الولاء
علي محمد النعمي (أبوزيد)
علي محمد النعمي (أبوزيد)

 

محيا المعاني من سناك خجول
وأبحر شعـري في الثـناء قليـل

تخر القوافي في مقامك سجدا
ويقصر فيك البحر وهو طويـل

وتسبح في أخلاقك الغر فكرتي
فيرتد طرف الشـعر وهو كليـل

وتغرق في جزئية منك أبحري
فماذا عساني في الكمال أقول

وغيرك يزهو بالثناء وينتشي
وغيري بتلميع الألى مشغول

ولكنـمـا أتـلـو الثـنـاء تقـربـا
الى الله وهو الواهب المأمول

مشـاعـر قرآنـيـة وقريـحـة
جـهـاديـة ما شـابها تدلـيـل

اليك (أبا جبريل) حنت مشاعري
وحـلّق وجـداني وهـاج غـليـل

ومن يكن الذكر المبين قرينه
فمدحي له دون الورى ترتيل

وأنت قرين الذكر صفوة ربنا
من الآل سـبط للنبي سـليـل

أبوك هو( البدر) الذي بعلومه
سرى حرر الأفكار وهي ضلول

فسلّم للفجر الحسيني حامدا
سراه.. وما إن (للحسين) مثيل

به استيقظ التأريخ بعد سباته
وولى زمـان الذلـة الـمـهـزول

شهيدا تحدى ظلمهم وظلامهم
وفـجرا تجلى ما اعتراه أفـول

فأشرقت صبحا بعده لكأنما
سـناك لهامات الذرى إكـليـل

مسيرتك القرآن مشروعك الهدى
ألا كل مشـروع سـواه ضـئيـل

عليها مضى الكرار بعد محمد
ونوح وإبراهيـم وهـو خليـل

وموسى وعيسى كل هاد ومرسل
فـنهجك قـصـد بـالـهـداة أهـيـل

أولئـك أعـلام المسـيـرة هذه
وأنت امتداد للـهـداة أصيـل

بهم أوضح الله السبيل لخلقه
لكلٍ زمـان مـر فيـه وجـيـل

وأنت بهذا العصر وارثهم وما
لسنة ربي في الهدى تحويـل

نرى جدك الكرار فيك قيادة
على الأرض فيها للسما تمثيل

وذلك فضل الله يؤتيه من يشا
وللـه أمـر الإصـطفـاء يـؤول

وليس اعتباطا فضله بل مهمة
فـفضلك من ربي لنـا تفضيـل

وقد زادك الرحمن في العلم بسطة
(وليس سواء عالم وجهول)

ومن يصطف الرحمن يجعله كاملا
فما لك في هذا الزمان عديل

فأنت المدى من كل فضل وغاية
وأنت الصميم الألمع المصقول

نشات كريما وانتشرت مكارما
تدفقت هديا والنفوس محول

فأخرجت بالقرآن في الأرض أمة
لها فوق هامات النجوم حلول

وإذ أنت قرآن على الأرض ناطق
فإنك للقول السديد قؤول

متى تلق درسا أو تطل محاضرا
وعتك قلوب واحتوتك عقول

بحرص وتقديس وشوق إذ الهدى
مفاتيحه التعظيم والتبجيل

فتزخر أفكارا وعلما وحكمة
وأنت خضم زاخر وهَطول

كأن الهدى من فيك وحي من السما
له في قلوب المؤمنين نزول

وعلا ونهلا من دروسك نرتوي
فيصدر قلب المرء وهو خضيل

اذا أخذ الفرد المجاهد دورة
غدا وهو جيش أغلب وقبيل

وما زلت بالقرآن تبني نماذجا
ومجتمعا يرقى به التأهيل

إليك تناهى سر آل محمد
وعندك حل المجد وهو أثيل

أعز بني الدنيا وأتقى ذوي التقى
وأجود أهل الجود حين تُنيل

تُجاري البحار الزاخرات سماحة
ويجري فرات في يديك ونيل

جُبلت على الأخلاق والقيم العلا
وأعيا سواك الكسب والتحصيل

تقيا نقيا زاهدا طبت في الورى
فروعا وطابت في علاك أصول

رؤوفا رحيما محسنا متحننا
تواسي وترعى دائما وتعول

شجاعا كميا حيدريا مجاهدا
أبيا فما للضيم فيك قبول

خطابك في وجه الخطوب ملاحم
تهز المدى والقول منك يصول

اذا أنت حذرت العدو تطايروا
فرارا وأضحى للدروع جفول

فمن لم يمت منهم تلاشى وإنه
لمن قبل أن يلقى الوغى مقتول

لأن العدى تدري بأنك عندما
تقول فقبل القول أنت فعول

اذا قلت أزهقت الضلال وأينما
تَصُلْ قال ربي للملائك صولوا

وأنت فتى الهيجاء وابن كماتها
أخو الحرب خدن للزناد زميل

تدوس على الأخطار في كل معرك
وتثبت حيث الراسيات تزول

مهابا لديك الحرب تلقي سلاحها
ويرتجف الإرجاف والتهويل

تخافك أمريكا ومن في ولائها
وتبصر فيك الموت إسرائيل

وفيك يرى المستكبرون زوالهم
وظلك للمستضعفين ظليل

وتحمل همّ المسلمين وإنما
سواك على أكتافهم محمول

تعيش قضاياهم وإنك لو دروا
لفلك النجا والنور والتنويل

وأفدي على كفيك روحا حملتها
فداء لهذا الشعب حيث تصول

فلليمن الميمون ماض وحاضر
ومستقبل ما دمت فيه جميل

عجبت لمن والى سواك وإنما
ولاء يهود عن ولاك بديل

وأنظمة حكامها وملوكها
دمىً ومطايا لليهود ذلول

عبيد لأمريكا فهم أدواتها
ومشروعها المرسوم والتمويل

لئن ضل قبلا قوم موسى بعجلهم
فقد طوحت بالمسلمين عجول

فما في فخامات الزمان فخامة
ولا في جلالات الملوك جليل

فدع عنك أذنابا صغارا أذلة
لهم أمريكا في الشعوب تُديل

فما كنت يوما أن أوالي ظالما
ولا أن يليني قاعد وهزيل

تناديه أيآت الهدى وهو مخلد
الى الأرض في أخوافه مشكول

برئت من الأصنام في الأرض كلها
وأنت وليي لست عنك أميل

ولاء وتسليما وسمعا وطاعة
وحبا صريحا ليس فيه ميول

فيا أمة الإسلام جدي وسارعي
ولا يبعدنك الزيغ والتضليل

فقد هرمت تحت اليهود شعوبنا
وأزرى بها مستعمر وعميل

وما بعد هذا الخزي الا جهنم
وكل امرء منا غدا مسؤول

تعالوا الى القرآن والعلَم الذي
تجسد فيه الدين والتنزيل

الى السيد السبط الولي فنهجه
بنهج أبيه المصطفى موصول

رضيتك لي مولى لأنك كامل
وغيرك عنها قاصر مفضول


فمن ذا له مولى كمولاي إنني
لأسمو بكم يا سيدي وأطول

وتالله ما في غيرك اليوم مخرج
لأمتنا أو في سواك حلول

وإنك من ربي لأعظم نعمة
علينا فشكري للإله جزيل

بك الله أحيانا وأكرم شعبنا
وزحزح عنا الظلم وهو ثقيل

وكنا ضحايا للثقافات حُرفت
رؤآنا قصار والبصائر حول

وكنا وكنا .. كم أعد.. ولم نكن
بشيئ ... فكنا والحديث يطول

وتأخذني (الأنفال) آية { واذكروا...}
وأنتم بها مستضعفون قليل

أمر على (مران) والوضع موحش
وأنت شريد والحسين قتيل

وحول حسين العصر في كربلائه
أرى ألف شمر في البلاد يجول

وأعبر من (سلمان) وهو من الأسى
تكاد الصخور الصم منه تسيل

فلا قدست من أمة جل خسرها
على كل هاد سيفها مسلول

وفي( مطرة) التذكار إذ نحن قطرة
هناك فكيف اليوم نحن سيول

لأنك إذ آويت( مطرة) لم تنم
ولكن عرين كنت فيه وغيل

وفي الغيل أهل للشريد ومأنس
وفي الناس ذئب إن شنوك وغول

هناك من الصفر انطلقت مجاهدا
ودهرك عادٍ والزمان خذول

وحيدا تخلى عنك ذو الود رهبة
وجافاك ذو القربى وحاد خليل

سلاحك إيمان ونفس أبية
وأجنادك التسبيح والتهليل

وقد طوقوا الدنيا بكل مجنزر
عليك وثارت للقتال طبول

محيطك مكر والدروب كمائن
وفي كل شبر مترس وفتيل

وشنوا الحروب الست بغيا فخضتها
دفاعا الى أن زُلزلوا وأزيلوا

الى ثورة الشعب اليماني قائدا
لشعبك إذ كان الفساد يهول

وإذ أمريكا سيطرت فسفيرها
هو الحاكم الفعلي والمسؤول

على أنفها أخرجتها من بلادنا
مراغمة والفاسدون أُقيلوا

فأقبل عدوان التحالف عاصفا
عواصف شر ما لها تمهيل

سعود وأمريكا ومن كل دولة
علينا تداعت للذيول ذيول

بأحدث ما في الأرض من تكنولوجيا
وأذكى سلاح بالغبا مشمول

وقد ملؤوا الدنيا غرورا وقادهم
الى حربنا الأطماع والتطفيل

أتوا يخرقون الأرض مشيا وصعروا
خدودا لأمريكا بها تنعيل

ويحتشدون الخافقين جحافلا
تأبـطهـا الـدولار والبـترول

ومن كل إنسانية قد تجردوا
فكل أميـر منهـم برمـيـل

أرادوا بأن يستعبدوا شعبنا وأن
يكون لهم في شأننا التخويل

وأن يسحقونا بين يوم وليلة
كما يسحق الذر الصغار الفيل

وظنوا بأن النصر بالمال يشترى
وتدركـه الغـارات والأسـطول

وقد غرهم وضع البلاد وأنها
بكل انفلات حالها مشلول

فراغ سياسي وجيش مهيكل
وأمـن عليه الداعشي يبول

وشعب يعاني قد أبادوه مسبقا
ولم يبق فيه للصمـود سبيـل

ولكن شعبا أنت ليث عرينه
فكلتا يديه سـاعد مفتـول

وأرض عليها أنت من كل طامع
ثراها رجام والحصى سجيـل

فلما تمادوا في جرائم حربهم
ولم يبق الا في القتال حلول

هجمت عليهم هجمة حيدرية
فضاق عليهم عرضها والطول

ومرغت في هذا التراب أنوفهم
لكي يعلموا أن العـلو سـفـول

وأفنيتهم قتلا وأسرا فأصبحوا
وليـس الى مـا أملوه وصـول

وأشبعت من أكبادهم كل جبهة
وهــذا تراب للغـزاة أكـول

جماجمهم في كل واد كأنها
حصيد عفاريت يُرى ويزول

كأن بقاياهم بقايا طماطم
يناثرها في البيـد عزرائيل

وأرتال أمريكا وفخر سلاحها
أتاهـا عذاب الله والتنكيـل

ولم تسقهم كأس الردى بل غمرتهم
فتلـك دمـاهم كالميـاة تسـيـل

وقلت لهم موتوا بأطماعكم هنا
فليس لكم بعد الوصول قفول

وأطلقتها نحو الرياض مصنِّعا
صواريخ تدنـي مدهـا وتطيـل

وطلت أبو ظبي بكل مسيّر
لها بدم الصماد ثمّ ذحـول

وتلك طوابير النفاق ثقِفتها
فحل عليها اللعن والتقتيل

ونكلت بالعدوان في كل جبهة
فتلك جيوش المعتدين فلول

وقد سقطت أوراقهم وترنحت
عواصفهم فجبينهـا متـلول

وتقصف إسرائيل قصفا وإنمـا
مدى الألف كيلو في طريقك ميل

فذا عالم مستكبر قد هزمته
وذا عالم مستبشر مذهول

ونحوك أنظار الشعوب تطلعت
تعانقها الآمال والتـعويـل

وبين يديك المعجزات تحققت
وصار هنا للمستحيل حصول

وفي الفرق بين الأمس واليوم أجتلي
دروس جـهـاد قيلهن القيل

هنا تسجد الأقلام لله وحده
ويبتهل الإجمال والتفصيل

يقولون إيران ويدرون إنها
لمحض ٱفتراء كله تضليل

بها عللوا عدوانهم وإنهزامهم
وليـس لما حققته تـأويـل

سوى أنه الله الذي هو قاهر
قوي عزيز وعده مفعول

ومهما يكن حجم الغزاة ومكرهم
فربك بالنصر المبين كفيل

ومن كان بالله القوي اعتماده
فكل تحدٍ حده مفلول

تجلى بك القرآن دينا ودولة
وصار لآيات الهدى تفعيل

فسبحان من أحيا بنورك أمة
وكان عليها ذلة وخمول

ولولاك بعد الله ما قام عاثر
ولا ذل طاغوت وعز ذليل

هنا تشهد الدنيا بأنك رمزها
ومهديها والسيد المأمول

فأنى يداني شأوك اليوم طامح
وكيف وهل كل الرجال فحول

أسائل أهل الريب فيك وقد بدا
لبغضائهم فوق الثرى تنميل

وأعجب منهم ما الذي ينكرونه
وفي كل صبح من سناك رسول

فخذها أبا جبريل مني بيعة
وربي عليها شاهد ووكيل

وأرجو بأن ألقى بها الله صادقا
شهيدا وروحي في رضاه قليل

وإن تك قد طالت ففيك تطلعت
وما أنت يابن المصطفى مملول

ودم سيدي واسلم عزيزا مظفرا
يضيئ بك الإسلام والتنزيل

وصلى عليك الله بعد محمد
مع الآل ما هب الصبا المعلول.

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين


في الأربعاء 15 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 09:27:47 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=11118