|
عندما فشلت دول العدوان على اليمن في كسر إرادة اليمنيين أو تحقيق إنجاز في حربهم التي لم توفر سلاحاً لم تستخدمه، لجأت إلى الانتصارات (الدونكيشوتية) في محاربتها للوهم، منذ اليوم الأول للعدوان، أعلنت واشنطن والرياض عن حملة عسكرية ستستغرق عدة أيام، للقضاء على ما سمته (التوسع والنفوذ الإيراني) في اليم ن، وبعد أكثر من 3 أعوام دفعت فيها الرياض وأبوظبي مليارات الدولارات، يتحدثون عن تواجد لحزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي في اليمن.
طيب لو افترضنا أن الحرب كما أعلنوا جاءت لمنع التوسع الإيراني، من وين جاؤوا مقاتلي حزب الله والحشد الشعبي؟ النتيجة أن التحالف بعدوانه وحصاره فشل في تحقيق الهدف الذي أعلن عنه، أو أنه ادعى زوراً وكذباً وجود مشاريع إقليمية ومقاتلين أجانب في اليمن. وفي الحالتين وضع التحالف لا يحسد عليه.
أحياناً حتى الكذب يحتاج إلى تعقل ومنطق، فاليمن الذي قاتل في جبهة التحرير، ودافع عن فلسطين والقضايا القومية والعربية، لا يحتاج إلى استدعاء مقاتلين من خارج حدوده، فالشعب اليمني يدافع عن بلاده وكرامته بنفسه، والكل يعرف من الذي استجلب المرتزقة من أدغال أفريقيا ومن عصابات البلاك ووتر ومرتزقة البشير السودانيين، لتتمكن (نجوى قاسم) من الترويج لانتصارات إعلامية تنتهي بانتهاء نشرة الأخبار.
صحيح أن مظلومية اليمن وثورته (الحسينية) الشريفة دفعت سيد المقاومة السيد حسن نصر الله وقيادات المقاومة العراقية وكل أحرار العالم، لأن يتمنوا لو كانوا جنوداً مقاتلين تحت لواء السيد القائد عبد الملك الحوثي، جنباً إلى جنب مع رجال الرجال من جيشنا واللجان الذين يسطرون أروع البطولات، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن جبهتنا بحاجة للمقاتلين، وإنما اعتبر رجال المقاومة أن القتال إلى جانب اليمن المستضعف شرف وبطولة.
هذا الأمر دفع ماكينة إعلام العدوان لكيل التهم أن حزب الله والحشد الشعبي أرسلوا مقاتليهم لليمن، نفترض أن مجاهدين عرباً من أي بلد كان جاؤوا للقتال دفاعاً عن اليمن، أين المشكلة؟ فالعدوان السعودي الأمريكي الإماراتي هو أصلاً تدخل خارجي بشؤون اليمن، وإذا كان هذا التحالف يفرض حصاراً برياً وبحرياً وجوياً لا يسمح بدخول (حبة بيض) أو (قصعة فول)، كيف سيصل هؤلاء المقاتلون إلى اليمن؟
عندما انكشف الحصار المفروض على اليمن بقضية منع سفر المرضى والجرحى لتلقي العلاج بالخارج، قالت قنوات (نجوى) وأخواتها إن اليمنيين يريدون إخراج مقاتلين من حزب الله وإيران على أساس أنهم مرضى وجرحى، كويس خروج هؤلاء المقاتلين من اليمن يخدم التحالف الذي يبرر فشله دائماً بوجود إيران وحزب الله، والسؤال الذي يبطح نفسه كيف نقدر نهرب صواريخ باليستية من إيران وسوريا ولبنان، ومش قادرين نرجع المقاتلين إلى بلادهم؟ يا عيباه..!
آخر المعارك (الدونكيشوتية) للعدوان في اليمن، ما أعلنته وسائل إعلامهم ومسؤولوهم عن إرسال مقاتلين عراقيين من الحشد الشعبي إلى اليمن، مقابل 9 آلاف دولار شهرياً لكل مقاتل، صدقوني لو معنا هذا المبلغ وهذا الاعتماد لكان يقاتل معنا عبد ربه منصور هادي وعلي محسن الأحمر.
في الجمعة 28 سبتمبر-أيلول 2018 10:58:07 م