كيف تتحقق لنا الغلبة؟
مجاهد الصريمي
مجاهد الصريمي
عادةً ما يتجه أشباه الرجال من المطبعين والأذناب العملاء المنافقين إلى استفزاز الأحرار والشرفاء بإثاراتهم المغرضة، وأطروحاتهم المضللة، التي تعزف جميعها على الوتر الحساس، مستغلين سائر القضايا والأحداث التي قد تظهر إلى الواجهة في أي مرحلة من المراحل الزمنية، لاسيما ما كان من تلك القضايا والأحداث متعلقاً بفلسطين القضية الكبرى والمركزية لكل إنسان سوي، له انتماء إلى دين، ذي فطرة سليمة، ينطلق على أساس ما يحمله من قيم وأخلاق، ويعيش الحرية بمفهومها الصحيح، ذات الأبعاد الشاملة، والمعاني الكبرى، المستندة إلى تلك السمات والخصائص الجوهرية التي تدخل في بناء وتكوين الشخصية الملتزمة الواعية المبدئية، التي لا يمكن لها الدخول في مساومة من أي نوعٍ قد تمس بأرضها أو فكرها أو تاريخها أو مقدساتها أو عرضها وشرفها، ولطالما نجح هؤلاء المطبعون والمنافقون وأشباههم بجر الأحرار إلى مربعهم، لتنفتح بعد ذلك أكثر من معركة جانبية، تسهم جميعها في تضيع المعاني والخطوط والمرتكزات والمقومات والنتائج التي تتبناها المعركة الكبرى، التي تخاض ضد الشيطان الأكبر، والغدة السرطانية، وبقية القوى الاستكبارية الصهيونية الأنجلوسكسونية، ولعل السر في استمرارية المنافقين هؤلاء والعملاء في إحراز النجاحات المتتالية بهذا الخصوص يرجع إلى عدة أمور منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
- تركيز الأحرار على كل صغيرة وكبيرة قد تثار من قِبَل أولئك العملاء والمنافقين، والعمل على جمعها وإحصائها وتفنيدها والرد عليها، سواءً بشكل فردي أو جماعي، إلى الحد الذي يجعلنا نقف أمام أكثر من خطر يتهدد الوعي العام، ويعصف بالوجدان الجمعي، كأن تصحو الأمة على نشوب معركة بين المسلمين باعتبار انتمائهم للإسلام فكراً وشريعة، وتاريخاً وإنساناً، وأرضاً ومقدسات، وبين اليهود الصهاينة والاستكبار ككل، ثم بقدرة قادر تصبح المعركة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي معركة بين المسلمين أنفسهم سنةً وشيعة.
- إغفال الأحرار للجانب الأدبي والفني، إلى الدرجة التي يصبح فيها هذا الجانب لا قيمة له ولا اعتبار، إلا بالقدر الذي يمكنهم من تغطية المساحات الفارغة في الخرائط البرامجية، أو صفحات المواقع والصحف، متجاهلين ما لهذا الجانب من دور وأهمية في حسم المعركة المصيرية التي تخاض بيننا وبين الصهيونية والاستكبار وأذنابهما لصالحنا كأمة عربية وإسلامية، كسلاح فعال ومؤثر لا غنى عنه، ولا نبالغ إذا قلنا: إن علامة وصولنا إلى نقطة الغلبة لعدونا هي جعل البندقية والقلم بمقام واحد، بحيث تكون للكلمة والرصاصة فوهة واحدة تنطلقان منها.

* نقلا عن : لا ميديا


في الثلاثاء 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 11:42:17 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=10978