|
هناك نوعية من مرضى النفوس لا يمكن ولو لمرة واحدة في حياتهم أن يقولوا كلمة حق، ولا يمكن أبداً أن يضعوا أحقادهم جانباً ويكونوا منصفين في القضايا الإنسانية.
منذ بداية «طوفان الأقصى» وهم يصدعون رؤوسنا ليلاً ونهاراً: “هيا يا حوثيين؛ متى ستضربون إسرائيل؟!”، «هيا يا حوثيين؛ أطلقوا صواريخكم باتجاه إسرائيل»، «مكنتونا الموت لأمريكا الموت لإسرائيل كذباً وخداعاً، ولا تستطيعون يا حوثيين أن تهاجموا أمريكا وإسرائيل حتى بطلقة واحدة!»، «أنتم... وأنتم... وأنتم...»، وعليها وحين انتشرت الأخبار عن انطلاق عدة صواريخ من اليمن باتجاه الكيان الصهيوني، وتعرض سفينة أمريكية كانت تبحر في البحر الأحمر لقصف صاروخي من اليمن، قلبوا نغمتهم على الفور: “أنتم ستكلفون علينا يا حوثيين!”، “أنتم دعاة حرب ومشاكل يا حوثيين!”، “أنتم... وأنتم... وأنتم...”!
لا حول ولا قوة إلا بالله، هيا وكيف يا جماعة؟! ماذا تريدون أن نفعل بالضبط؟!
ما اسرع أصابكم الذعر! فهذه الأخبار ما تزال أولية، ولم يتم حتى الآن تبني أي عملية بشكل رسمي من قبل القوات المسلحة اليمنية!
المهم، بعيداً عن مرضى القلوب هؤلاء، الذين لا يمثلون اليمن وأحفاد الأنصار، جميعنا نعلم أن المواجهة مع “إسرائيل” حتمية لا محالة، وكل عربي ومسلم لا تزال فيه ذرة من الإنسانية سيكون له صولة وجولة في هذه الحرب.
نحن لا نخاف أمريكا ولا “إسرائيل”، وإننا على يقين أن جحافلهم وجيوشهم أوهن من خيوط العنكبوت.
وليكن هذا العالم -وبالأخص الكيان الغاصب- متأكداً أن آخر شيء سيخيف اليمنيين هو الحرب.
وعلى العكس، نحن أبناء الحرب، ولا مشكلة لدينا في خوض المعارك ومواجهة قوى الشر إلى يوم القيامة.
وبمناسبة الحديث عن ضعف الكيان، فإن من أجمل ما فعلته عملية “طوفان الأقصى” أنها أثبتت عملياً أن جيش العدو الصهيوني، بما يمتلكه من ترسانة ضخمة ودعم عالمي، يعد جيشاً عاجزاً وضعيفاً، ويظن أنه بارتكابه جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين سيواري سوأته، ويغطي على مشاهد هروب كتائبه أمام المقاومين الأبطال.
بالله عليكم، هل هناك جيش قوي يقصف المستشفيات والمنازل؟! هل هناك جيش قوي يبيد مدينة بأكملها معتمداً على سلاح الجو؟! هل هناك جيش قوي يفرد عضلاته على المدنيين والعزل، ويتلذذ بقتل النساء والأطفال؟!
لو كان للصهاينة المجرمين عقول تعمل، لتعلموا الدرس من انتصار اليمن التاريخي على تحالف الشر.
والله إن سلاح الجو لن ينقذكم، واستراتيجية المجازر الجماعية لن تجلب لكم سوى الهزيمة والخسران، وإن لم تصدقوني فاسألوا عيال مردخاي عن ذلك!
* نقلا عن : لا ميديا
في الإثنين 23 أكتوبر-تشرين الأول 2023 09:01:32 م