|
من يعتقد أن الكيان الصهيوني يمثل أو يمكن أن ينطبق عليه مسمى ومعنى «دولة مدنية»، للأسف مغفل، ولا ينظر للصورة الحقيقية للكيان الصهيوني.
أي مدني صهيوني في الجغرافيا المحتلة وخارج الأراضي المغتصبة هو عسكري مدرب ومسلح مجهز عقائدياً ونفسياً ومخول دستورياً لقتل الشعب الفلسطيني. المجتمع الصهيوني ممتلئ بالكراهية والعنصرية النازية سفكاً للدماء وذبح الأطفال وبقر بطون النساء وارتكاب المجازر الجماعية.
منذ اللحظة الأولى لوصول أول دفعة من الصهاينة إلى أرض فلسطين، كم عدد القرى التي تم إحراقها وحرق أهلها؟! كم عدد البيوت التي هُدمت على رؤوس ساكنيها؟! وكم...؟! وكم...؟!
مجتمع مسلح من أصغر صهيوني، ذكراً وأنثى. ووثق الإعلام حتى قبل «طوفان الأقصى» بعض حقيقتهم على لسان شيطان ما يسمى وزارة الأمن القومي الصهيوني، بن غفير، وتشكيله لمليشيات القتل، وحملات توزيع السلاح ودعوات رسمية لحمل السلاح وقتل الشعب الفلسطيني. وكانت تمر هكذا دعوات وتصريحات ولا يلتفت إليها أحد، لا إعلامياً ولا سياسياً، وترتكب جرائم القتل بحق الفلسطينيين كل دقيقة، ولم يكن يتكلم أحد، وكأن تكرار قتل الفلسطيني الأعزال أصبح حادثاً طبيعياً كحادث مروري على الطرقات!
«طوفان الأقصى» غير الواقع الميداني اليوم بدون رجعة، وأصبح الدم الفلسطيني غير قابل للهدر ولن يمضي سفكهُ بدون رد وعقاب.
كيان غاصب تم تغطيته من قبل أسياده: بريطانيا وأمريكا ودول الغرب الصهيوني، سياسياً ومالياً وعسكرياً، وتم تحصينه حتى على أبسط المستويات: الإدانة. وينطبق عليه أن الصهاينة أمنوا العقاب فأساؤوا العمل. اليوم، وبعد كل هذا القهر وما حصل لعقود، حان يوم الحساب ووقت العقاب، وتجريعهم ألم ما جنت شيطانيتهم الصهيونية المجرمة لعقود ماضية.
يجهل الكثير أن في عقيدة الصهاينة وكتبهم أن الصهيوني إذا تعرض للقتل من أبناء جنسه فيجب قتل الجاني حتى يرتاح الأول في قبره، وإذا كان القاتل من غير ملته فوجوباً قتل القاتل ومائة آخرين من ذويه حتى يرتاح المقتول في قبره. هذه عقيدة المجتمع الصهيوني الدموي، قتلة الأنبياء والرسل، الذين لا يحسبون للمحرمات أي حساب.
العالم المتصهين لا ينظر إلى الإنسان كآدمي في أي جغرافيا ومن أي أرض وأياً كان لون بشرته أو لغته على أنهُ إنسان، بل هناك فرز وتمييز بجنسيتك وديانتك والدولة التي تحمل جوازها وهويتها.
الشعوب الإسلامية بحاجة لصعق إعلامي ينشط الذاكرة عن حقيقة كيان الشيطان الصهيوني، بعرض واستحضار مشاهد وصور لمجازره المغيبة والتي تعمدت وسائل الإعلام لعقود عدم تداولها وبثها، ابتداءً منذ مجزرة غزة الأولى 1947 فترة الصهيوني بن غوريون، وما قبل وبعد النكبة إلى الآن، عبر عرض مقاطع فيديو قصيرة وبتعليق موجز على وسائل التواصل توثق تاريخ المجزرة والمكان والقاتل، تزامناً مع الحراك الشعبي في الدول الغربية، الذين هم اليوم في حالة استفاقة وفهم لحقيقة ما يجري في فلسطين واتضاح الوجه القبيح للكيان الصهيوني.
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 01:16:26 ص