|
في خضم احتفالات شعبنا اليمني بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ،فإن ثورة 26سبتمبر الخالدة ستبقى هي الثورة الأم ،وهي الشمعة التي أضاءت سماء التحرر اليمني من الحكم الامامي العائلي والاستعمار الانجليزي، فهذه الثورة كانت ضرورة ملحة لخروج اليمن من براثن الجهل والتخلف والمرض،وانتقاله إلى اللحاق بركب العلم والتطور والحداثة،ولكن للأسف ما أن انطلقت شرارة ثورة 26سبتمبر1962م،وتم إعلان أهدافها الستة، حتى بدأ التآمر عليها من قبل مملكة بني سعود وعبر عملائها ومرتزقتها في الداخل،والهدف وأد هذه الثورة، والقضاء عليها وهي لا زالت في بدايتها،فكانت مملكة بني سعود تدعم المرتزقة بالمال والسلاح والهدف عودة أسرة بيت حميد الدين للحكم، ودخلت اليمن في حرب أهلية استمرت لخمس سنوات حتى وصلت قوات المرتزقة المدعومة سعوديا إلى مشارف صنعاء ،وكانت خلال هذه الحرب قد تدخلت مصر عبدالناصر وأرسلت قوات لليمن للدفاع عن الجمهورية، وهنا اختلط الدم اليمني مع الدم المصري دفاعا عن الثورة والجمهورية والحرية ،وقد تخلل سنوات الحرب عدة مؤتمرات حوار وسلام بين الثوار الجمهوريين وعملاء بني سعود الملكيين،ولكنها باءت كلها بالفشل، ولكن كان صمود وتضحيات الإنسان اليمني هو ما افشل مخطط بني سعود وأهدافهم في اليمن وانتصرت ثورة 26سبتمبر وارتفع علم الجمهورية خفاقا فوق جبال اليمن الشامخة،واليوم وكأن التاريخ يعيد نفسه ولا زال الحقد السعودي هو نفسه وعلى نفس الشهر ،فبعد ثورة 21سبتمبر 2014م والتي يعتبرها المتضررون منها انقلابا ،قامت مملكة بني سعود بشن عدوانها الظالم والغاشم على اليمن في 26مارس 2015م،وذلك انتقاما منها على الشعب اليمني،ومحاولة منها لوأد هذه الثورة الشعبية وهي في بدايتها كما قامت مع ثورة 26سبتمبر 1962م.
فثورة21سبتمبر هي ثورة شعبية جاءت ملبيهً لمطالب الشعب ،وكانت ضرورة ملحة للقضاء على عتاولة الفساد ورموز الخيانة والعمالة الإقطاعيين الذين حولوا اليمن إلى مزرعة وملكية خاصة بهم، فهم أصحاب شركات النفط والغاز وهم ملاك شركات الاتصالات ،وهم أصحاب الأراضي والعقارات،وهم من يملكون شركات النقل البرية والبحرية والجوية ،وهم وكلاء الشركات العالمية وهم مالكو البنوك التجارية والفنادق والوكالات السياحية، وهم من يعين الوزراء والمحافظين وقادة الجيش والأمن ،هم الكل في الكل، وكان هؤلاء الرموز هم من زرعتهم مملكة بني سعود في كل مفاصل الدول ومؤسساتها وكانوا يتلقون الأوامر والدعم منها فكانوا يتقاضون مرتبات شهرية عبر اللجنة الخاصة السعودية علاوة على ما ينهبونه من ثروات اليمن،فكانت ثورة21سبتمبر ضد هؤلاء وهي من طردتهم وخلصت اليمن من شرورهم والذي نتمنى ألا يعودوا أو يظهر اقطاعيون بدلا عنهم،وكذا كانت ثورة 21سبتمبر ضرورة ضد التدخلات الخارجية في شؤون اليمن الداخلية، ورفضا للوصاية الخارجية السعودية والأمريكية وحكم السفارات، فكان هذا العدوان وهذه الحرب على اليمن حقدا على سبتمبر وانتقاما من ثورته التحررية،فما إجماع العالم ضد الشعب اليمني وثورته إلا دليل واضح على أنها ثورة شعبية يمنية خالصة ضد رغبات ومخططات الخارج،فهذه الثورة كانت بتخطيط يمني كما هي ثورة 26سبتمبر،ولو كانت لها أياد خارجية لّما اجمع العالم ضدها ويريد إفشالها، ولما شن حربه الكونية التدميرية ضد أبناء الشعب اليمني كاملا وقتل عشرات الآلاف ودمر البنية التحتية وفرض حصارا بريا وبحريا وجويا ،يستهدف كل أبناء الشعب فمن لم يمت بقصف طيران تحالف العدوان وضربات صواريخه يموت جوعا أو على سرير المرض،فهذا هو الحقد السعودي ضد أبناء الشعب اليمني وثوراته،وهي مملكة بني سعود التي ظلت تحاربه وتتدخل في شؤونه قرابة نصف قرن ،فعندما حست أنها فقدت السيطرة وخسرت اذرعها وجواسيسها وعملاءها الذين زرعتهم في مؤسسات الدولة ومفاصلها وان اليمن خرجت عن وصايتها،قامت بشن عدوانها عليه.
واليوم وشعبنا يحتفل بالذكرى الـ56لثورة26سبتمبر1962م، الثورة الأم، والذكرى الـ4لثورة 21سبتمبر2014م،فإن شعبنا يعلن مواصلة كفاحه وصموده وتضحياته حتى تحقيق كل أهداف ثورة 26سبتمبر و14اكتوبر ومنها تحرير كل شبر من تراب اليمن الطاهر،والتحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة نظام حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، وبناء جيش يمني قوي لحماية البلاد، ولاؤه لله والوطن ،وان شعبنا اليمني وجد حرا وسيبقى حرا ولن يقبل الوصاية من احد، لا أمريكا ولا السعودية ولا إيران ولا دويلة عيال زايد ولا بريطانيا ولا روسيا،وان دماء أبنائه التي روت تراب اليمن الطاهر لن تذهب هدرا ،وان ثرواته سيتم استغلالها للنهوض بالوطن ورفع مستوى الشعب اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا ،وان اليمن يتسع لكل أبنائه ولن يحكمه إلا أبناؤه الوطنيون الشرفاء والأحرار، وان السلام في اليمن لن يحققه إلا أبناء اليمن عندما يحكمون شرع الله،والنظام والقانون ويجلسون على طاولة واحدة على ارض اليمن ،ويجعلون مصلحة اليمن فوق كل المصالح،وألا يرتهنوا للخارج ، ولا ينتظرون حلا أو سلاما من احد، لا أمم متحدة ولا مجلس امن ولا سعودية ولا غيرها،وان يجعلوا من أهداف ثورة 26سبتمبر1962م، عنوانا عريضا للحوار والسلام في اليمن.
وعاش اليمن حراً أبياً والخزي والعار للخونة والعملاء.
في الجمعة 21 سبتمبر-أيلول 2018 07:20:58 م