|
تدور خلف الكواليس معارك صامتة في كل قضية دولية طبعاً، وعلى وجه الخصوص في إطار خدمة الكيان الصهيوني والأمريكان ودول الغرب الصليبي من بعدهم.
• استخدمت السعودية بإشراف أمريكي صهيوني هذه القوة الخفية والتي تعمل خلف الكواليس وتحركت كذلك في الظل أثناء العدوان على اليمن، وكيف تم شراء الصمت وشراء سكوت المنظمات الدولية لمنع حتى الانتقاد، وحجب ملف جرائم العدوان على اليمن من النقاش وغض الطرف عما يحصل من إجرام وإبادة وحصار، وهنا السعودية ليست المدافع عن نفسها كما يروجون للكيان الصهيوني الذي هو كذلك ليس المعتدى عليه، متجاهلين أن الفلسطيني ضحية لعقود، تم احتلال أرضه وتهجيره وقتله يومياً على يد الاحتلال لأكثر من سبعين عاما، وما حصل يوم السابع من أكتوبر هو حق طبيعي ورد مشروع تأخر لعقود طويلة وحان اليوم وقته وتهيأت لهُ الظروف المناسبة.
• شركات دولية تديرها لوبيات استخباراتية، عسكرية وسياسية وإعلامية وأمنية متخصصة في ترويج الروايات مدفوعة الأجر للتأثير على صياغة القرارات الدولية لصالح الزبون، كذلك لتوجيه الإعلام وفق رؤية معدة لتبييض صورة الإجرام الصهيوني مثلاً وتضليل الرأي العالمي بما في ذلك حجب ما يهدد دولا ككيان الصهاينة من فضح للجرائم الذي يتم ارتكابها في أرض فلسطين المحتلة، حيث يتم العمل على خلق روايات عديدة تشتت الأنظار عن الجريمة الحقيقية وحرف المسار تجاه جزئيات أخرى لتضييع القضية المطروحة، كما حصل من جرائم العدوان الأمريكي على العــــــــراق وفيتنام وأفغانستان وما حصل في القارة السمراء.
• مثلاً، يستذكر الجميع حملة العلاقات العامة بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي وترتيب حملة لقاءات وزيارات وندوات لتلميع صورة محمد بن سلمان في عدة دول غربية وإعادة تقديمه كشخصية عصرية تقدمية منفتحة تمثل الوجه المتحضر الذي يقود مملكة الرمال نحو التطور والتنمية، وزار شركة «فيسبوك» وبابوات وألقى الكلمات في ندوات أقيمت لسموه الشيطاني حضرها شخصيات متنوعة.
• كذلك ما مارسته لوبيات الضغط والعلاقات العامة عندما تم إدراج المملكة السعودية ضمن قائمة العار لقتلة الأطفال في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بسبب جرائمها في اليمن، وبعد أسابيع كيف تم شطبها من تلك القائمة، وهكذا يعمل الغرب في أروقة السياسة الداخلية.
• مثلاً، السعي لربط الصهاينة بعبارة الإنسانية باسم «إسرائيل» عندما يتم الترويج لما يسمى «الهدن الوهمية» منذ أيام، عن أي إنسانية يتحدثون مع ما يحصل لأكثر من شهر في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟!
• كذلك منذ الساعات الأولى للعدوان الصهيوني على غزة، كيف استخدم الكيان الصهيوني على لسان رأس قيادته وروجت لهُ وسائل إعلام دولية مصطلح توصيف حركة المقاومة الفلسطينية بـ»داعش» بغرض رسم وتوثيق وإلصاق مسمى «داعش» على الضحية سعياً لشيطنة الآخر، وكأن الصهيوني بابا نويل يمطر من سماء غزة الهدايا على روؤس الشعب الفلسطيني!
• قيام لوبيات العلاقات بمنع وحجب أي محتوى أو صورة أو مقطع فيديو يوثق ويفضح الجرائم الصهيونية في معركة «طوفان الأقصى»، وحظر حتى أي منشور يدين عصابة الكيان القاتل.
• إعلام متصهين بما في ذلك إعلام الدول المطبعة، يروج لرؤية أن الصهيوني لا يستهدف غير حماس، واستحمار وعي المتابع والعالم الذي يرى الآلاف من الشهداء الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء ومن لم يمت بقصف الصهاينة بموت جريحاً وجوعاً وعطشاً، ويتم الحديث أن الكيان الغاصب يتحدث عن «هدن إنسانية»!
• الآلاف قتلوا، وغيرهم مازالوا تحت الأنقاض، وبكل وقاحة يعلنون عن هدنة يومية لأربع ساعات، لا تكفي حتى لرفع أطنان الركام والخراب لمنزل واحد كل يوم.
• أمريكا والدول الغربية في حالة من الهلع نتيجه انكشاف الحقيقة واتضاح الصور وسقوط السردية الصهيونية كرواية منفردة تنقل المراد إيصاله للشارع الغربي تحت سقف أن الفلسطيني العربي المسلم «إرهابي»، وأن «إسرائيل» تدافع عن نفسها ومعتدى عليها، هذه السردية والتوجيه للرأي العام في الغرب سقط وباء بالفشل ووصلت مشاهد المجازر والإجرام الصليبي، وهذا في اعتقادي أقلق ساسة أمريكا وغيرهم من انقلاب الصورة لدى شعوبهم وظهور حالة من السخط والاحتجاجات وخروج مظاهرات كبيرة ضد تواطؤ حكوماتهم مع الإجرام الصهيوني، حرك الاستقالات التي تتوالى تباعاً في أعلى سلم الوظائف في مراكز القرار السياسي.
• لايهتم العالم للدم الفلسطيني العربي المسلم، والغريب استمرار الحديث المرافق عن «هُدن وهمية» الغرض منها تهدئة سخط الشارع الغربي وتدارك حالة انفضاح الاحتلال وانكشاف حقيقته الإجرامية لدى الشعوب الغربية، وهذه الجزئية تمثل قلقاً كبيراً لدى قادة العدو الغاصب، والمهتم بالإفراج عن الأسرى ودفعة تلو أخرى وكأن من في سجون الاحتلال لعشرات السنين بينهم نساء وأطفال لا يشملهم توصيف أسرى، يجب إخلاء سبيلهم، لم يعد يستحي الحفاة العراة خدام أمريكا والصهيونية بشكل واضح وصريح.
• المشكلة في سلبية الإعلام الموجه لخلق صورة من التعود على مجازر الكيان الغاصب وكأن الجرائم اليومية أصبحت كنشرة الأحوال الجوية، قبل سنين مضت مشاهد لصهاينة الاحتلال يمددون على الصخور أطفالا وشبابا فلسطينيين ويدقون مفاصلهم ويسحقون عظامهم مستخدمين الحجارة، وكم هي البشاعة الماسونية، يفترض أن هكذا صورا لا تغيب وأن تنشر ليرى شعوب العالم إجرام الصهاينة ودمويتهم ومدى حقدهم وصلفهم.
• إذا لم يكن الصهاينة هم النازيين المتطرفين فمن الذي يرتكب هذه المجازر؟! من الذي يهدم البيوت على رؤوس ساكنيها وهم نيام عُزل؟! من يقتحم المدن بصحبة الجرافات ويقتلع إسفلت الشوارع وتمديدات المياه ويدمر شيكات الكهرباء؟! من غيرهم يحاصر بقواته حضانات ومدارس الأطفال؟! من الذي سبقهم إلى قصف المنشآت الصحية وسيارات الإسعاف؟! لا أحد. ما يفعله الصهاينة من إجرام لم ولن يفعلهُ أي مجرم على وجه الأرض، الصهيونية هي الوجه الحقيقي للنازية، حيث تشن اليوم حربا ظالمة تستخدم فيها كل أنواع السلاح المتقدم والمحرم استخدامه ضد خصم لا يمتلك طيرانا ولا تكنولوجيا، ترسانة نووية تواجه عُزل بسلاح بدائي وصناعة محلية.. أليست هذه هي النازية؟ هؤلاء هم الحيوانات التي تدعي انتماءها للبشرية، الغرب يعرفهم قبل ترحيلهم لاحتلال أرض فلسطين بأنهم رواد الرذيلة والقمار والربا والدعارة والقتل، لذلك تخلص الغرب منهم.
* نقلا عن : لا ميديا
في الإثنين 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 09:17:59 م