|
مثلت خطابات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي منعطفا هاما فيما يخص القضية الفلسطينية كقضية محورية ولطالما حثت على التعاطي معها بروح المسؤولية مؤكدة الجهوزية العالية لخوض المعركة المصيرية لمساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بكل وسائل الدعم.
ومنذ انطلاق المسيرة القرآنية في مرحلتها الأولى ركز الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي على أهمية القضية الفلسطينية والتي اخذت حيزاً كبيراً في مشروعه القرآني بمواقف عملية كالهتاف بالشعار وتعميمه والدعوة للمقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والصهيونية وكسلاحين وجهتا في خدمة القضية الفلسطينية.
وكان هذا التوجه الذي سار عليه الشهيد القائد لسيد حسين بدر الدين الحوثي أحد وأهم أسباب الحروب التي شنت عليه حتى استشهاده سلام الله عليه.
في السابع من أكتوبر والذي يصادف الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر عام 1973 والذكرى السادسة والثلاثين لتأسيس كتائب القسام انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الثالثة “طوفان الأقصى” كحق مشروع أمام إجرام الكيان الصهيوني المغتصب والتي كسرت المعادلة وأوجدت مرحلة الانتقال بمستوى الأداء الجهادي للشعب الفلسطيني.
على المستوى الرسمي
أعلن المجلس السياسي الأعلى أن صنعاء لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، جراء العدوان الصهيوأمريكي وأن تجاوز الخطوط الحمراء يحتم على اليمن القيام بدوره وواجبه الإنساني والديني.
وأمام واقع مرير احترق فيه الشعب ألما وكمدا مما يجري على أرض فلسطين من إبادة ووحشية يتحشد فيها الغرب وأمريكا إلى جانب العدو الصهيوني، وكان أبرزها تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن أن دعم بلاده لإسرائيل “صلب كالصخر” و”راسخ” مما شجع الكيان المغتصب على استباحة دماء الأطفال والنساء بغزة، اتخذت القيادة السياسية قرارات هامة ومصيرية بتقديم كافة المساعدات والدعم الا محدود تمثلت في تشكيل اللجنة العليا للحملة الوطني لنصرة الأقصى على المستويين الرسمي والشعبي.
وأشار فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى أهمية التحرك الرسمي لاحتواء طاقات الشعب اليمني وتوجيهها لصالح القضية الفلسطينية في إطار مسؤولياتها قائلا ان المسئولية الدينية والأخلاقية والإنسانية تحتم على الجميع التحرك”.
الدعم اللوجستي العسكري اليمني لـ”طوفان الأقصى”
وفي خطوة جريئة ليست بغريبة على اليمن الثائر الحر الذي قاوم طغيان وجبروت قوى الاستكبار خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي أعلنت القوات المسلحة دعمها اللوجستي العسكري عبر تنفيذ عدد من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على مواقع العدو الصهيوني في الأراضي المحتلة، في إطار الرد على عدوانه وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني وتنفيذا لتوجيهات قائد الثورة في تقدم كل أنواع الدعم والجهوزية العسكرية، أكدتها تقارير لجيش العدو الصهيوني في بيان صدر عنه إن الانفجارات في إيلات جنوبي الأراضي المحتلة هي بسبب اعتراض سلاح الجو الصهيوني صاروخ أرض – أرض و”تهديد جوي” بالبحر الأحمر.
وتحدثت وسائل الإعلام عن استهداف أكبر قواعد إسرائيل الخارجية وتضم أسطولاً من عشرات المقاتلات الإسرائيلية العسكرية في دهلك بأرتيريا جنوب البحر الأحمر لعملية نوعية أدت لسقوط قتلى وجرحى من الضباط الصهاينة”.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية في وقت سابق أن سفينة حربية أمريكية أسقطت ثلاثة صواريخ وعدة طائرات مسيرة في شمال البحر الأحمر كانت متجهة نحو أهداف في إسرائيل.
قرارات قاصمة للأمريكان والصهاينة
بدورها اتخذت حكومة تصريف الأعمال في صنعاء قرارات كانت قاصمة للأمريكان والصهاينة تمثلت في التوقيع على قرار صادر من وزارة الصناعة والتجارة بحظر دخول وتداول منتجات الشركات الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني وشطب الوكالات والعلامات التجارية للشركات الأمريكية والشركات الداعمة للكيان الصهيوني تشمل عشرات الوكالات والعلامات التجارية في مجالات الأغذية والمشروبات والمعدات والسيارات وأدوات التجميل والمطهرات الخاصة بالشركات التي تعد شريكة في المجازر الدموية بحق الأطفال والنساء والابرياء في قطاع غزة.
المستوى الشعبي
القطاع الشعبي كان هو الاخر حاضرا وبقوة مع حقوق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، حيث خرجت مسيرات شعبية ورسمية في مختلف المدن اليمنية دعماً لغزّة وتأييدا لقرارات قائد الثورة في مناصرة الشعب الفلسطيني، منذ اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى”، وشهدت محافظات الجمهورية تفاعلاً كبيرا تضامناً مع الشعب والمقاومة الفلسطينية انطلاقا من مرحلة الوعي بأهمية القضية وتعزيز روح الانتماء التي بثتها خطابات المشروع القرآني في كل مراحلها المختلفة.
وعبرت تلك المسيرات الحاشدة عن دعمها لغزة بصورة خاصة والقضية الفلسطينية بصورة عامة مؤكدة التأييد المطلق للقرارات التي يتخذها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لمناصرة الشعب الفلسطيني والجهوزية العالية للانضمام إلى أحرار المقاومة الفلسطينية ومشاركتهم هذا الجهاد المقدس ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية والتفاعل الشعبي مع حملة جمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة حتى دحر الكيان المحتل من الأراضي الفلسطينية.
ما اكد المشاركون في المسيرات استمرار الصمود والثبات والتضامن مع أبناء الشعب الفلسطيني في التصدي لجرائم وانتهاكات العدو الصهيوني المغتصب للأراضي والمقدسات الإسلامية، تجسيداً للالتزامات الدينية والإيمانية لنصرة قضايا الأمة وتحرير الأراضي العربية المحتلة.
*نقلا عن : السياسية
في الأربعاء 08 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 09:12:31 م