المرتزقة وصراع المصالح
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس


تشهد شبكات التواصل الاجتماعي وشاشات القنوات الفضائية تراشقات واتهامات متبادلة بين مرتزقة العدوان الجدد والقدامى ، حيث يتهم المرتزقة الجدد الذين التحقوا بصفوف العدوان عقب الفتنة الديسمبرية مرتزقة حزب الإصلاح الذين يحكمون السيطرة على سلطة القرار في مارب باحتلال مارب والاستحواذ على مواردها وثرواتها والتحكم في شؤونها وتعيين الكوادر الإصلاحية في مختلف القطاعات والدوائر الحكومية التابعة لحكومة الفنادق وإقصاء البقية ، وذلك بهدف تحويلها إلى إمارة إخوانية، متهمين قيادات إصلاحية بنهب موارد مبيعات الغاز والبترول والديزل وبقية الرسوم التي يتم جبايتها من المواطنين ، حيث تحولوا إلى مستثمرين في القطاع العقاري بعد أن بسطوا على مساحات شاسعة من الأراضي بمدينة مارب وضواحيها ، مؤكدين على عدم حضور الحكومة ودورها في مارب وأن الإصلاحيين باتوا يمثلون الدولة والحكومة على حد وصفهم في مارب ، هذا وتشهد مدينة مأرب حالة من التوتر والاحتقان وخصوصا بعد دخول الإمارات على الخط وسعيها لتقليم أظافر الإصلاح في مارب والدفع بعناصر موالين لها والضغط باتجاه تعيينهم في مناصب قيادية ومواقع حساسة بمارب لضمان تمثيلها وحضورها في المشهد المحلي بمأرب كما هو الحال في عدن .

يأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال الفشل حليف مرتزقة العدوان وأسيادهم من الإماراتيين والسعوديين والأمريكيين في مختلف جبهات الساحل الغربي بمحافظة الحديدة ، وعلى الرغم من تعاقب الهزائم والانتكاسات التي يتعرضون لها خلال زحوفاتهم المتكررة يذهب المرتزقة للقفز على الواقع والبحث عن المغانم والمكاسب والنفوذ التي ينشدونها في الحديدة ، حيث شن عدد من الناشطين المحسوبين على حزب الإصلاح والذين يقيمون في تركيا هجوما لاذعا على السلطات الإماراتية التي تقود وتمول جبهة الساحل الغربي والتي يتهمونها بالتورط في ما أسموها بالمؤامرة التي تحيكها ضد الحديدة والتي تهدف إلى تسليم الحديدة بعد السيطرة عليها لطارق عفاش وعملاء الإمارات من القيادات الموالية لها على حد زعمهم ، ويذهب هؤلاء للحديث عن تعمد الإمارات الدفع بالعناصر الجنوبية للقتال في الساحل الغربي والاحتفاظ بالعناصر التابعة للمدعو طارق عفاش والتي يتم ادخارها للمرحلة المقبلة، مراقبون سياسيون اعتبروا هذه الرؤية المشبعة بالحمق والسخف والغباء تعكس النفسيات المريضة والمأزومة التي عليها مرتزقة العدوان الذين يحاولون التغطية على أسيادهم ومخططاتهم وأهدافهم من وراء العدوان على بلادنا.

فمن الغباء الحديث عن مكاسب ومغانم وأنت الخاسر والمتقهقر والذي تتكبد الخسائر المتتالية في جبهة تمثل محرقة لهم ومرتزقتهم ، مؤكدين على أن من يحلمون بالسيطرة على الحديدة والهيمنة عليها في حال سقوطها بأيدي قوى الغزو والاحتلال واهمون كل الوهم ، فالمحتل له أجندته ولا يُمكن أن يمكن الخونة من إدارة مصالحه ، معتبرين ذلك عبارة عن خيالات وأوهام تفتقر للواقعية وللمنطق السليم ، مؤكدين على أن اليمن لم ولن تكون غنيمة يتم تقاسمها وتوزيعها بين قوى الفيد والاستغلال ، وبالمختصر المفيد، من السابق لأوانه الحديث عن احتلال الحديدة لأنها باتت المعركة المصيرية لكل اليمنيين الشرفاء ومن المستحيل التفريط بها مهما بلغت التضحيات ، فالتفريط فيها كالتفريط في العرض ، ومع ذلك لا يجدون أي ممانعة في أن يعيش البعض أحلام اليقظة ويغرقوا في فضاء الوهم والخيال والانتصارات السرابية والصراع على تقاسم الكعكة قبل أن تتوفر مقاديرها .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .


في الإثنين 24 سبتمبر-أيلول 2018 07:51:19 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=1102