|
ربما لا يكون غريباً أن يخوضَ تحالُفٌ من أَكْثَــرَ من عشر دول ومدعومٌ من قوى عالمية ودولية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، إلى جانب الكيان الصهيوني، ليس غريباً أن تخوضَ حربَها خارج أراضيها، لا سيما أنها تمتلك أحدث سلاح جو عرفته البشرية، إلا أن هذا أَيـْـضاً يمثل ميزة منقوصة؛ لأنَّ التحالف لم يستطع أن يخوض هذه الحرب إلّا من خلال سلاح الجوّ كاشفاً ضعفاً وهشاشة كبيرة في قواته البرية، التي استعاض عنها بتجنيد المرتزقة من كُــلّ مكان من اليمن والسودان والسنغال إلى جانب البلاك ووتر، مستخدماً عناصر القاعدة وداعش والجماعات التكفيرية.
في الحروب الحديثة خاضت كبرياتُ الدول حروبَها خارج أراضيها باستخدام جنودها، متبعةً سياسةَ نقل الحرب إلى أرض العدوّ، يعيدنا ذلك إلى بديات القرن العشرين، حيثُ انضمت الولايات المتحدة الأمريكية إلى دول الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وأعلنت الحرب على ألمانيا أواخر العام 1917، وفي الحرب العالمية الثانية كانت أمريكا طرفاً أساسياً في الحرب حين استخدمت السلاحَ النووي لأول مرة ضد اليابان ودمّــرت هيروشيما وناجازاكي، ولا نذهب بعيداً في عمق التاريخ فلا تزال ماثلاً أمامنا ما رأيناه في غزو واحتلال أفغانستان والعراق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.
في العدوان على اليمن سعت السعوديّة وحلفاؤها جاهدةً إلى إبقاء الحرب داخل اليمن، إلا أن القيادة اليمنية فاجأت العالم، ونقلت الحربَ إلى عمق العدوّ براً وبحراً وجواً.
في العمليات البرية توجهت وحداتٌ من مجاهدي الجيش واللجان الشعبية نحوَ الحدود السعوديّة، متحدِّين الترسانة العسكرية الدفاعية المتطورة للعدوّ، وتم كسر الخطوط الدفاعية الأولى، وتدمير كُــلّ مواقعها العسكرية على امتداد الشريط الحدودي في الشهور الأولى للعدوان، الأمر الذي سهّل لقوات الجيش اليمني واللجان الشعبية السيطرة على مساحات واسعة في عمق نجران وجيزان وعسير.
القوة الصاروخية أَيـْـضاً، ساهمت بشكل فعّال في نقل كرة اللهب إلى عمق السعوديّة، ومؤخراً تحدث وزير الخارجية السعوديّ عن 199 صاروخاً بالستياً أطلقت على السعوديّة، أَكْثَــر هذه الصواريخ كانت تستهدف المواقعَ العسكرية والاستراتيجية في جيزان وعسير، فيما وصلت أعدادٌ منها إلى الرياض وينبع والطائف وغيرها.
سلاحُ الجوّ المسيّر قام بعدة عمليات متصاعدة بدأت باستهداف مطار أبها الإقليمي، وشركة أرامكو في جيزان، بطائرة قاصف 1، ثم انتقل ليقصفَ عاصمة قرن الشيطان بطائرة صمّـاد2، التي استهدفت خزانات أرامكو في الرياض.
ومع تنامي العمليات الجوية للطيران المسيّر، انطلقت طائرات الصمّـاد 3 لتقصفَ في الإمارات، متجاوزةً مسافاتٍ تصل أَكْثَــرَ من 1200 كم، لتنفّـذَ ثلاث عمليات نوعية، على مطارات أبو ظبي ودبي، آخرها يوم أمس.
اليوم أَيـْـضاً وفي إطار نقل المعركة إلى أرض العدوّ، نفّـذت قواتُ البحرية والدفاع الساحلي، عمليةً نوعية جديدة في عمق العدوّ، حيثُ استهدفت وحدةٌ متخصصة عملية نوعية استهدفت تجمعاً لزوارق حرس الحدود السعوديّ داخل ميناء جيزان، وأكّدت مصادر عسكرية أن العدوّ تكبّد خسائرَ كبيرة واحتراقَ عدد من الزوارق البحرية إثر الهجوم البحري.
العملياتُ النوعيةُ والمستمرةُ في التطور والتصاعد، براً وبحراً وجواً، والتي تنفّـذها الوحداتُ المختلفة للجيش واللجان الشعبية، تؤكّد أن عاملَ الزمن وطول أمد العدوان، يزيد من تضاعف القدرات العسكرية اليمنية وتطوريها وتناميها، الأمر الذي سيمثلُ المزيدَ من المخاطر التي ستتعرض لها دول العدوان امنياً واقتصادياً، ولن تستطيع تحمل نتائجها واطّراد عملياتها، والقادم أعظم.
في الإثنين 01 أكتوبر-تشرين الأول 2018 09:54:34 م