فيما بيننا ونتحدى العدوان ،ونزرع البسمة والسعادة التي اراد العدو ان يحرمنا منها بحربه وحصاره علينا منذ ثلاثة اعوام ونصف .
اليمن طيبة وصفها الله في محكم كتابه، وأهلها لا بد ان يكونوا طيبين ،فعلينا أن نكون كذلك وأن ننشر المحبة والسعادة والإخاء فيما بيننا، وأن نفوت الفرصة على الأعداء وعملائهم الذين أرادوا زراعة الكراهية والحقد ولانتقام فيما بيننا، فشعبنا شعب السلام شعب المحبة ،لا يحمل الحقد وليس لديه ثقافه الانتقام ولا يكن العداء لأحد، ولا يهدد أحداً، ولا يشكل خطراً على أحد ،ولا يتدخل في شؤون أحد، لكنه لا يفرط في ارضه ولا يسمح بانتهاك سيادته واستباحة عرضه وكرامته، فكما وصفه الله بالبلد الطيب ،كذلك وصف شعبه بالقوة والبأس الشديد ضد اعدائه .
اليمن سمي بالسعيد وسيظل وسيبقى سعيدا، رغما عن انوف أعدائه، وكل عام وشعبنا اليمني الصامد والمناضل ، وامتنا العربية والإسلامية في خير وسلام وتوحد وأمن واستقرار وتقدم وازدهار.
وعاش اليمن حرا أبيا والخزي والعار للخونة والعملاء .
في الجمعة 24 أغسطس-آب 2018 07:38:55 م