|
لطالما نفذت السعودية ضربات غادرة بحق أبناء الأمة الإسلامية عبر أدواتها من التكفيريين والسيارات المفخخة بدعاوي مذهبية وطائفية لا أساس لها من الصحة.
حيث شاركت السعودية في تفويج آلاف التكفيريين إلى بلدان كثيرة بدواعي جهادية، ليس بينها فلسطين، ونفذت عبرهم مجازر ومذابح دامية، كان أعنفها في سوريا والعراق، وإلى حدٍ ما في لبنان واليمن.
وخلال عقدي التسعينيات والثمانينيات، شاركت السعودية في افتعال أزمتي أفغانستان والشيشان عبر الضخ بمبالغ كبيرة هائلة نجحت في استدراج آلاف الشباب للقتال هناك لتحقيق أغراضاً سياسية خاصة بحلفائها في واشنطن، وكان لذلك تداعيات كارثية كبرى لا تزال قائمة حتى اليوم، أبرزها ظهور تنظيمات متطرفة كالقاعدة وداعش.
إلا إن إسرائيل واليهود كانوا بمأمن من الخطر السعودي طيلة تلك العقود، بل واستطاع الكيان الصهيوني، عبر المال السعودي والفكر الوهابي، أن يدير الجماعات المتطرفة ويجعلها حيث يريد ومتى شاء.
كان ذلك مؤشراً قوياً على التعاون الخفي بين الرياض وتل أبيب، بدأ فيه النظامان المواليان للغرب كالجسد واحد عندما يتعلق الأمر بقتال الأمة الإسلامية وتشريد أبنائها.
إلا أن السُنة الإلهية تقتضي أن يرتد الشر على صاحبه، وأن يدفع الجاني ثمن جنايته على طريقته الخاصة به، وفي ذلك يتضح العدل الإلهي بشكل جلي ولو بعد حين.
وما خروج التآمر الصهيوـ سعودي للعلن عبر نافذة التطبيع إلا علامة على قرب انتهاء مرحلة المصالح، وبداية مرحلة الأحقاد التي عادةً ما تعقب أي تحالف شيطاني، كما هو حال الرياض اليوم مع كيان إسرائيل، العدو المطلق للبشرية جمعاء.
وسيشكل التطبيع وسيلة لضرب كيان إسرائيل من الداخل، وستتمكن عناصر التطرف والإرهاب من الوصول إلى المستوطنات الصهيونية بكل يسر، ليرتكبوا مذابح مروعة بحق اليهود، على خلاف العادة.
إن مصلحة السعودية الفعلية هي نصرة القضية الفلسطينية ومعاداة الصهاينة، ففي ذلك ضمان بقائها وأمنها من تسلط شعبها عليها الذي يبدو وشيكاً إذا استمرت في سياساتها الراهنة.
وبما أنّ مشروع زوال إسرائيل قد ابتدأ، فستجد المملكة نفسها بين خيارين؛ إما السقوط لنظام آل سعود، أو الالتحاق بركب الأمة الساعي لتحرير فلسطين المحتلة.
وحتى لو تخلف النظام الرسمي في المملكة، فإن تيارات شعبية ودينية ستبادر إلى محاربة كيان إسرائيل مستغلةً التطبيع الرسمي للوصول إلى قلب العدو الصهيوني، وتوجيه ضربات موجعة ستساهم في تلاشي الكيان الغاصب وتحرير فلسطين.
* نقلا عن :السياسية
في الإثنين 06 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 06:12:36 ص