|
على رغم تصاعد الضغوط الأميركية على اليمن، تحت مبرّر حرص واشنطن على السلام في هذا البلد، وعلى عدم توسّع نطاق الصراع الدائر في قطاع غزة، واصلت صنعاء عملياتها الجوية المساندة للشعب الفلسطيني، ووجّهت ضربات جديدة الى عمق العدو الإسرائيلي، مؤكدة أن جميع قدراتها العسكرية في جهوزية عالية للردّ على أيّ هجوم أميركي أو إسرائيلي مباشر أو غير مباشر. وهذه المرّة، تولّى قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، بنفسه الكشف عن عملية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة. وقال، في كلمة ألقاها في الذكرى السنوية للشهيد، إن «القوة الصاروخية والطيران المسيّر اليمني نفّذا عملية هجومية الاثنين»، مؤكداً أنه «لو كان للشعب اليمني منفذ برّي مع فلسطين لتحرّك بمئات الآلاف من المجاهدين». كما أشار إلى اضطرار الاحتلال الإسرائيلي إلى التمويه على تحرّكات سفنه في البحر الأحمر وعدم رفع علم إسرائيل، وهو ما اعتبره دليلاً على مدى جدوى موقف حركته وعملياتها.
وبعد ساعات على كلمة الحوثي، أطلقت القوات المسلحة اليمنية عدة صواريخ باليستية على أهداف في فلسطين المحتلة، بينما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن اعتراض صاروخ أرض ـ أرض قبل وصوله إلى مدينة إيلات، باستخدام منظومة «حيتس 3»، إلا أن مشاهد نشرها هواة على مواقع التواصل الاجتماعي في إيلات أكّدت فشل محاولة اعتراض الصاروخ. وتقول مصادر في صنعاء إن الصواريخ المستخدمة هي من نوع «بدر z-0»، البعيد المدى الذي يتّسم بالقدرة على مناورة الأنظمة الرادارية.
وكانت صنعاء قد وعدت بتصعيد هجماتها على الكيان الإسرائيلي، وأكدت أن أيّ تحركات داخلية معادية ستصنّف كأعمال مساندة لإسرائيل، وسيكون الرد عليها على هذا النحو، واتهمت الإمارات بالعمل على تفجير الوضع في الداخل بالوكالة عن الكيان الإسرائيلي. وفي هذا الشأن، تحدث نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ، حسين العزي، في تصريح، عن طلب إسرائيل من إحدى دول «التحالف» تحريك ميليشياتها ضدّ صنعاء. وأجرى قائد الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي، طارق صالح، محادثات مع مسؤولين بارزين في وزارة الدفاع الإماراتية خلال اليومين الماضيين، وسط أحاديث عن مساعٍ إماراتية لإشعال فتيل الحرب في الساحل الغربي، بدفع إسرائيلي. يضاف إلى ذلك، رصد استخبارات صنعاء تحرّكات موازية يقوم بها رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات، عيدروس الزبيدي، منذ أيام، تمثّلت في عقده اجتماعات مع القيادات العسكرية الموالية لأبو ظبي. ورداً على هذه التحرّكات، التي ترجمتها التشكيلات التابعة لصالح و«الانتقالي» بالدفع بتعزيزات عسكرية إلى جبهات الساحل الغربي والضالع وشبوة وأبين ولحج، لمّحت صنعاء إلى أن «الردّ لن يقتصر على تلك الميليشيات، بل سيطاول دبي وأبو ظبي». وكتب العزي، في منشور على منصة «إكس»، أن على الإمارات أن «تستعدّ لدفع ثمن أكبر»، مضيفاً أن ما تقوم به «لن يخفّف من موقفنا ضدّ العدو، بل سيدفعنا إلى تصعيده».
نفّذت قوات عسكرية تابعة لصنعاء، أمس، مناورة عسكرية جديدة تحت اسم «طوفان الأقصى»
وفي إطار الاستعداد لأيّ طارئ، نفّذت قوات عسكرية تابعة لصنعاء، أمس، مناورة عسكرية جديدة تحت اسم «طوفان الأقصى» في عددٍ من النقاط العسكرية على جبهات الحدود اليمنية - السعودية، والتي سبق لرئيس أركان قوات حكومة عدن، الفريق صغير بن عزيز، أن زارها الأسبوع الفائت. ونفّذت قوات صنعاء في المناطق الحدودية ثاني مناورة منذ مطلع الشهر الجاري، وقال موقع وزارة الدفاع في العاصمة إن «قوات حرس الحدود اليمنية وعدداً من الألوية العسكرية نفّذت مناورة عسكرية واسعة حملت اسم عملية طوفان الأقصى». وأشار إلى مشاركة «اللواء 3» و«اللواء 415» و«اللواء 191 حرس حدود» فيها، مضيفاً أنه تمّ استعراض مهارات وقدرات منتسبي حرس الحدود العسكرية والقتالية.
وجرت المناورة على نطاق جغرافي واسع، وفي عدّة مسارات جغرافية، بمشاركة الطيران المسيّر والقوة الصاروخية والمدفعية. وهي حملت عدّة رسائل إلى الجانب السعودي الذي ترى صنعاء أن أيّ تصعيد عسكري يجري على جبهات صعدة سيكون هو مصدره، وتؤكد أنه سيُقابَل بردّ. ويقول مصدر عسكري في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن السعودية فتحت مجالها الجوي للطائرات الأميركية التي تقدّم الدعم والإسناد لجيش الكيان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن صنعاء رصدت وصول ثماني طائرات نقل عسكرية أميركية خلال الفترة من 9 إلى 13 تشرين الثاني الجاري، إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية في الرياض. ويرجّح المصدر أن هذه الطائرات تحمل أنظمة دفاع جوي، وربّما أسلحة أخرى، ضمن جهود حماية إسرائيل من الهجمات اليمنية.
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية
في الأربعاء 15 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 06:53:35 م