|
يتصاعد القلق الصهيوني من احتمال دخول حزب الله على خط المواجهة، وتوسّع الحرب إلى خارج قطاع «غزة». وفي ظل توسع الهجمات القادمة من جنوب لبنان، تزداد حالة الخوف داخل الكيان من قوة حزب الله في لبنان وقدرات أنصار الله العسكرية في اليمن، بعد إعلان الحزب والأنصار موقفهم المساند للشعب الفلسطيني بالصواريخ والمسيرات، وليس بالاحتجاجات والتظاهرات السلمية فقط. هذا القلق تحول إلى رعب داخل الكيان «الصهيوني» المهدد بالزوال، على يد المقاومة من غزة إلى صنعاء مروراً بعاصمة الردع بيروت، والدور المحوري لبغداد.
يدرك العدو الصهيوني أن توجيه ضربة استباقية لحزب الله لم يعد ممكناً، وأصبح أمراً مستحيلاً، لمعرفة الحزب بإمكانية وقوع هجوم صهيوني، وقد اتخذ بالتأكيد جميع التدابير اللازمة لإحباطه. ويتحدث إعلام العدو عن امتلاك حزب الله حالياً عشرات الآلاف من الصواريخ وما لا يقل عن 30,000 صاروخ بعيد المدى تغطّي منطقة «غوش دان» وجنوبها، وهي مجهزة برؤوس حربية يبلغ وزن الواحد منها نصف طن أو أكثر، وتتجاوز قوة تدميرها بشكل تراكمي قوة القنبلة الذرية التي دمرت هيروشيما سنة 1945، ولم يواجه الكيان الصهيوني أبدا مثل هذا التهديد، وليس لديه قدرة حقيقية على التعامل معه.
رئيس وزراء الكيان الصهيوني سابقاً، إيهود باراك، عبّر عن مخاوف الكيان بتصريح صحفي قال فيه صراحة: «ليس لإسرائيل مصلحة بفتح الجبهة الشمالية مع حزب الله»، وأنه لا ينصح حزب الله أو لبنان بالمشاركة في الصراع؛ لكنه خارج عن سيطرة «تل أبيب»، هذه المخاوف لم تعد سراً، بل يتناقلها المسؤولون الغربيون قبل المسؤولين الصهاينة، والجميع لديهم قناعة كاملة أن الكيان الصهيوني بعد عملية «طوفان الأقصى» تمر بحالة ضعف غير مسبوقة، وتعاني من حالة تخبط كبير، حيث تقف بين خيارين كلاهما يؤديان إلى الزوال؛ فإذا قرر جيش الاحتلال التوغل البري في قطاع غزة ستكون نهايته على يد مقاتلي القسام وسرايا القدس والإسناد الناري القادم من بيروت وصنعاء، وإذا قرر ابتلاع الهزيمة وإعلان وقف إطلاق النار عبر وساطة مصرية أو قطرية، لن ترحمه المقاومة التي ستستثمر انتصار السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وتواصل الضرب في الميت حتى الزوال.
سكوت ريتر، الضابط السابق في البحرية الأمريكية، وفي تعليق له عن مآلات الحرب الحالية، قال إنه إذا دخلت القوة الكاملة لحزب الله على خط المواجهة سيسقط شمال «إسرائيل» بالكامل، وستكون حيفا في خطر، و»تل أبيب» سوف تدمر وستتم تسويتها بالأرض، محذراً الصهاينة من أن صواريخ حزب الله الحديثة والموجهة والدقيقة، ستجعلهم يشعرون أن صواريخ المقاومة الفلسطينية «حماس» كانت ألعاباً للأطفال مقارنة بالصواريخ التي تمتلكها المقاومة في لبنان.
الجديد في معادلة الرعب التي فرضتها المقاومة، هي تلك القوة العسكرية القادمة من صنعاء، والتي يصعب على القوات الصهيونية حتى معرفة حجمها أو نوعها أو مداها؛ غير أنه على يقين تام بأن صنعاء تخبئ في جعبتها الكثير من المفاجآت، كيف لا، وهي التي قهرت تحالفاً ضم كل من يصفون أنفسهم بأقوى أقوياء العالم عسكرياً وأمنياً واقتصادياً. ما زاد هذا الرعب هو ما أعلنه المتحدث باسم البنتاغون، باتريك رايدر، من أن مدى صواريخ «أنصار الله» اليمنية يقترب من 2000 كيلومتر، وهي المسافة المطلوبة لدك «تل أبيب» وتسويتها بالأرض.
ولأن ما يرعب الصهاينة بطبيعة الحال يرعب الولايات المتحدة الأمريكية، خرج المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، من سباته الطويل، ليعبر عن خشية واشنطن من أن الأزمة في غزة تهدد التقدم نحو السلام في اليمن، واصفاً احتمالات مشاركة صنعاء عسكرياً في عملية «طوفان الأقصى» بأنها «أسوأ مخاوف واشنطن»، معتبراً أن إطلاق صنعاء للصواريخ والطائرات المسيرة إلى الكيان الصهيوني بالأمر المؤسف.
ومع تصاعد الهجمات الإرهابية الصهيونية على غزة، تزداد الاحتمالات بتوسع كرة النار، وفي حال استخدمت صنعاء خياراتها العسكرية الأخرى، ستكون الصواريخ والمسيرات اليمنية إلى «تل أبيب» بالنسبة للغرب «أخف وأرحم»؛ لأن الذهاب صوب إغلاق باب المندب، أو ضرب القطع العسكرية الغربية في البحر الأحمر، سيجر العالم نحو المعركة الكبرى المنتظرة، التي من المتوقع أن تنخرط فيها كل من روسيا والصين بطرقهما الخاصة لتسريع عملية إسقاط النظام الغربي وأفول نجمه، والبداية بزوال الكيان الذي أصبح قريباً.
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 29 أكتوبر-تشرين الأول 2023 07:43:30 م