|
ما الذي يريده اليهود منا نحن المسلمين…
عبر تاريخهم المدنس بأفعالهم القذرة، سعى اليهود إلى محاربة الله، عبر تحريف الكتب السماوية، وحرف المؤمنين عن أديانهم، إلى أن أصبح الكفر إيماناً، والإيمان كفراً..
فنرى الأمة المسيحية كيف أصبحت تؤمن بالمسيح -عليه السلام- رباً لا نبياً مُرسلاً، وقد عرتها الانقسامات، والاتجاهات، التي صارت أدياناً متباينةً، لا مذاهب.. فالكاثوليك، والبروتستانت، وغيرها، وأصبحت كل كنيسة تُشَرِّعُ حسب هوى رهابينها وقسيسيها، ولو خالف ذلك الدين الذي هم به يؤمنون، فتلك الكنيسة تحلل شرب الخمور، وتلك تبح زواج المثليين، وهلم جرا، إلى أن انحلت الأمة النصرانية، وأصبحت أمة كافرة، وسوقاً رخيصاً لرؤوس الأموال اليهودية..
لم يكن الدين الإسلامي ولا المسلمون بمنأىً عن خطط الماسونية اليهودية الدنيئة، التي تسعى منذ عصر الخلافة الإسلامية إلى انحلال هذه الأمة العظيمة، فبالمال وأطماع السلطة، سعى اليهود إلى إغراء الطامحين لهما، وإغراقهم بالأحلام الممكنة وغير الممكنة، وبالماديات والمنكرات، حتى ذابوا في مستنقعات الشيطان، وأصبحوا أدوات رخيصة في أيدي الماسونية، تنفذ بهم الانقلابات والحروب والانشقاقات عن جسد الدولة الإسلامية في مهدها..
لم يستطع اليهود تحريف القرآن الكريم فعمدوا إلى اختراع الحديث، وكان هناك في زمن بني أمية آلاف الأحاديث المنسوبة لنبي الله محمد -صلوات الله وسلامه عليه وآله- والتي تنخر في جسد الدين، وتفرق جماعة المسلمين، حتى تباينت مسائل تعتبر من الأساسيات المشهودة من قبل جمهور صحابة رسول الله وآل بيته الطاهرين، كالنداء للصلاة، والصلاة نفسها، وكأن العصر الذهبي للدولة الإسلامية منذ فجرها حتى العقد الرابع شهد مثل هذه التباينات، بينما لم يكن لها وجود، ولم يقرها من بعد عقل ولا نقل، والخلاصة أنها من نتاج اليهود القابعين خلف كل خطة لتحريف الأديان ومحاربة الله ورسله وكتبه ..
يقول الشيخ عبدالرحمن الدوسري في كتابه اليهودية والماسونية ما نصه :
” ولقد كتبت وصرحت – جازما – عام 1385هجرية /1965م بحصول تلك الكوارث ومجيء اليوم الذي تتبادل فيه الدول العربية التمثيل الدبلوماسي وغيره من نواحي الحياة، ولكني لا أضبط تحديد زمنه، والجهة التي ستبادر إليه، أنما ازداد يقيني به منذ أن تجاوب شيخ الأزهر مع أيبان بتفسير قول الله تعالى : (وان جنحوا للسلم فاجنح لها..) وكأن القرآن لا يفسر إلا من دماغ رئيس يهودي..فمن المعلوم ان شيخ الأزهر لا ينطق من تلقاء نفسه أبدا.
والتصفية التي نتحدث عنها أصبحت قريبة، وسينشأ عنها الأخطار التالية :
الاتفاق الدبلوماسي والثقافي والتجاري وفتح الحدود.
إذابة الروح الدينية عند المسلمين وإماتة الحمّية والشهامة ضد العدو.
يربح العدو وعملاؤه الغاء المقاطعة، بحيث تصبح هذه المقاطعة معاملة حرة تزداد بها مكاسبه وصادراته زيادة هائلة.
ستصبح بلاد العدو مصيفا يرتاده كل الفساق العرب ينعمون بجوار اليهوديات المتدربات على كسب الرجال وابتزاز الأموال، وسيكون نتيجة ذلك أن تسيل الأموال العربية باتجاه إسرائيل، وان يسيل الفساد اليهودي باتجاه العرب.
حصول الألفة التامة بين العرب واليهود من كل الطبقات بدلا من الوحشة والنفرة، وسيغزونهم بالحشيش وجميع أنواع المخدرات والمسكرات زيادة على ماهم عليه، وقد يجعل التزاوج والاستخدام، وستحل الميوعة العامة في جميع الطبقات، وتموت الروح العسكرية في مواضع وتضعف في مواضع أخرى.
سيبتلى بعض العرب بحكامهم فيرهقون بالظلم والسجون والضرائب حتى يتمنوا الخلاص من حكامهم ولو بإسرائيل ” وهذا ماتخطط له إسرائيل والماسونية العالمية “.
إذا قامت دولة فلسطينية على أي جزء من أرض فلسطين فستكون شيوعية علمانية تلتقي مع إسرائيل في بعض المواقف، وسيكون بينها وبين الأردن عداوات سياسية تشطر العرب إلى شطرين فتقوم الخلافات والمهاترات، وإسرائيل تسر وتنمي ذلك.
انتهى كلام الشيخ الدوسري..
يبقى السؤال.. ما الذي يريده اليهود منا ؟..
يريدون طمس هويتنا التي -باعتقادهم- تهدد وجودهم، وهي في الحقيقة تهدد أطماعهم ومشاريعهم الشيطانية الساعية إلى محاربة السماء وطمس الدين، وجعل البشر سلعة بلا قيمة في يد الشيطان..
يريدون تفكيك الأمة، وغرس الفتنة الطائفية في كل بلد، وتركيزها في أماكن معينة لكل بلد، بعد غرسها غرساً فيه، كما هو حاصل حالياً في كل من العراق وسوريا واليمن، في أربيل ودرعا وتعز.. لتكون بؤراً للطاقة السلبية التي يقذفون بشررها الأمة من داخلها، وليتحول المسلمون عن دينهم، جلبوا يهود الشتات، ويهود 48م، وأعادوهم وذرياتهم إلى البلدان التي كانت أوطانهم قبل بيعهم كل ما لديهم فيها وهجرتهم إلى (روشلام) أو (أورشليم) (القدس)، عادوا بذراريهم مؤهلين للادعاء أنهم مسلمون، عادوا مؤهلين لزرع الفتنة، مؤهلين لتدمير الدين، وبث الفرقة بين المسلمين، يتلون كتاب الله القرآن ويتباكون عند قراءته ويحدثونكم بحديث سيد المرسلين، وبما نسبوه إليه من زيف الأحاديث، ولأن القرآن أخرسهم ونقض بناءهم لتحريفه، أصبح تفسيره هو ديدنهم، وكأنه أحلام منامية يحتاج لتفسير، حتى أصبح أتباعهم من المسلمين يدعون عجزهم عن فهمه واحتياجهم إلى شيخ يفك طلاسمه ورموزه، بينما هو واضح، وجاء بلسان عربي مبين، لكن عماهم الذي صنعه انحرافهم الفعلي عن الدين -الذي كان نتيجة صنع اليهود- هو الذي منعهم من فهم القرآن.. قال تعالى : (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها)؛(كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).. حتى أصبحوا كالأنعام، بل هم أضل، تقودهم فتوى فتشرق بهم وتغرب حسب هوى دجالهم الأعور.
إن خطر الوهابية على الأمم كخطر الماسونية نفسها، فهم ذراعها الطولى، والجهاز الجاهز لبذل الأرض والعرض لأسيادهم اليهود عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.. فهلا صحونا وتسلحنا بالوعي لصد هذا الكيد الخبيث والسرطان المتفشي في جسد أمة الإسلام، إن أتباع الشيطان يعملون بجد وهمة ودراية، يقابلهم عباد الرحمن الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
فاختر لنفسك ما يطيبُ لها *** واعمل فأنت الأمرُ والقدَرُ
في الإثنين 27 أغسطس-آب 2018 09:16:48 م